سياسة

العماد جان قهوجي: لا تنسيق بين الجيش اللبناني وحزب الله في معارك سوريا

بينما تستمر معارك القلمون بين قوات النظام وحزب الله من جهة وفصائل عسكرية وجبهة النصرة من جهة ثانية، بات موقف الجيش اللبناني واضحاً ومعلوماً لدى الجميع بأنه غير معنيّ بمعركة القلمون وبأن دوره محصور فقط بالدفاع عن الأراضي اللبنانية.

وقد أتى تصريح قائد الجيش العماد جان قهوجي قبل ايام ليعبّر بشكل حازم وجازم عن كون المؤسسة العسكرية غير معنيّة بالانخراط في أي من المعارك والحروب الدائرة خارج نطاق الخارطة الوطنية وخارج إطار الواجب الدفاعي والأمني، مشدداً خلال جولة ميدانية في الناقورة على أنّ قرار الجيش الحازم هو التصدي لأي اعتداء على لبنان من أي جهة أتى .

وقد أكد على موقف قائد الجيش مصدر عسكري موضحاً أن لا تنسيقَ مع قوات النظام وحزب الله في هذه المعركة لأنّها تحصل داخل الأراضي السورية ، لافتاً إلى أنّ السلطة المؤلّفة من المجموعات السياسيّة كافّةً، تدعم تحييدَ لبنان عن الحرب السوريّة، والحفاظ على الجيش كمظلّة تحمي السِلم الأهلي. واذا أكد عليه ايضاً الاجتماع الأمني – الذي إنعقد برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام حيث تناول البحث إمكان توريط الجيش في هذه المعارك والمخاوف التي لدى بعض الأطراف من ذلك – فإن الجيش لن ينزلق الى أي مشاركة، وأن مهمته ستقتصر على التعامل مع أي اعتداء على الأراضي اللبنانية، مؤكداً على جهوزية لمواجهة أي اعتداء على السيادة اللبنانية، والتصدي لأي تسلل من المسلحين إلى هذه الأراضي نتيجة المعارك المستعرة في القلمون.

وكان جيش الفتح في القلمون حذّر عبر حسابه على تويتر اللبنانيين من محاولات حزب الله جرّ بلادهم إلى حرب ليست حربهم وإنما خططت لها إيران، بينما برزت في المقابل على شريط متابعات شبكات التواصل الاجتماعي حملة شتم وتخوين شنّها جمهور حزب الله على الجيش لعدم مؤازرته الحزب في حرب القلمون.

وكانت قيادة الجيش اللبناني عزّزت انتشار وحداتها في الجرود اللبنانية القريبة من الحدود السورية بهدف منع أي انتشار مسلح في هذه المنطقة ولقطع الطريق على أي محاولة تلجأ إليها الفصائل العسكرية في جرود عرسال للتغلغل إلى داخل الأراضي اللبنانية. كما أتى الانتشار العسكري من باب التدبير الاحترازي في حال اضطرت هذه المجموعات تحت وطأة المعركة الدائرة في القلمون لإعادة النظر في تموضعها في اتجاه المنطقة الجردية الواقعة في مقابل منطقة انتشار الجيش.

وأسهم هذا الانتشار في ضبط الحدود اللبنانية – السورية من أعمال التسلل والتهريب. فقد أعلنت قيادة الجيش الاثنين أنها أوقفت في منطقة الصويري الحدودية في البقاع، 29 شخصاً من التابعية السورية لإقدامهم على محاولة دخول الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية.

وفي المواقف من الوضع على الحدود ، أكد حزب الكتائب ان الاحداث المستجدة على الحدود الشرقية والتحديات القائمة عبر الحدود، تعيد لبنان الى دائرة الخطر، مما يستدعي اجراءات وقائية يتخذها الجيش اللبناني عند الحدود الشرقية والشمالية، وملاحقة المجموعات الارهابية في الداخل وتجفيف معاقلها.

ويرى الحزب ان الوضع الراهن يستدعي من الحكومة اتخاذ قرار بنشر الجيش على الحدود مع سوريا والطلب من مجلس الامن توفير مساعدة القوات الدولية عملاً بمنطوق القرار الدولي1701. كما يقتضي الوضع من اللبنانيين تجاوز خلافاتهم، والوقوف صفاً واحداً بجانب الوطن وحكومته وجيشه بما يكفل إبعاد شبح المؤامرة عن لبنان، وترسيخ مناعته الداخلية ووحدته الوطنية.

الاناضول

زر الذهاب إلى الأعلى