ديمستورا:40 كيانا سوريا إلى جانب النظام يشاركون في مشاورات جنيف ” محدث “
قال المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، “إن مشاورات جنيف التي تبدأ اليوم تضم 40 طرفا من كيانات المعارضة السورية السياسية والعسكرية، فضلا عن وفد النظام، و20 لاعبا دوليا من منظمات ودول الأمم المتحدة ودول الجوار”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده اليوم الأحد في مقر الأمم المتحدة في جنيف، أوضح فيه أنه “لا يتوقع من المشاورات أن تخرج بنتائج وبيانات، وأنها قد تستمر حتى 5 أسابيع، وقد تتواصل بحسب التطورات”. وسيقدم تقريرا إلى الأمم المتحدة بنهاية حزيران/يونيو المقبل.
وأشار ديمستورا أن “هذه المشاورات لا تعتبر جنيف٣، وهي لا تعني أيضا تحديد جولة جديدة للمباحثات، وإنما هي مشاورات للاستماع إلى جميع الأطراف، بتوجيهات من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون”. وأضاف أن “الفرصة لا زالت متاحة، وعليهم التجريب، ويجب البداية بها، استنادا إلى توجيهات الامين العام، لاجراء محادثات مع كل طرف، واستشعار أن تتم جولة جديدة من المفاوضات، وما هو شكل مستقبل سوريا في اتمام عملية السلام فيها، وما هو دور اللاعبين الدولين، وبإشراك المجتمع المدني”.
وشدد على أنه “يجب إشراك من لا تسمع أصواتهم، في محادثات عن قرب للتشاور حول الأزمة في سوريا، واستشعار المستقبل، وإن كانت لديهم فكرة عن سوريا المستقبل، فهذه هي الأرضية التي يجب أن تمهد قبل احلال السلام”. وأضاف أن “المناقشات ستستمر إلى 5 و6 أسابيع، ولا يوجد تاريخ لانتهائها، وهي عملية مستمرة، وتتوسع عن الضرورة باشراك أطراف والتشاور معها، والخطة هي القيام بجرد لما تحقق في نهاية حزيران/ يونيو المقبل، وحتى ذلك الوقت قد تستمر المحادثات، إما بالصيغة نفسها أو غيرها”.
وأكد أن “الهدف هو إعادة قراءة بيان جنيف1 مع تعاظم المأساة في البلاد ودخولها في العام الخامس، وهو ما يتطلب مضاعفة الجهود للحلول السياسية”، في حين وجد أن المشاورات التي جرت مرتين في موسكو، وفي مصر كانت مفيدة، وعلى مجلس الأمن الدولي البدء بالبحث عن محاولات جديدة لحل الأزمة سياسيا. وبين أن “أساس التعليمات من الأمين العام واضحة، وهي محاولة جعل بيان جنيف عمليا مطبقة على الأرض، وبعد 3 سنوات من الإجماع عليه من قبل الأطراف الدولية، حان الوقت للتحقق من الثغرات فيه”. وكشف أنه قابل كلا من المبعوثين السابقين، كوفي عنان، والأخضر الإبراهيمي، وهما شخصان بذلا جهدهما كما يفعل هو حاليا، وقد أسدوا له نصيحة وفق خبرتهم، ومع تغير الأمور على الأرض، وهي التأكد من مد الجسور مع جميع الاطراف حسب اقتضاء الأمر، داخل سوريا وغيرها، لأن الجميع لديهم نفوذ.
وتابع القول أنه “بناء على النصيحة تعلم مد الجسور بين الجميع، ويشعر بالتصميم والعزيمة، لأن جهده يأتي في إطار الأمم المتحدة التي يتوقع منها العمل دائما، ولا ينتظر منها الانتظار لاستنفاذ كل شيء، حيث يبدو الأمر محالا، إلا أنه عليهم المحاولة مرارا”.
وفي نفس الإطار، أشار إلى أنه “سيبلغ النتائج للأمم المتحدة، وفي نهاية الأمر، يبقى جهدا جادا ومكثفا، ويجب إدراك أبعادها، حيث ستكون بعيدة عن الاضواء، وهي محاولة لإنشاء محادثات جادة للأمم المتحدة، فلا خيار سوى المحاولة، من أجل كسر الفجوة، وليس هناك عذر في الانتظار، وأن أصوات المدافع ستسكت يوما ما، وكل ما تم ذلك بسرعة، كل ما انقذ مزيد من حياة الضحايا”. وأشار إلى أنه “يجب الانتباه لأي فرصة لتقليل العنف، وهذا كان مقترح في المناطق المجمدة، ولم يكتب له النجاح، مؤكدا أن الصيغة التي يعمل على تطويرها من مشاورات جنيف، هو عدم البحث عن مؤتمر أو أجندة بنيوية، أو أسماء يجب أن يكونوا موجودين، ويجب الإصغاء للشعب السوري، والنساء اللواتي يعبرن عن صوت قوي أيضا”.
وأقر أن “الجميع لديه الحق في اعتبار أن هذه العملية شائكة، وربما انتقد هو عليها، وعلى طبيعة هذه التشاورات، مستدركا أن لديه الحق في دعوة الجميع لمن لديهم نفوذ داخل سوريا وخارجها، من مثل إيران والسعودية وتركيا والأردن”.
ورفض المبعوث الأممي “الإفصاح عن الأطراف التي سيلتقي بها في اليوم الأول من المشاورات اليوم الثلاثاء، لأن الأمور تتغير، فالاشخاص قد يغيروا من رأيهم بشأن انشغالاتهم، ووتغير المواعيد، وحماية أنفسهم قبل طرح الأسئلة في اللقاء، مؤكدا أن هناك لقاء سيعقد ولن يكشف عن الجهة التي ستحضرها”.
وعن دعوة القادة العسكريين، رفض ديمستورا أيضا ذكر تفاصيل عن الذين دعاهم، وأعدادهم، واكتفى بالتأكيد على أن هناك دعوة وجهت دون توضيح المزيد، في حين جدد التأكيد على أنه سيتحدث مع ٤٠ مجموعة من الكيانات المعارضة، وهو ما يشكل طيفا واسعا من الأطراف السياسة والعسكرية، وكذلك الاستماع إلى النساء والضحايا والمجتمع الأهلي والشتات والقادة الدينيين.
وأفاد بأنه “لا يمكنه ضمان أي شيء، فإن استخدام كلمة ضمانة في هذا الموقف أمر صعب، ولا يجانب الصواب، ولكنهم يحاولون قدر المستطاع، لأن صيغة جنيف مرنة، ويمكن سماع أصوات متعددة، وهذا ما يجري هذه المرة، متمنيا أن تتحلى الأطراف بالشجاعة والتعبيرعن رأيهم”.
وحول تصريح سابق له بأن الأسد هو جزء من الحل في سوريا، قال المبعوث الأممي إنه “أوضح الأمر عدة مرات، وكان الهدف من ذلك الحاجة لتخفيض العنف، ولذلك أي شخص يمكنه توقيف القصف، يمكن النقاش معه، وهذا هو الواقع، ولكنه لم يشر إلى أي نتاج سياسي، حيث إن مستقبل القيادة السورية منوط بقرار الشعب السوري وليس منوط به”.
وكان دي ميستور قد أعلن، قبل أيام إنه يعتزم إطلاق مشاورات بحضور جميع أطراف الأزمة السورية والمجتمع المدني، في الشهر المقبل، على أن يقدم في نهاية شهر يونيو/حزيران، تقييمًا للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حول نتائج جلسات التشاور.
الاناضول