ردّ المجلس الإسلامي السوري على التصريحات المتطرفة التي أدلى بها المرشد الإيراني، علي خامنئي، داعياً الكتاب والمفكرين والإعلاميين إلى التكاتف والوقوف صفاً واحداً في مواجهة خطر مشروع نظام الملالي بكل الوسائل الممكنة، من خلال كشف حقيقته ومقاومته.
وفي بيان له، اعتبر المجلس الإسلامي السوري أن تصريحات خامئني تشكل خطراً بالغاً على المنطقة وشعوبها، محذراً من أن استدعاء أحداث التاريخ بطريقة طائفية حاقدة ينذر بتفاقم النزاعات والحروب الطائفية والكراهية التي أشعلها خامنئي وأتباعه، مشيراً إلى أن هذه التصريحات تكشف بوضوح حقيقة نظام الملالي وأهدافه، مؤكداً أنها تفضح المشروع الطائفي العدائي الذي يستهدف أبناء السنة بوصفهم “الجبهة اليزيدية” المعادية للجبهة الحسينية.
وأشار البيان إلى “أن المسلمين كافة يجلّون الإمام الحسين رضي الله عنه ويعتبرونه أحد أعلامهم البارزين وإماماً من كبار أئمتهم”، مضيفاً أن هذه التصريحات تأتي في وقت “يُخوّن فيه نظام الملالي في إيران الأمة بأسرها، حيث يحتل عواصم تاريخية مثل بغداد ودمشق، ويسيطر على صنعاء وبيروت، ويغذي الفتن في المنطقة بدفع أبناء طائفته إلى إشعال الصراعات، ويزيد من تناقضاته بادعاء دعم غزة والدفاع عن القدس، والثأر لقياداته وقادة الفصائل الفلسطينية الذين تُقتلهم الولايات المتحدة وإسرائيل سواء على أرض إيران أو في المناطق الواقعة تحت نفوذها، بينما يعجز عن الرد على تلك الاغتيالات ولو بأقل ما يحفظ كرامته”.
وأكد المجلس أن تصريحات خامنئي الطائفية تبرز أن “عداء نظام الملالي ليس موجهاً نحو الكيان المحتل أو أميركا، كما يدعون منذ سنوات لخداع الناس، بل إن عداءهم الحقيقي والمستمر موجه ضد المسلمين المخلصين، انتقاماً لثارات تاريخية مزعومة”، موضحا أن الهدف من تسليحهم وبناء قوتهم ليس تحرير المقدسات، بل السعي لاحتلال عواصم إسلامية جديدة.
وأوضح المجلس أن ما زعمه خامنئي بشأن انتمائه إلى “الجبهة الحسينية” لا يمت للحقيقة بصلة، فميليشياته في العراق ولبنان وسوريا واليمن تمارس الظلم على الأطفال وتقتل النساء والشيوخ وتقوم بأعمال وحشية مثل شق بطون النساء الحوامل، مشيراً إلى أن اتهامه لأهل السنة بالانتماء إلى “الجبهة اليزيدية” هو افتراء باطل، إذ يظهر التاريخ والواقع أن أهل السنة دائماً يقفون إلى جانب المظلومين ويواجهون الطغاة والظالمين، سواء في الماضي أو الحاضر.
وتابع البيان أن تقدير الجهود المبذولة عبر تاريخ الأمة هو سمة العقلاء، بينما استحضار التاريخ المفترى لافتعال وإشعال العداوات الطائفية يعكس سياسة الطائفيين الحاقدين، داعياً الكتاب والمفكرين والإعلاميين إلى التكاتف والوقوف صفاً واحداً في مواجهة خطر مشروع نظام الملالي بكل الوسائل الممكنة، من خلال كشف حقيقته ومقاومته.
يذكر أن خامئني نشر في آب الماضي سلسلة تغريدات على إكس قال فيها “إنّي سِلمٌ لِمن سَالَمَكُم وَحَربٌ لِمَن حَاربَكُم إلى يَوْم القِيَامَة. المعركة بين الجبهة الحسينيّة والجبهة اليزيديّة مستمرّة ولا نهاية لها”، وفي منشور آخر قال: “تأخذ المعركة بين الجبهة الحسينية والجبهة اليزيدية أشكالًا مختلفة؛ ففي عصر السيوف والرماح لها شكلها الخاص، وفي عصر الذرّة والذكاء الاصطناعي لها شكلٌ آخر. وفي عصر الدعاية والإعلام عبرَ الشِّعر والبيان والكلام لها شكلها أيضًا، وفي عصر الإنترنت والكوانتوم وما إلى ذلك، لها شكلٌ مختلف”.
وأثارت تصريحات خامنئي انتقادات واسعة لكونها تجعل من منظوره “أهل السنة والجماعة” في صف ما سماها “الجبهة اليزيدية”، في خطاب طائفي محض.