قال وزير الدفاع التركي يشار غولر إن العمليات العسكرية التركية في شمالي سوريا قد جلبت السلام للمنطقة الحدودية، مشيراً بذات الوقت إلى أن تركيا ستعمل مع من يفوز بانتخابات حرة في سوريا.
وأضاف غولر في مقابلة تلفزيونية أن أردوغان يبذل جهوداً لإقامة “بيئة من السلام”، مشيراً إلى أنه يمكن البدء بمفاوضات سلام مع نظام الأسد. ولكن لدينا شروط لذلك، وقال إن نظام الأسد يقول إذا “أبلغتمونا بتاريخ الانسحاب، سنتفاوض”، لافتاً إلى أن أنقرة تفهم هذا الأمر على أنه عدم رغبة منه بالعودة للسلام.
ودعا غولر نظام الأسد إلى القبول بدستور شامل وإجراء انتخابات حرة، وفي النهاية، من يصل إلى السلطة “ستكون أنقرة مستعدة للعمل معه”.
ورداً على سؤال يتعلق بتزويد الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب بأنظمة دفاع جوي، قال غولر: “منذ البداية لم يكن هناك شيء يسمى PYD، هذا هو نفسه PKK تماماً. من المستحيل عدم فهم هذا”.
وأضاف: “يقول لنا أصدقاؤنا (أميركا) ‘نحتاج إلى قوات لمكافحة داعش’. لقد عبرت عن هذا بصراحة لأصدقائنا الأمريكيين. ‘هل تريد حقاً محاربة داعش؟’، ‘نعم أريد’. إذاً، سنوفر لك كل ما تحتاجه من القوات. ولكن لا يوجد رد”.
وتابع: “في حين أننا حلفاء في الناتو، يبدو لنا وكأنهم يستهزئون بعقولنا”.
وقبل أيام، قال وزير الدفاع التركي يشار غولر إن بلاده لا يمكن أن تناقش التنسيق بشأن الانسحاب من سوريا إلا بعد الاتفاق على دستور جديد وإجراء انتخابات وتأمين الحدود.
وفي تصريحات لوكالة رويترز أضاف غولر أن “تركيا وسوريا قد تعقدان لقاءات على مستوى وزاري في إطار جهود التطبيع إذا توفرت الظروف المناسبة”.
وأشار إلى أن الخطوات المشتركة التي اتخذتها تركيا مع العراق في مكافحة الإرهاب تمثل نقطة تحول، مضيفا أن حزب العمال الكردستاني يمثل خطرا على الجانب العراقي من مشروع طريق التنمية الذي يجري التخطيط له مع دول بالمنطقة.
وفي 11 آب، عبّر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن تأييد بلاده لتطبيع العلاقات بين تركيا ونظام الأسد، وتطوير عملية التفاوض والتحضير لاجتماع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس النظام بشار الأسد.
وأضاف بوغدانوف للصحفيين أن موسكو تؤيد عملية التطبيع على أساس الاعتراف المتبادل بوحدة الأراضي والسيادة.
وأردف أن موسكو مع هذه العملية وتدعو لاكتسابها الزخم الضروري، وسيكون من الجيد جداً أن يجتمع رئيسا الدولتين، وقال إنه يعتقد أن التحضير الجاد لمثل هذا الاجتماع مطلوب، وفق تعبيره.
يذكر أنه في تموز الماضي قالت صحيفةٌ تركية إن لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس النظام بشار الأسد، قد يتم في شهر آب المقبل على أبعد تقدير في نقطة تفتيش على الحدود السورية التركية.
وأضافت صحيفة “تركيا” المحلية أن مسؤولين أتراك وسوريين عقدوا ثلاث جولات من المحادثات خلال الشهر الماضي حول تطبيع العلاقات الثنائية وتنظيم الاجتماع الأول بين أردوغان وبشار الأسد.
ولفتت إلى أنه في البداية تمت مناقشة العراق كمكان لاجتماع أردوغان والأسد، إلا أن أنقرة تركز على خيار بديل، وتحديداً معبر كسب الحدودي بين تركيا وسوريا، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تتطور العملية بسرعة، وأن يلتقط الزعيمان الصور معاً في شهر آب على أبعد تقدير.
وفي 25 تموز قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن تركيا تسعى لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد بالتعاون في عدة ملفات حيوية مثل أمن الحدود ومكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين.
وأضاف في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز عربية”، أن تركيا ترغب في تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد على غرار ما تم تحقيقه مع دول أخرى في المنطقة، موضحاً أن “تركيا مستعدة لبدء الحوار على جميع المستويات، بما في ذلك الرئاسة، لحل المشكلات القائمة”.
وأضاف أن البلدين أجريا محادثات عبر قنوات متعددة منذ عام ألفين وسبعة عشر، مما ساهم في وقف الاشتباك بين المعارضة والنظام في سوريا، معرباً عن أمله في تحويل فترة الهدوء المستمرة منذ ست إلى سبع سنوات إلى حالة أكثر ديمومة، مشدداً على أهمية عودة السوريين الذين يعيشون خارج البلاد إلى وطنهم بأمان.