حجاب: معنويات “الحر” عالية ومكاسب النظام هشة
أكد رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية رياض حجاب أن مكاسب النظام في حلب هشة وأن معنويات الثوار عالية، فيما جدد التزام المعارضة بحل سياسي يفضي لرحيل بشار الأسد.
وأوضح حجاب أنه اجتمع الاثنين مع قادة الفصائل العسكرية بما فيها الجيش الحر، وأنهم أبلغوه بأن الروس والإيرانيين يتبعون سياسية الأرض المحروقة من خلال تكثيف القصف بشكل عنيف للتأثير على معنويات الثوار.
لكنه شدد خلال مؤتمر صحفي عقده في لندن على أن المعارضة ليست قلقة من التقدم الأخير الذي أحرزته قوات النظام في حلب بدعم من السلاح الجوي الروسي.
وشد على أن معنويات الثوار عالية، وأن المكتسبات التي حققتها روسيا وإيران هشة، وأنهما غير قادرتين على حمايتها.
ووعد حجاب بمفاجآت وانتصارات على الأرض يحققها الجيش الحر “ودحر المليشيات الإيرانية والمرتزقة”، قائلا إن هناك “خيارات وبدائل كثيرة”.
وقال حجاب إنه تحدث مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن التصعيد المفاجئ لعمليات القصف الروسي في سوريا لدعم النظام، والتأثير سلبا على العملية السلمية.
وأوضح أنهما يعتبران استمرار القصف الروسي واستهداف المناطق المدنية تهربا من استحقاقات التحول السياسي.
وأرجع هذا التصعيد إلى أن إيران وروسيا تدركان أن العنف والتهجير القسري ضمانة بقاء النظام القمعي الذي يدعمانه، بحسب تعبيره.
وقال حجاب إن السماح للنظام بانتهاك حقوق الشعب السوري يغذي الإرهاب ويعزز شبكات التطرف التي تعمل على توظيف الفوضى لتهديد أمن المنطقة والعالم برمته.
من جهة ثانية، جدد حجاب التزام المعارضة بالحل السلمي وانفتاحها على أي مفاوضات تفضي لانتقال سياسي للسلطة ورحيل الأسد.
وتمسك رياض بتنفيذ إجراءات على الأرض قبل الدخول في العملية التفاوضية، لتفادي ما حصل في الجولة الأولى من قبيل تهرب النظام وداعميه من استحقاقات العملية السياسية.
وشدد على أن هناك بنودا غير قابلة للتفاوض تتعلق برفع الحصار، وإطلاق سراح المعتقلين، وإيصال المساعدات للمحتاجين، ووقف القصف على المناطق السكانية.
وبشأن التدخل البري السعودي المحتمل في سوريا، قال إن لندن والرياض تتمسكان بأن الحل السياسي هو الخيار الأول.
لكنه شدد على أهمية تحقيق توازن على الأرض حتى يفهم النظام وحلفاؤه أن لا حل عسكريا، وأن الوقائع الجديدة على الأرض لن تفرض على طاولة المفاوضات، قائلا “لن يحصل أي تنازل”.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات عرضت محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال إن “الروس لا يقاتلون داعش إنما وجهوا كل نيرانهم والأسلحة المحرمة دوليا باتجاه المدنيين والمعارضة المعتدلة”.
وشدد على أنه لا بد من انتزاع هذه الحجة من الروس. وفي هذا الإطار أعلنت السعودية استعدادها لمحاربة تنظيم الدولة، وفق تقديره.
وقال إن “المعارضة قاتلت داعش بينما النظام لم يحاربها، لأنه يعمل على وضع السورين بين خيارين: تنظيم الدولة أو بشار الأسد، وهما في الحقيقة وجهان لعملة واحدة”.
وعن موقف واشنطن، قال حجاب إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد أكثر من مرة أن الأسد فقد شرعيته وبالتالي عليه أن يغادر.
وأضاف حجاب أن واشنطن تؤيد الانتقال السياسي، لكنه أكد على أن هناك حاجة لأدوات من أجل تنفيذ القرارات الدولية.
وجدد موقف المعارضة السورية المتمثل في أنه “لا حل دون إزالة النظام بخروج بشار وزمرته الحاكمة التي تقتل الآن مئات الآلاف من السوريين”.
وفي السياق ذاته، ثمّن رئيس الهيئة العليا للمفاوضات نتائج مؤتمر المانحين لسوريا الذي انعقد مؤخرا في لندن، قائلا إنه حقق نتائج إيجابية، حيث تمكن من جمع عشرة مليارات دولار لمساعدة الشعب السوري.
وأضاف أن المؤتمر سيساعد في تخفيف معاناة الشعب السوري ولكنه ليس هو الحل، إنما الحل عبر انتقال سياسي للسلطة وإنهاء الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري.
وأشار إلى أنه أبلغ وزير خارجية بريطانيا فيلب هاموند بأن الوسيلة الأنجع لمساعدة الشعب السوري هي رفع الحصار وعودة اللاجئين وإطلاق سراح المعتقلين وخاصة النساء والأطفال و”وقف العدوان الروسي الإيراني المشترك وخروج كافة القوات الأجنبية والطائفية والمرتزقة”.
وشدد على أنه لا يمكن التوصل لهذه الأهداف دون تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالانتقال السياسي، من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالية “بعد رحيل بشار الأسد وزمرته وضمان محاسبتهم”.
المصدر : وكالات