سياسة

آمال اللاجئين بحياة كريمة تتحطم على حدود البلقان

تلاشت آمال اللاجئين الراغبين بالوصول إلى الدول الأوروبية، عقب إغلاق دول البلقان حدودها بوجههم، فور تصريح رئيس المجلس الأوروبي، دونالد تاسك، الاثنين الماضي، حول “إغلاق حدود دول البلقان في وجه اللاجئين”.

وعقب تصريح تاسك، جاء قرار الحكومة السلوفينية، بخصوص اشتراط حيازة الراغبين في الدخول إلى أراضيها، لتأشيرة دخول أوروبية، بمثابة الضربة القاضية لآمال آلاف اللاجئين العالقين في مخيم إدومني باليونان.

واقترب عدد اللاجئين في مخيم إدومني من 15 ألف، بحسب تصريحات لمراسل الأناضول، الثلاثاء الماضي، “بابار بالوج”، المنسق الأممي لشؤون اللاجئين في مخيم إدومني، وأكّد فيها أنّ الأوضاع السائدة في المخيم لم تتحسن، بل تتراجع نحو الأسوأ مع مرور الزمن”.

وأوضح بالوج أنّ إغلاق الحدود لن يكون حلاً لأزمة اللاجئين، مشدداً على ضرورة تقاسم دول القارة الاوروبية، للاجئين بين بعضها البعض، وإلّا فإنّ مصير هؤلاء اللاجئين سيكون مرتبطا بمهربي البشر.

وتطرق بالوج إلى قرار سلوفينيا الأخير، الذي طالبت فيه اللاجئين بالحصول على تأشيرة دخول أوروبية، كي تسمح لهم بدخول أراضيها، قائلاً “علينا أن ندرك أنّ هؤلاء لاجئون وليسوا سائحين، فهؤلاء يتوجهون إلى القارة الأوروبية، استناداً إلى قانون الحماية الدولية، وعلى الدول الاوروبية تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين، وفق القوانين الدولية في هذا الخصوص”.

وتعليقاً على قرار دول البلقان حول إغلاق الحدود بوجه اللاجئين، أكّد اللاجئ السوري عبد الله، العالق في مخيم إدومني اليوناني، عزم اللاجئين وإصرارهم على الانتظار، رغم الظروف المأساوية التي يعانونها في المخيم، إلى حين العدول عن قرار إغلاق الحدود.

– أولوية صربيا الحفاظ على مصالحها القومية:

أغلقت السلطات الصربية منذ 3 أيام، حدودها مع مقدونيا، إذ أعلنت الداخلية الصربية، الثلاثاء الماضي، أنها ستفرض تأشيرة دخول إلى أراضيها على اللاجئين والمهاجرين القادمين من الحدود البلغارية والمقدونية، لافتة أنها ستحذو بهذه الخطوة حذو سلوفينا.

وقال رئيس الوزراء الصربي، ألكسندر فوتشيتش، تعليقاً على أزمة اللاجئين، إنّهم لن يسمحوا بأن تكون صربياً مرتعاً للاجئين، وانهم سيعاملون من تبقى من اللاجئين داخل أراضي صربيا، معاملة إنسانية لائقة.

وأوضح فوتشيتش أنّ القرارات التي صدرت من القمة التركية الاوروبية مطلع الأسبوع الحالي، لا يشكل حلاً جذرياً لأزمة اللاجئين، وأنّ سلطات بلاده ستستمر في رعاية اللاجئين، أخذةً بعين الاعتبار مصالحها الوطنية والقومية.

من جانب آخر أعلن وزير الدفاع البلغاري، نيكولاي نينجيف، زيادة التدابير الأمنية على حدودها، توخياً لحدوث موجه لجوء تجاه أراضيها، بعد إعلان دول البلقان، إغلاق حدودهم بوجه اللاجئين.

وأوضح الوزير البلغاري، أنّ بلاده تستعد لإرسال قوات عسكرية إلى المناطق المتاخمة لإدومني اليونانية، وأنّ هذه القوات ستكون مسلحة،لكنها لن تستخدم السلاح إلّا في حالات الضرورة القصوى.

– المجر تعلن حالة أزمة حقيقية في البلاد بسبب اللاجئين:

أعلنت الحكومة المجرية، المعروفة بمواقفها المناهضة لاستقبال اللاجئين منذ اليوم الاول من تدفقهم، رفع مستوى التدابير الأمنية في المناطق الحدودية، نتيجة تفاقم أزمة اللاجئين التي اعتبرتها بمثابة أزمة حقيقية في البلاد.

وفي هذا الصدد أفاد وزير الداخلية المجري، ساندرو بينتر، أنّ حكومة بلاده ستعزز وجود الجيش والشرطة في المناطق الحدودية، وإنها ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة للحيلولة دون وصول اللاجئين إلى أراضيها.

وتابع الوزير المجري قائلاً “هناك عشرات الآلاف من اللاجئين في سلوفينيا وصربيا وكرواتيا، لا يملكون إقامات نظامية، ولا ندري ماذا ينوون فعله، لذلك علينا أن نرفع من مستوى التدابير الأمنية على طول حدودنا، لأننا لا نعلم إلى أين سيتجهون”.

وأشار بينتر الى احتمال قيام حكومته بمد أسلاك شائكة على طول حدودها مع بلغاريا ورومانيا، وذلك من أجل منع دخول اللاجئين إلى أراضيها عبر هاتين الدولتين.

وعلى غرار المجر، بدأت الحكومة النمساوية بمد أسلاك شائكة على عدد من معابرها الحدودية، رغم أنها أعلنت سابقاً عن نيتها استقبال 37 ألف و500 لاجئ في أراضيها، وبدأت بنتفيذ هذا الوعد، منذ 19 شباط/ فبراير الماضي، حيث بدأت باستقبال 80 لاجئاً كل يوم.

وأشار رئيس الوزراء النمساوي، ويرنر فايمان، إلى وجوب إرسال اللاجئين الجدد، إلى الدول الأوروبية التي لم تستقبل بعد اللاجئين، على اعتبار أنّ بلاده استقبلت لغاية اليوم، قرابة 90 ألف لاجئ.

وطن اف ام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى