يتوجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الخليج، غداً الأحد 23 يوليو/تموز، في محاولة لرأب الصدع بين قطر وجيرانها، لكن حليف الدوحة المقرّب قد لا يجد مساحة تذكر للتحرك كوسيط في الأزمة.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها بقطر وفرضت عقوبات عليها الشهر الماضي متهمة إياها بدعم الإرهاب وهي اتهامات تنفيها الدوحة.
وفيما أصبح أسوأ أزمة دبلوماسية في المنطقة منذ سنوات أصدرت الدول الأربع قائمة تضم 13 مطلباً لقطر من بينها إغلاق قناة الجزيرة الفضائية وخفض مستوى علاقاتها بإيران وإغلاق قاعدة عسكرية تركية.
ووصف أردوغان تلك المطالب بأنها غير قانونية ودعا إلى إنهاء الأزمة؛ معللاً ذلك بالحاجة إلى تضامن إسلامي وصلات تجارية قوية في المنطقة.
وقال في تصريحات أدلى بها عقب صلاة الجمعة: “سنعمل حتى النهاية لإيجاد حل للنزاع بين الدول الشقيقة في المنطقة.. المشكلات السياسية مؤقتة فيما الصلات الاقتصادية دائمة، وأتوقع أن يختار المستثمرون من دول الخليج الصلات طويلة الأمد”.
وبينما يسعى للدفاع عن الدوحة فإن أردوغان لديه مخاوف من إثارة نفور جاراتها. وسيزور الرئيس التركي السعودية والكويت وقطر خلال جولة تستغرق يومين تبدأ الأحد.
ووفقاً لبيانات رسمية احتلت الإمارات العام الماضي المركز السابع من بين أكبر الأسواق التي تستقبل صادرات السلع التركية بنحو 5.4 مليار دولار، فيما تحتل السعودية المركز الحادي عشر في تلك القائمة ومصر الثالث عشر. كما تريد تركيا أيضاً بيع عتادٍ دفاعي للسعودية.
وقال سنان أولجن، الدبلوماسي التركي السابق والمحلل في معهد كارنيجي أوروبا: “تلك الزيارة بطريقة ما ستساعد على توضيح أن تركيا لا تزال لديها القدرة على الحوار مع دول أخرى على أعلى مستوى وبالأساس السعودية على الرغم من موقفها كحليف مقرب للدوحة”.
لكنه أضاف أن أنقرة تتفاوض من “موقف عجز” بسبب تأييدها الصريح علناً لقطر.
وتابع قائلاً: “فيما يخص مقدار ما يمكن لأنقرة أن تحققه ومدى فاعلية دور الوساطة المحتمل الذي قد تقوم به تركيا فالتوقعات محدودة للغاية في هذا الشأن”.
أهمية استراتيجية
أثبت الخلاف حتى الآن أنه عصيّ على الحل وقال أردوغان من قبل إن على السعودية حل الأزمة.
وقام وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بزيارات مكوكية بين دول خليجية الأسبوع الماضي، لكنه غادر دون أي إشارة واضحة على قرب حل الأزمة. وقال أمس الجمعة إن الولايات المتحدة راضية عن جهود قطر لتنفيذ اتفاق يهدف إلى مكافحة تمويل الإرهاب وحثّ الدول الأربع على رفع “الحصار البري” المفروض على الدوحة.
وعلى الرغم من أن قطر ليست شريكاً تجارياً كبيراً لتركيا إلا أن لها أهمية استراتيجية لعدة أسباب منها تأسيس أنقرة قاعدة عسكرية هناك بعد اتفاق وقع في 2014. وتقول تركيا إن ما يصل إلى 1000 جندي قد يتمركزون هناك.
كما تربط الدولتين صلات أيديولوجية.
وطالبت الدول الأربع قطر بوقف دعمها لجماعات مثل جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها دول خليجية تهديداً لها. ودعم أردوغان، الذي يتزعم حزباً أسّسه ينتمي لتيار الإسلام السياسي، حكومة الإخوان المسلمين في مصر قبل أن يطاح بها في 2013.
وقال مسؤول تركي لرويترز طلب عدم ذكر اسمه: “هناك زيارات وجهود دبلوماسية حدثت قبل تلك الزيارة. عقدت محادثات رفيعة المستوى.. هناك أجواء يمكن فيها اتخاذ بعض الخطوات الملموسة”.
ودعا أمير قطر أمس الجمعة إلى الحوار لحل الأزمة وقال إن أي محادثات يجب أن تحترم السيادة الوطنية. وفي أول خطاب يلقيه منذ قطع العلاقات قال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن بلاده تواجه حصاراً ظالماً.
وهذا شعور يشاركه فيه أردوغان بقوة.
وقال المسؤول التركي “يتم التعامل مع قطر بقسوة زائدة.. من المهم للمنطقة بأسرها محو هذا الظلم”.
وطن اف ام / وكالات