الحكومة اللبنانية تدعو لـ”تصويب” العلاقة مع “الأشقاء”.. و”سلام” يدين الاعتداء على القنصلية السعودية بطهران
أكدت الحكومة اللبنانية، أن بيروت لن تنسى أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج “تحتضن” مئات آلاف اللبنانيين، داعية إلى “تصويب” العلاقة بين لبنان وأشقائه.
وقالت الحكومة في بيان، تلاه رئيسها تمام سلام، اليوم الإثنين، عقب اجتماع، استمر نحو 6 ساعات في السراي الكبير ببيروت، وسط خلافات شديدة بين عدد من الوزراء، إنه “انطلاقًا من نص الدستور القائل أن لبنان دولة عربية ملتزمة بمواثيق الجامعة العربية، فإننا نؤكد وقوفنا الدائم إلى جانب الدول العربية”.
ولفت البيان إلى أن جلسة اليوم “كانت استثنائية للبحث بقرار السعودية تعليق المساعدات للجيش اللبناني والقوى الأمنية، والتأييد الذي لاقاه من مجلس التعاون الخليجي”، مشددًا على “التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس”.
وأكد سلام أنه “لن ننسى أن المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج والدول الشقيقة والصديقة، احتضنت ولا تزال، مئات الآلاف من اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب”، معتبرة أن “من الضروري تصويب العلاقة بين لبنان وأشقائه وإزالة أي شوائب”.
وختم البيان قائلًا “الحكومة دعت رئيسها لإجراء الاتصالات اللازمة مع قادة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تمهيدًا للقيام بجولة خليجية على رأس وفد(لم يبين موعداً)”.
وردًا على سؤال، قال سلام “ندين ونستنكر أشد الإدانة والاستنكار ما تعرضت له سفارة المملكة العربية السعودية في إيران، وهو متعارض مع المواثيق الدولية ومع كل الاتفاقات، ومع كل ما يحمي البعثات الدولية في الدول الأخرى ونشدد على ذلك ونؤكده”.
وذكرت مصادر حكومية للأناضول، أن التأخر الذي حصل في صدور بيان الحكومة كان “بسبب التحفظات الكثيرة التي أبداها حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر”.
وكان وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، (أحد وزراء حزب الله)، قال في تصريح صحفي قبيل دخوله جلسة الحكومة اليوم، ردًا على سؤال حول إمكانية تشكيل وفد وزاري يزور المملكة العربية السعودية، “عندما تعتذر السعودية عن الإساءة لحزب الله والمقاومة نذهب”.
وكانت “قوى 14 آذار” حمّلت أمس الأحد، بعد اجتماعها في منزل رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، ببيروت، حزب الله وحلفائه مسؤولية “افتعال المشكلة” مع دول الخليج، رافضة تحويل البلاد إلى “قاعدة لمعاداة العرب”.
وكان وزير العدل اللبناني أشرف ريفي، قدم استقالته من الحكومة أمس، مطالبًا إياها بـ “تقديم اعتذار للمملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها، والاستقالة، قبل أن تتحول إلى أداة كاملة بيد حزب الله”.
وأعلنت المملكة العربية السعودية، الجمعة الماضية، أنها قررت “إيقاف مساعداتها المقررة لتسليح الجيش اللبناني، عن طريق فرنسا، وقدرها 3 مليارات دولار أمريكي، إلى جانب مليار دولار أمريكي مخصصة لقوى الأمن الداخلي في البلاد”.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية، عن مصدر مسؤول (لم تسمّه)، بأن هذا القرار جاء بعد أن قامت الرياض “بمراجعة شاملة” لعلاقاتها مع لبنان، بما يتناسب مع ما قامت به الأخيرة من مواقف، وصفها المصدر بأنها “مؤسفة وغير مبررة”، و”لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين”.
وتتهم السعودية، حزب الله، بالموالاة لإيران، والهيمنة على القرار في لبنان، وتنتقد تدخّله العسكري في سوريا، للقتال إلى جانب نظام بشار الأسد منذ 2012، وأدرجت عددًا من عناصره على قائمة الإرهاب.
وبدروه يهاجم حزب الله، السعودية، على خلفية مواقفها السياسية، ولاسيما بعد بدء عملية “عاصفة الحزم” في اليمن، لدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في مواجهة “الحوثيين”.
المصدر : الاناضول