عزا الرائد عصام الريس الناطق الرسمي باسم تشكيل الجبهة الجنوبية، الذي يضم جميع فصائل الجيش الحر في المنطقة سبب التراجع الأخير لفصائل المعارضة في درعا إلى “اتباع النظام سياسة الأرض المحروقة، واستخدام تكتيكات عسكرية إيرانية، تنفذها قوات الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني، الذين يقاتلون إلى جانب قوات النظام”.
وأوضح “الريس” أنه “من خلال ما نلاحظه في قتال القوات النظامية على الجبهة الشمالية من درعا، فلم يعد لدينا شك بأننا نتعامل مع تكتيكات عسكرية إيرانية، يعتمدها الحرس الثوري الإيراني بقيادته للقوات النظامية في المناطق الجنوبية”.
وأضاف “الريس”: “بالحقيقة لقد واجهت فصائل المعارضة آلاف من القذائف في كل محاولة تقدم لقوات الحرس الثوري، ونحن نعلم أن النظام بحالة من الإنهاك، وعدم الكفاءة القتالية ما يحتم عليه الحصول على مساعدة بالحد الأدنى من قوة عسكرية أكثر تنظيمًا وديناميكية لتنفيذ عمليات هجومية بكفاءة مشابهة”.
وتابع “الرائد الريس”، أن “قيادة الجبهة الجنوبية رصدت قبل أيام تحولات عديدة في تكتيكات العمل العسكري لدى القوات النظامية أبرزها تنفيذ عمليات الاقتحام ليلًا، بينما اعتدنا من الجيش النظامي سابقًا عدم التحرك ليلًا، إضافة إلى قيام القوات المهاجمة بمناورات سريعة في الاقتحام والانسحاب ثم العودة إلى الاقتحام مع القدرة على التسلل والكمون حتى ساعة صفر واحدة، تهاجم خلالها كل المجموعات بشكل مباغت، مؤكدًا أن “هذه المرونة غير متوافرة لدى عناصر النظام”.
ولفت الريس إلى أن “جميع هذه الأساليب تُشير بوضوح إلى أنها من عمل ضباط الحرس الثوري وحزب الله اللبناني، الذين يُشرفون على تخطيط العمليات العسكرية في الجنوب السوري”.
و”الأرض المحروقة” هو أسلوب عسكري يقوم على القصف العنيف بمئات القذائف، والصواريخ، والبراميل المتفجرة من المواقع العسكرية والطائرات، تبدأ قبل يومين من الساعة المحددة تمهيدًا للقوات البرية بتنفيذ الهجوم، وذلك لإنهاك المعارضة في إسعاف مقاتليها، وإشغالها بتأمين خروج المدنيين، ومن ثم إجبارهم على الانسحاب من المنطقة المستهدفة.
وقد استخدم النظام هذا الأسلوب في عدة مواقع في سوريا عندما عجز عن اقتحامها بالطرق التقليدية مثل السفيرة شرق حلب، ومورك شمال حماه، حيث حولت تلك المناطق إلى ركام قبل أن تتمكن من دخولها.
وقد خسرت المعارضة السورية في الآونة الآخيرة العديد من المناطق في المثلث الذي يربط أرياف درعا، ودمشق، والقنيطرة، أبرزها بلدتي تل ماكر، ودير عدس، وقرى حمريت، والهبارية، وسلطانة، إضافة إلى تلّي فاطمة، وغرين.
يُذكر أن المعارضة أسرت قبل فترة قصيرة عددًا من مقاتلي الحرس الثوري الإيراني أثناء قتالهم في شمال درعا، إضافة إلى تمكّنهم من قتل عدد من الضباط، والجنود الإيرانيين، واللبنانيين قرب بلدة الهبارية شمال درعا، بحسب بيانات أصدرتها الفصائل المقاتلة في المنطقة.
وكالة الاناضول – وطن اف ام