قالت مصادر عسكرية عراقية إن مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي شنوا هجوما كبيرا على النصف الشرقي من مدينة الموصل (شمال)، في ساعة متأخرة من ليلة الخميس،
وسيطروا لعدة ساعات على أجزاء من خمسة أحياء، شرقي ضفة نهر دجلة.
واستعادت القوات العراقية مجددا الأحياء الخمسة بعد اشتباكات استمرت إلى غاية ظهر اليوم الجمعة، حسب وكالة الأناضول.
وهذا أول هجوم منظم وواسع يشنه مسلحو “داعش” على القوات العراقية منذ أن أكملت الأخيرة استعادة كامل النصف الشرقي من المدينة قبل نحو أسبوعين.
وقال العميد محمد سامر العزاوي، في الوحدة القتالية الرابعة بالجيش العراقي، إن “مجاميع مسلحة للتنظيم تسللت في ساعة متأخرة من ليل الخميس من الجانب الغربي (الذي لا يزال يسيطر عليه داعش) إلى الجانب الشرقي عبر نهر دجلة مستخدمة الزوارق”.
وأضاف العزاوي، في حديث للأناضول، أن “المجاميع المسلحة تمكنت وبمساندة خلايا نائمة من السيطرة على أجزاء واسعة من أحياء: الضباط، والمالية، والثقافة، والزاعي، والشرطة شرقي ضفة نهر دجلة، لأكثر من تسع ساعات وسط مواجهات عنيفة بينها وبين القوات الأمنية بمساندة طيران التحالف الدولي، انتهت باستعادة القوات العراقية السيطرة من جديد على تلك الأحياء”.
وبشأن الخسائر في صفوف الطرفين، قال العزاوي، إن “4 جنود عراقيين قتلوا وأصيب 19 آخرون، فضلا عن تدمير مدرعتين من نوع همر، في مقابل مقتل 32 من مسلحي داعش، وأسر 12 آخرين”، دون أن يتسنى التاكد من الاحصائية من مصدر مستقل.
وعن أسباب حدوث هذا الخرق الكبير، أشار الضابط العراقي إلى “عدم وجود قوات لمسك الأرض وسد الفراغ الأمني الذي خلفته قوات جهاز مكافحة الإرهاب(قوات نخبة تابعة للجيش) بعد انتهاء مهامها القتالية، وانسحاب قوات حرس نينوى (سنية) من الأحياء المحررة إلى خارج المدينة بعد صدور أوامر من القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي”.
وأفاد العزاوي بأن “الأحياء المحررة تغص بالخلايا النائمة التابعة للتنظيم، وهي على أهبة الاستعداد لتنفيذ عمليات ضد القوات، وزعزعة الوضع الأمني في أية لحظة، ما لم يتم التحرك العاجل من قبل الجهات المعنية لمعالجة الوضع”.
وأوكلت القيادة العسكرية إلى قوات حرس نينوى بزعامة محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، ودربها الجيش التركي، مهمة حفظ الأمن في 30 حيا شرقي الموصل، قبل أن تعود وتأمرها بالانسحاب لخارج المدينة، في خطوة وصفها النجيفي، بأنها تمّت بناء على ضغوط سياسية.
وتشكل الخلايا النائمة لتنظيم “داعش” الخطر الأكبر على القوات العراقية التي لا تزال تعمل على تنظيم انتشار قواتها في الأحياء المحررة لحفظ الأمن.
ولتدارك المزيد من الهجمات، وصلت قوة أمنية خاصة من بغداد إلى شرقي الموصل، لتبدأ حملة البحث عن خلايا “داعش” النائمة.
وقال العقيد فلاح الداودي، في قوات الرد السريع بالجيش للأناضول، إن “خمسة أفواج من (جهاز مكافحة الإرهاب، والأمن الوطني، والاستخبارات العسكرية) قادمة من العاصمة بغداد وصلت إلى شرقي الموصل”.
وبين الداودي، أن “مهمة الأفواج سوف تكون القيام بحملات دهم وتفتيش للمنازل السكنية بحثا عن مطلوبين وفق بيانات ووثائق مثبتة لديها تضم أسماء عناصر التنظيم، والخلايا النائمة، والمناصرين له”.
وأضاف، أن “القوة باشرت على الفور بمهام عملها من خلال تطويق أحياء: القدس، وشقق الخضراء، والزهراء، والمثنى، والقادسية الأولى، والقاهرة، شرقي الموصل، استعداد للمباشرة بتطهيرها من أي تواجد يخدم التنظيم”.
وقبل نحو أسبوعين، أكملت القوات العراقية تحرير كامل الأحياء في النصف الشرقي من المدينة إثر معارك طاحنة استمرت على مدى نحو 100 يوم.
وتعزز القوات العراقية تواجدها على مقربة من نهر دجلة، الذي يشطر المدينة لنصفين من الشمال إلى الجنوب، تمهيدا لبدء الهجوم على النصف الغربي.
وطن إف إم/ اسطنبول