دولي

الحكومة الإسرائيلية تطمح بهجرة كبيرة ليهود فرنسا

تطمح الحكومة الإسرائيلية بأن تدفع الأحداث التي شهدتها العاصمة باريس مؤخرا لإقناع أعداد كبيرة من اليهود الفرنسيين للهجرة إلى إسرائيل ولكن مسؤول فيها أقر بأن هناك صعوبات.

 

وتقول الوكالة اليهودية، (غير حكومية)، في بيان أن “التجمع اليهودي في فرنسا هو الأكبر في أوروبا والثالث من حيث العدد في العالم (بعد إسرائيل والولايات المتحدة) حيث يقدر عدده بنحو 500 ألف يهودي”.

ووجه مسؤولون إسرائيليون الدعوات إلى اليهود في فرنسا للهجرة إلى إسرائيل بعد الهجمات الأخيرة التي أدت إلى مقتل 4 يهود من المقرر أن تجري مراسم دفنهم في القدس الغربية يوم الثلاثاء، بحسب اوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تغريدة على حسابه في (تويتر).

وأكد نتنياهو على هذه الدعوة في كلمة ، مساء الأحد، في الكنيس الأكبر في باريس خلال مهرجان خاص أقامته الجالية اليهودية الفرنسية لإحياء ذكرى اليهود ال4 الذيين قتلوا في هجوم على المتجر اليهودي في باريس الأسبوع الماضي.

وقال نتنياهو ، بحسب نص الكلمة التي أرسل مكتبه نسخة منها ل”الأناضول، “سنستقبل بحفاوة أي يهودي أو يهودية يريدون الهجرة إلى إسرائيل”.

وشهد العام الماضي تزايدا في عدد المهاجرين من اليهود الفرنسيين إلى إسرائيل.

وقالت الوكالة اليهودية إن “العام 2014 شهد ارتفاعا كبيرا في عدد المهاجرين من فرنسا إلى إسرائيل، حيث بلغ 7 آلاف مهاجر جديد وهو ضعف عدد المهاجرين في العام 2013 الذي بلغ 3400 مهاجر و3 أضعاف عدد المهاجرين من فرنسا في العام 2012 والذي بلغ 1900 مهاجر”.

وأضافت بهذا الشأن أن “أكثر من 1٪ من الجالية بأكملها هاجرت إلى إسرائيل على مدار عام 2014، الذي شهد وصول أكبر عدد من المهاجرين الفرنسيين في تاريخ إسرائيل، وكانت المرة الأولى التي يزيد فيها المهاجرين من فرنسا عن أي بلد آخر”.

ولفتت الوكالة اليهودية إلى انه “حتى قبل الأحداث الأخيرة، كان مسؤولو الوكالة اليهودية توقعوا أن تستمر الزيادة في أعداد المهاجرين من فرنسا ليصل عددهم إلى 10 آلاف في العام 2015”.

وتنشط الوكالة اليهودية في حث اليهود في العالم على الهجرة إلى إسرائيل، حيث تتولى التنسيق مع وزارة الاستيعاب في الحكومة الإسرائيلية من أجل استيعابهم في إسرائيل.

ويبدو أن الأحداث التي شهدتها العاصمة الفرنسية خلال الأسبوع الماضي باتت تشجع المزيد من اليهود الفرنسيين للهجرة إلى إسرائيل.

فبحسب الوكالة اليهودية فإن “المئات من اليهود الفرنسيين وصلوا إلى معرض الهجرة إلى إسرائيل الذي أقامته الوكالة، يوم الأحد، في باريس تحت ترتيبات أمنية مشددة، مشيرة إلى أنها خططت لهذا المعرض قبل أحداث الأسبوع الماضي.

وقال رئيس الوكالة ناتان شرانسكي في البيان “تحتضن الوكالة اليهودية المجتمع اليهودي الفرنسي في هذا الوقت العصيب، وتقدم الدعم الكامل له من خلال المساعدة في توفير الأمن المادي للمجتمعات اليهودية في أنحاء فرنسا، وزيادة المساعدة التي تقدمها إلى أي فرد يرغب في الهجرة إلى إسرائيل، والعمل على تسهيل اندماج المهاجرين في سوق العمل والمجتمع الإسرائيلي”.

غير أن إقناع المزيد من اليهود الفرنسيين بالهجرة إلى إسرائيل يواجه عقوبات.

فقد ذكر نفتالي بنيت، وزير الاقتصاد وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني انه التقى، يوم الأحد في باريس، مع المئات من اليهود الفرنسيين في سلسلة اجتماعات.

وقال في تدوينة على حسابه في “فيسبوك” ، “الجالية اليهودية قلقة للغاية على مستقبلها، وسمعت مرة تلو أخرى عبارة “لم يتبق لنا شيء في فرنسا، والشعور هو أن حكومة فرنسا تريد حمايتهم، ولكنهم غير متأكدين من انه يمكنها ذلك”.

ولكن وزير الاقتصاد الإسرائيلي أشار إلى العقبات التي تحول دون الهجرة، قائلا “هناك رغبة بالهجرة إلى إسرائيل، ولكن هناك مخاوف خاصة ما يتعلق بالعمل ، والإسكان ، والتعليم وحاجز اللغة”.

وأضاف “البيروقراطية الإسرائيلية تعيق القادمين الجدد، هناك مثلا عدم الاعتراف بالشهادات الأكاديمية والدرجات المهنية، فعلى سبيل المثال فإن أساتذة كبار هنا (فرنسا) لا بد أن يخضعوا لاختبار في إسرائيل ، وهذا يشكل عائقا كبيرا”.

ومن جهتها، قالت الوكالة اليهودية “تعمل الوكالة عن كثب مع وزارة الاستيعاب الإسرائيلية من أجل تسهيل عملية الهجرة والاستيعاب”.

ويعتبر نقص المساكن وارتفاع أسعارها من اكبر المشاكل التي يواجهها الإسرائيليون.

ويتطلب الالتحاق بأي وظيفة في إسرائيل إتقان اللغة العبرية باعتبارها اللغة الرسمية.

وعادة ما تؤدي الأزمات إلى توجيه أنظار المسؤولين الإسرائيليين إلى المناطق التي يتواجد فيها يهود ، ففي العام الماضي توجهت الأنظار إلى يهود أوكرانيا والآن يوجه الاهتمام إلى يهود فرنسا.

وتقدر الوكالة اليهودية أعداد اليهود في العالم بنحو 14 مليون من بينهم 5.8 مليون في امريكا الشمالية ( الولايات المتحدة الأمريكية وكندا) و54 ألفا في أمريكا الوسطى و329 ألفا في أمريكا الجنوبية ومليون ونصف المليون في أوروبا و75 ألفا في أفريقيا و5.9 مليون في إسرائيل و40 ألفا في آسيا و119 ألفا في استراليا.

الأناضول – وطن اف ام

زر الذهاب إلى الأعلى