مناورات مصرية خليجية في السعودية على وقع استمرار القتال في اليمن
اتفقت مصر والسعودية المشاركتان في الحرب على الحوثيين في اليمن، على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لتنفيذ “مناورة استراتيجية كبرى” على الاراضي السعودية بمشاركة قوات خليجية، فيما قتل 23 شخصا في مواجهات بين الحوثيين والمقاتلين المناوئين لهم في جنوب اليمن.
وتشارك مصر بقوات بحرية وجوية في التحالف العسكري العربي الذي تقوده السعودية تحت اسم “عاصفة الحزم” للدفاع عن شرعية الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور ضد الحوثيين في اليمن.
وسبق ان اعلنت القاهرة استعدادها لارسال قوات برية الى اليمن اذا “لزم الأمر”، كما اكدت السعودية والامارات عدم استبعاد خيار ارسال جنود الى الارض في اليمن.
واعلنت الرئاسة المصرية في بيان عقب اجتماع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز “الاتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لبحث تنفيذ مناورة استراتيجية كبرى على أراضي المملكة العربية السعودية وبمشاركة قوة عربية مشتركة تضم قوات من مصر والسعودية ودول الخليج”.
ولم تعط الرئاسة المصرية اي تفاصيل اخرى عن هذه المناورة. لكن مسؤولا امنيا مصريا قال طالبا عدم كشف هويته ان الغرض من المناورات هو “التدريب” فقط.
وفي اجتماعه مع وزير الدفاع السعودي، كرر السيسي ان “أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر بالنسبة لمصر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي (…) لا سيما في البحر الأحمر ومضيق باب المندب”، حسب ما افاد بيان الرئاسة.
وقالت الرئاسة ان الاجتماع تناول ايضا العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن التي “تستهدف إرساء الاستقرار والأمن في اليمن والحفاظ على هويته العربية، ومساعدته على تجاوز تلك المرحلة الدقيقة في تاريخه”.
وبدأت العملية العسكرية العربية المشتركة في اليمن في 26 اذار/مارس الفائت. وبعد ثلاثة ايام اعلن قادة الدولة العربية في ختام اجتماع للقمة العربية انشاء قوة عربية مشتركة لمحاربة “المجموعات الارهابية”، وخصوصا تنظيم الدولة الاسلامية. وقد منحوا انفسهم مهلة اربعة اشهر للاتفاق حول آلياتها واهدافها وتشكيلتها.
وافاد القرار المتعلق بالقوة المشتركة بحسب نص ان لجنة من ارفع المسؤولين في كل الدول الاعضاء تحت اشراف رؤساء الاركان امامها مهلة شهر لتقديم توصيات حول تشكيل القوة واهدافها والياتها وموازنتها.
وبعد ذلك، ينبغي ان تنال التوصيات موافقة وزراء الدفاع ضمن مهلة زمنية لا تتجاوز اربعة اشهر.
وكان الرئيس المصري من ابرز الداعيين لتشكيل هذه القوة العربية المشتركة.
وفي اليمن، قتل 12 متمردا حوثيا واربعة من المقاتلين المناوئين لهم في محافظة الضالع بجنوب اليمن بحسبما افاد مصدر من “المقاومة الشعبية” التي تحارب الحوثيين في الجنوب.
وذكر المصدر ان “اشتباكات وقعت بعد سلسلة من الكمائن التي نصبت للحوثيين في سناح ومفرق خوبر والطريق بين قعطبة وسناح”، وهي مناطق في شمال محافظة الضالع.
وتكثفت اعمال القصف العشوائي للاحياء السكنية في مدينة عدن الجنوبية حيث ما يزال الحوثيون بنتشرون ويواجهون “المقاومة الشعبية” الموالية للرئيس هادي.
وقال سكان ان المدينة شهدت منذ الساعات التي تلت على تصويت مجلس الامن على قرار يفرض حظرا للسلاح على الحوثيين، قصفا بقذائف الهاون خصوصا على احياء المعلا والقلوعة وكريتر مما ادى الى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وذكرت مصادر طبية ان اعمال القصف اسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين واربعة من المقاتلين المناوئين للحوثيين.
من جهة ثانية، شن طيران التحالف عدة غارات على مواقع الحوثيين صباح الاربعاء خصوصا على مدرج مطار المدينة الذي يتمركز فيه المتمردون، فضلا عن غارات استهدفت نقطة جبل حديد ومواقع للحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في احياء كريتر وخور مكسر وبئراحمد وفقا لمصادر عسكرية.
وفي شمال البلاد، اكد شهود عيان لوكالة فرانس برس ان طيران التحالف قصف المجمع الحكومي في وسط محافظة صعدة، وهي المعقل الرئيسي للحوثيين.
واصدر مجلس الامن الدولي الثلاثاء قرارا تميز بالحزم عبر فرض حظر على امداد المتمردين الحوثيين في اليمن بالسلاح.
ودعا قرار مجلس الامن الميليشيات الحوثية الى الانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها منذ بدء تقدمها في صيف 2014 انطلاقا من معاقلها في شمال البلاد قبل ان تتمكن من السيطرة على العاصمة صنعاء والوصول الى عدن كبرى مدن الجنوب.
ا ف ب