سياسة

استمرار العملية العسكرية ضد الحوثيين و39 قتيلا مدنيا منذ بدء الضربات

توسع نطاق الغارات الجوية التي تقودها السعودية ضد المتمردين الحوثيين والقوات العسكرية المتحالفة معهم لتشمل عدة مناطق في اليمن فيما تبادلت المملكة وايران الاتهامات.

وقصفت الطائرات العسكرية لليلة الثانية على التوالي مواقع الحوثيين في اطار عملية “عاصفة الحزم” التي انطلقت منتصف ليل الاربعاء الخميس بمشاركة عشر دول عربية واسلامية.

وقال العميد احمد عسيري المتحدث باسم قيادة العملية ان العمليات “تستمر ما دامت هناك حاجة لاستمراراها حتى تحقق اهدافها”، مضيفا “حاليا لا تخطيط لعميات برية لكن ان استدعى الامر فان القوات البرية السعودية والدول الصديقة والشقيقة جاهزة وسترد على اي عدوان من اي نوع″.

وتهدف هذه العملية بحسب الرياض الى الدفاع عن “الشرعية” المتمثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي ومنع حركة الحوثيين المدعومة من ايران من السيطرة على البلاد.

وقتل 39 مدنيا على الاقل في اليمن منذ بدء الغارات الجوية التي ينفذها التحالف الاقليمي بقيادة السعودية منذ اكثر من 24 ساعة على المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران، على ما افاد مسؤولون في وزارة الصحة في صنعاء وكالة فرانس برس الجمعة.

وسقط 12 من القتلى في غارة استهدفت قاعدة عسكرية شمال صنعاء ليل الخميس الجمعة واصابت حيا سكنيا قريبا، بحسب ما افاد مسؤولو الوزارة التي يسيطر عليها الحوثيون.

والقاعدة المستهدفة هي قاعدة الصمع التي تستخدمها وحدات من الجيش موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الحليف للحوثيين والذي يعتبره المراقبون القوة الحقيقية خلفة صعودهم المثير في الاشهر الاخيرة.

وفي وقت باكر الجمعة، استهدفت ثلاث غارات اخرى بحسب شهود عيان المجمع الرئاسي في شمال صنعاء، وهو يقع تحت سيطرة الحوثيين.

كما تعرض معسكر للقوات اليمنية الموالية لصالح للقصف الجوي في محافزة مأرب شرق صنعاء ليل الخميس الجمعة بحسب مصادر قبلية.

واكد مسؤول عسكري الجمعة ان مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية ضربت خلال الليل معسكرا يحتوي على “مستودع ضهم للسلاح” في الضاحية الجنوبية لصنعاء.

واشار المسؤول الى وقوع “عشرات” الضحايا في المعسكر الذي تعد قيادته ايضا موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تنحى عن الحكم في 2012 بعد 33 سنة في سدة السلطة، وذلك تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية وفي اطار مبادرة سياسية رعتها دول الدول الخليج.

وفي جنوب البلاد الذي يحاول المتمردون الشيعة وحلفاؤهم الزحف اليه لتوسيع نطاق سيطرتهم، استهدفت غارتان جويتان قاعدة العند العسكرية التي استولى عليها الحوثيون الاربعاء، بحسب مصادر عسكرية.

كما استهدفت غارة جوية اخرى قاعدة لوحدة من القوات الخاصة موالية للحوثيين في قعطبة (120 كلم شمال عدن)، كبرى مدن الجنوب والعاصمة المعلنة للبلاد بعد سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء، كما افاد سكان.

كذلك شوهدت طائرات حربية في سماء مدينة ابين الواقعة شرق عدن حيث قاعدة المجد العسكرية التي يعتقد ان موالين للحوثيين يسيطرون عليها.

وفي عدن نفسها، معقل الرئيس عبد ربه منصور هادي، تواصلت المعارك ليل الخميس بين المتمردين وميليشيات مناهضة للحوثيين وذلك بعدما تمكنت الاخيرة خلال النهار من استعادة السيطرة على مطار المدينة.

وقد وصل الرئيس اليمني الى الرياض ليل الخميس على ان يغادر منها الى مصر للمشاركة في القمة العربية التي تلتئم السبت في منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر.

وفي الاثناء، ندد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الخميس بالتدخل العسكري “غير المبرر” داعيا انصاره “للتصدي للغزو”.

وقال الحوثي في خطاب متلفز ان “هذا العدوان المجرم غير مبرر على الاطلاق”، مؤكدا ان “الشعب اليمني سيتحرك بكل عزة ولن يقبل بان يهان ويستباح”، وداعيا انصاره الى “تشكيل جبهة تتصدى للغزو”.

وتبادلت الرياض وطهران الاتهامات في موضوع اليمن.

وندد الرئيس الايراني حسن روحاني مساء الخميس ب”العدوان العسكري” على اليمن خلال اتصال هاتفي برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بحسب ما افاد موقع الرئاسة الايرانية.

واذ اشار الى “العدوان العسكري هذا الصباح على اليمن”، ندد روحاني ب”اي تدخل عسكري في الشؤون الداخلية للدول المستقلة”، داعيا “دول المنطقة الى تجنب اي عمل يفاقم الازمة” في اليمن.

الى ذلك، اعتبر روحاني في اتصال هاتفي اخر مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان “التدخلات العسكرية الاجنبية بالغة الخطورة وتؤجج هذه الازمة”، مضيفا ان “حل المشكلة اليمنية ليس عسكريا”.

الا ان السفير السعودي لدى واشنطن اكد في تصريحات لقناة فوكس نيوز ان “الايرانيين هم من يتدخلون في شؤون الدول العربية، ان كان في لبنان او سوريا او العراق او اليمن، وهذا ما لا نقبله”.

واضاف “علينا ان نواجه التعدي الايراني على المنطقة. نحن نعارض دعمهم للجوثيين ومحاولة الحوثثين الاستيلاء على اليمن” معتبرا انه “من الواضح ان ايران تريد السيطرة على المنطقة”.

وطن اف ام

زر الذهاب إلى الأعلى