سياسة

لتجنب أعين الأمن المفتوحة في المطارات جهاديون فرنسيون وعائلاتهم استأجروا سيارات تخييم وسافروا بها إلى سوريا

أطلقت الأجهزة الأمنية الفرنسية حملة لتوقيف وتفتيش سيارات التخييم المتجهة نحو تركيا عبر اليونان وإيطاليا بعد أن لجأت عائلات إلى هذه الحيلة لتجنب أعين الأمن المفتوحة في المطارات الفرنسية ومغادرة البلاد للإلتحاق بالجماعات المتشددة في سوريا والمشاركة في أعمال القتال الدائرة هناك في صفوفها.

وفطنت الأجهزة الأمنية الفرنسية للحيلة الجديدة حينما تقدمت شركات لإيجار السيارات في مدينة تولوز جنوب فرنسا بشكاوى للشرطة عن سيارات تخييم أجرت لعائلات بهدف السفر بها إلى تركيا لقضاء عطلة من بضعة أيام، دون أن تعود السيارات المؤجرة في الموعد المحدد لها وتفقد هذه الشركات كل الاتصال مع العائلات المؤجرة.

ولم تنجح التحقيقات التي أجرتها الشرطة الفرنسية في تحديد مكان وجود سيارات التخييم المستأجرة قبل أن يعهد القضاء الفرنسي إلى الإدارة العامة للأمن الداخلي التحقيق في الملف حيث تمكنت هذه الأخيرة بتنسيق مع جهاز الاستخبارات الفرنسية الخارجية من تحديد مكان وجود أفراد من العائلات التي كانت على متن سيارتين للتخييم مبلغ عن اختفائهما داخل الأراضي السورية وتحديدا في مناطق تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية .
وتجهل السلطات الفرنسية مصير سيارات التخييم الفرنسية بعد دخولها تركيا عبور الحدود التركية السورية ما جعل الخارجية الفرنسية تشعر نظيرتها في من أجل تحديد مكان وجود السيارات المختفية وتطالبها بالتعاون لمواجهة الظاهرة الجديدة.

وأظهرت تسجيلات مصورة وضع المحققون الفرنسيون يدهم عليها يافعا في الخامسة عشرة من العمر من مدينة ستراسبورغ الفرنسية وهو يوجه رسالة مصورة إلى بعض أصدقائه في المدينة يخبرهم فيها أنه انتقل رفقة أسرته ل»الجهاد» في سوريا عبر سيارة للتخييم،حيثوا عبروا عدة بلدان قبل الوصول إلى الأراضي السورية.

ونجحت السلطات الفرنسية بتعاون مع نظيرتها التركية من استعادة سيارتين للتخييم من الطراز الرفيع مملوكتين لشركة لإيجار السيارات في مدينة «موغي» كانت قد أجرتهما لعائلتين بحجة أنهما سيسافران مع بعضهما البعض بهدف الاستجمام في الـ23 من شهر أبريل الماضي،قبل أن تفقد الشركة الاتصال بالمؤجرين ولم تعد السيارتان في الموعد المحدد سلفا لاسترجاعهما وهو ال2 من شهر آيار/مايو الجاري. وقالت السلطات الفرنسية إن أحد المؤجرين كان يشغل مديرا لشركة بناء قبل أن يحل الشركة ويبيع بيته ويقرر مغادرة فرنسا رفقة أسرته متوجها نحو سوريا بعيدا عن العيون الأمنية بعد أن اتهدى إلى حيلة استئجار سيارة للتخيم واستخدامها في الرحلة دون إثارة الإنتباه.

وبحسب السلطات فإن الشخص كان معروفا لدى أجهزة مكافحة الإرهاب لكنه لم يكن خاضعا لأي قرار بتقييد الحركة داخل أو خارج فرنسا وهو ما ساعده على مغادرة البلاد في صمت وباستحداك سيارة تخييم درءا للعيون الأمنية.

وعززت السلطات الفرنسية من إجراءات المراقبة في المطارات لمنع توجه مشتبه فيهم إلى تركيا بغرض الانتقال إلى سوريا والإنضمام إلى صفوف الجماعات المتطرفة كداعش والنصرة وغيرهما منذ الهجمات الدامية التي تعرضت لها صحيفة شارلي إيبدو ومحل الأطعمة اليهودية في باريس شهر يناير/كانون الثاني الماضي. وتشمل الإجراءات الجديدة سحب هويات وجوازات سفر كل الأشخاص الذين يشتبه في تخطيطهم للسفر إلى سوريا في المطارات فورا ودون إذن مسبق من النيابة العامة،حيث يعد الإجراء الأول من نوعه في إطار حملة قوانين جديدة لمكافحة الإرهاب تم إدراجها بالقانن الفرنسي .

وكانت وزارة الداخلية الفرنسية قد كشفت أن مستخباراتها أحصت حما لا يقل عن نحو 1400 فرنسي أو مقيم في فرنسا على علاقة بشبكات إرهابية ويتحين الفرصة لمغادرة البلاد بهدف الإلتحاق بها.

المصدر : القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى