مدير “شارلي ايبدو” الذي قتل في الهجوم على الصحيفة صرّح في وقت سابق: “سنستمر بالتهكّم على الاسلام”
أكدت وزارة الداخلية الفرنسية أنّ “ثلاثة مجرمين” شاركوا في الهجوم على “شارلي إيبدو”. وتابعت أنه لم يتم القبض على منفذي الهجوم على الصحيفة حتى الآن.
وكان مصدر قضائي أعلن لـ”وكالة فرانس برس”، ان بين القتلى في الهجوم 4 من أشهر رسامي الكاريكاتور في الصحيفة الفرنسية الاسبوعية الساخرة شارب وكابو وولينسكي وتينوس.
واوضحت النيابة ان هذا الاعلان يأتي بعد عملية تعرف قام بها احد الناجين في المكان الذي دخله رجلان ملثمان ومدججان بالسلاح يرتديان ملابس سوداء واطلقا النار في اعتداء لا سابق له في فرنسا منذ اربعين عاما. وقالت النيابة ان سبعة اشخاص جرحوا في الهجوم بينهم اربعة اصاباتهم خطرة.
وروى الصحافي بينوا برينجيه الذي شهد الهجوم أن ملثمين مسلحين شنا الهجوم الذي قتل فيه 12 شخصاً على الأقل، بينهم شرطيان، وسقط فيه عشرة جرحى، بينهم خسمة في حال الخطر. وأفاد بيار كوسيت، وهو مذيع في “أوروب 1″، أن المهاجمين المزودين بأسلحة أوتوماتيكية وقاذفة صواريخ صرخا: “تم الثأر للنبي”، وهما تمكنا لاحقاً من الفرار في سيارتين ومعهما رهينة بعد تبادل للنار مع رجال الأمن.
ويذكر أن “شارلي ايبدو” نشرت عام 2011 رسوماً كاريكاتورية مسيئة للجدل عُدت مسيئة للنبي محمد. وكان آخر ما نشرته على صفحتها على “تويتر” رسم لـ”خليفة” تنظيم “الدولة الإسلامية” أبو بكر البغدادي.
وكان مدير مجلة شارلي إبدو الفرنسية “ستيفان شاربونييه”، وهو أحد ضحايا الهجوم اليوم، أكد تصميمه على مواصلة التهكم على الإسلام حتى تصبح “السخرية من الإسلام أمرا شائعا مثل المسيحية”، على حد قوله.
وأبدى شاربونييه في حديثه إلى جريدة “لوموند” عام 2012 ، تعجبه من ردات الفعل الغاضبة تجاه الرسوم المسيئة، قائلا: “يمكن رسم بابا الفاتيكان في أوضاع مخلة دون أن تكون هناك أي ردة فعل، وفي أسوأ الأحوال يتم اللجوء إلى القضاء”.
ويشير شاربونييه الشهير بـ”شارب” إلى أن مجلته أصدرت أكثر من ألف عدد لم تحدث أي منها “ضجة”، “سوى الأعداد الثلاثة التي تناولت الإسلام”.
شارلي إبدو، وهي مجلة غير معروفة كثيرا، كانت تعرضت إلى حريق عام 2011 بعد أن طبعت عددا حمل عنوان “شريعة إبدو”. وفي 2006 نشرت الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية المسيئة للرسول التي أثارت موجة احتجاجات عنيفة في العالم الإسلامي.
وقال شارب في تصريحات سابقة: “لا تحملونا مسؤولية إغلاق مدرسة أو سفارة”. وكانت الحكومة الفرنسية قد أغلقت سفاراتها ومدارسها في عدد من الدول تحسبا لأي تظاهرات عنيفة نتيجة نشر الرسوم المسيئة.
ويؤكد شارب أن المجلة لم تكن تبحث عن “سبق صحفي أو أرباح مادية” بنشرها الرسوم المسيئة في عدد الأربعاء، في وقت لم تكن قد هدأت بعد موجة العنف التي اجتاحت العالم العربي والإسلامي بسبب بث فيديو مسيء للرسول على شبكة الإنترنت.
لكن المجلة، التي كانت تطبع عادة 60 ألف نسخة، صارت تطبع 75 ألف نسخة ثم 90 ألف نسخة إضافية، وتجاوز العدد 100 ألف نسخة في وقت لاحق بسبب الطلب الشديد عليها.
قسم الاخبار – وطن اف ام