ندّد الائتلاف الوطني السوري بأعمال الشغب والاعتداءات التي طالت اللاجئين السوريين في تركيا، نتيجة “ترويج إشاعات مغرضة” حرّضت الأهالي في تركيا ضد اللاجئين، داعياً للتركيز على “عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين الشعبين السوري والتركي”.
وأضاف في بيان له، أنه يدعو إلى “ضبط النفس وعدم الانجرار وراء تلك الإشاعات وخطاب الكراهية والعنصريين الذين يحرضون على الفوضى والأذى”، مشيراً إلى أنه “قام بالتواصل مع الجهات التركية ذات العلاقة بخصوص ما حدث”.
وتابع البيان أنه “يشير بهذا الخصوص إلى تصريحات الرئيس أردوغان التي أعلن فيها بوضوح رفضه واستنكاره لما حدث من أعمال شغب وفوضى وأي تجاوزات قانونية حدثت في قيصري، وأنه قد وجه السلطات المختصة لمعالجة الأوضاع فيها وتأمين سلامة وأمن المواطنين والمقيمين فيها من اللاجئين ووضع حلول لأي تجاوزات قانونية حدثت بأسرع وقت ممكن”.
وأردف البيان: “نهيب بأهلنا المقيمين في تركيا بضرورة التعامل مع الحوادث الفردية أو الجماعية عن طريق القوانين والسلطات التركية المسؤولة عن الأمن ومكافحة الشغب والانتهاكات، التي بادرت مساء أمس إجراءاتها لضبط الأمن وحماية السكان، ومازالت مستمرة في جهودها لعدم تكرار ما حدث”.
وناشد الائتلاف “أهلنا السوريين في تركيا وفي المناطق المحررة داخل سورية، والأخوة أبناء الشعب التركي على أنه لا بدّ من التركيز على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين الشعبين السوري والتركي، وعدم الانجرار وراء من يريد خلق الفتنة والكراهية بين الشعبين الشقيقين”.
وتابع البيان: “يهيب الائتلاف بأهلنا داخل المناطق المحررة في سورية، بضرورة عدم السماح بانتشار الفوضى، والوقوف صفًا واحدًا لمجابهة خطابات التحريض والكراهية، الساعية لبث الفوضى وزعزعة الاستقرار والتفرقة بين من ضحوا بدمائهم من أبناء الشعب السوري بمجابهة النظام المجرم، وخاضوا المعارك المشتركة مع أبناء الشعب التركي ضد التنظيمات الإرهابية التي تسعى لزعزعة أمن واستقرار البلدين”.
وأكد البيان “ضرورة وواجب حماية اللاجئين وضمان سلامتهم وأمنهم في الدول المضيفة من قبل السلطات المختصة في حكوماتها”، وذكّر المجتمع الدولي بأن “اللاجئين السوريين يرغبون في العودة إلى بلادهم عودة طوعية وآمنة وكريمة، لكن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا عبر التوصل إلى الحل السياسي في سورية وفق قرارات مجلس الأمن ذات العلاقة لاسيما القرار 2254(2015)، وتنفيذها بشكل كامل وصارم، مما يؤدي إلى توفير بيئة آمنة وكريمة تحفز المهجرين واللاجئين والنازحين على العودة الطوعية”.
وختم البيان بالقول: “نناشد أبناء شعبنا السوري في تركيا وفي المناطق المحررة بضرورة ضبط النفس وعدم إتاحة الفرصة لزعزعة الأمن والاستقرار، فالمستفيد الوحيد من هذا الشغب والانتهاكات والفوضى هو النظام والتنظيمات الإرهابية، الساعيان للنيل من العلاقة الأخوية بين الشعبين السوري والتركي لوضع المزيد من العثرات بوجه السوريين لمنعهم من تحقيق تطلعاتهم، نحو الحرية والعدالة والكرامة والديمقراطية التي ثاروا وضحوا من أجلها”.
وكان “مفتي سوريا” ورئيس المجلس الإسلامي السوري، الشيخ أسامة الرفاعي، دعا الحكومة التركية إلى معاقبة الذين تسببوا بحالات العنف والاعتداء على السوريين في مدينة قيصري.
وفي كلمة مصورة، حذّر الرفاعي الشعبين السوري والتركي من مغبة الانجرار وراء من وصفهم بـ “مثيري الفتن”، مضيفاً أن “هذه الأحداث التي تعصف اليوم بأهلنا، يثيرها أهل الفتنة والشغب وغايتهم زعزعة الأمن الاستقرار في هذا البلد، ومن واجبنا الوقوف بوجه هذه الفتنة، وأن ندرأها بكل الوسائل الممكنة”، وفق تعبيره.
وطلب الرفاعي من المسؤولين الأتراك أن “يسدّوا باب الشر بكل وسيلة ممكنة”، محذراً من “اضطراب الأمور وخروجها عن السيطرة، في حال فُتح ذلك الباب على مصراعيه”، بحسب وصفه.
يأتي هذا بعد الاعتداءات التي حصلت بحق ممتلكات اللاجئين السوريين في ولاية قيصري، وما تبعها من تطورات في شمال سوريا واعتداءات ضد الشاحنات والمرافق التركية المدنية والعسكرية.