قال استطلاع للرأي أجرته مؤسسة التنمية الإنسانية “إينجيف” ومؤسسة “إيبسوس” إن تسعة من أصل 10 أشخاص سوريين مقيمين بتركيا لم يتلقوا أي مساعدة اجتماعية حتى الآن.
وبحسب الاستطلاع الذي نشرت ملخصه صحيفة “حرييت ديلي نيوز ” التركية فإن حوالى 13 في المائة من اللاجئين السوريين حصلوا على مساعدات اجتماعية مرة واحدة على الأقل خلال فترة وجودهم في تركيا، بينما يتلقى 6 في المائة منهم مساعدات اجتماعية منتظمة من الحكومة.
وتنتشر بين الأتراك شائعات تقول إن السوريين المقيمين في تركيا يتلقون مساعدات دائمة من الحكومة، ما أثار سخط بعضهم، وهو ما أثبت الاستطلاع عدم صحته أساساً.
والاستطلاع الذي أجري في الفترة بين 27 أبريل/ نيسان و20 مايو/ أيار شمل 10 مدن تستضيف أكبر عدد من السوريين، حيث يعيش 79 في المائة من اللاجئين السوريين في اسطنبول وشانلي أورفا وهاتاي وغازي عنتاب وأضنة ومرسين وكليس وماردين وبورسا وإزمير. وتم إجراء ما مجموعه 1282 مقابلة مع سوريين وجهاً لوجه.
وحاول الاستطلاع الذي حمل عنوان “رصد سبل العيش للاجئين”، تتبع الأوضاع المعيشية للاجئين السوريين الذين يعيشون خارج المخيمات، ومشاعرهم العامة وخططهم المستقبلية فيما يتعلق بالعيش في تركيا، فضلاً عن سلوكهم في الاستهلاك والتسوق.
وأظهر الاستطلاع أن نسبة الحاصلين على عمل من السوريين المسجلين وغير المسجلين 31 في المائة. وقال سبعون في المئة من المستطلعين السوريين إن ظروف عملهم كانت أسوأ من ظروف الأتراك.
كما بيّن الاستطلاع أن 17 في المائة من العاملين يعملون عند رب عمل تركي. ويعمل 5 بالمئة منهم مع أرباب عمل سوريين و5 بالمئة من المستطلعين قالوا إنهم يعملون بمفردهم.
وقال نصف الذين شملهم الاستطلاع إنهم لا يعملون، لكن 24 في المائة من السوريين يبحثون عن عمل في تركيا. وقد تبين أن أفراد الأسرة السورية يزيد مرتين عن عدد أفراد الأسرة تركية.
الجنسية التركية
وخلص الاستطلاع إلى أن نحو 74 بالمئة من السوريين الذين فروا من بلادهم التي مزقتها الحرب سعياً إلى حياة أفضل في تركيا قالوا إنهم يريدون الحصول على الجنسية التركية. بينما بلغت نسبة المستطلعين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 17 عاماً الراغبين في الحصول على جواز سفر تركي إلى 80 في المائة.
وذكر الاستطلاع أن 52 في المائة من المستطلعة آراؤهم قالوا إنهم يخططون لبناء مستقبلهم في تركيا، على الرغم من أن حوالى 70 في المائة من المستطلعين لا يعرفون التركية.
وفيما يخص التمييز ضدهم قال 45 بالمئة من المستجيبين إنهم تعرضوا للتمييز، بينما قال 42 بالمئة إنهم يبحثون عن سبل للانتقال إلى الدول الأوروبية، وفقاً لما أظهره الاستطلاع، في حين قال 44 في المئة منهم إنهم لم يفكروا أبداً في مغادرة البلاد.
القوة الاقتصادية
وبالنسبة للجانب الاقتصادي أشار الاستطلاع إلى أن القوة الشرائية اليومية للسوري في تركيا كانت أقل من دولارين. ويبلغ الإنفاق الاستهلاكي الشهري للأسرة السورية 867 ليرة تركية، أي 140 ليرة في المتوسط لكل شخص. مع اختلاف بين ولاية وأخرى.
وفيما يخص الأمور القانونية فقد أشار “فورال كاكير”، مؤسس ورئيس مؤسسة “إنجيف”، إن 90 في المئة من السوريين المقيمين خارج المخيمات مسجلون، مشيراً إلى أن 93 في المئة منهم يحملون بطاقات هوية مؤقتة (كيميلك) في المحافظات الشرقية من تركيا. وتسعين في المئة من السوريين في المحافظات الجنوبية لديهم هويات مؤقتة، ولكن أقل عدد من الهويات المؤقتة كان في المدن الغربية.
كما أظهر الاستطلاع أن معظم السوريين في تركيا لا يملكون حسابات مصرفية شخصية وأن أقل من 2 بالمئة منهم لديهم بطاقات ائتمان. وبيّن الاستطلاع أن هناك صعوبة في فتح حساب مصرفي للمواطنين السوريين، حيث لا يكفي الكيمليك لفتح الحساب وتشترط البنوك وثيقة إقامة دائمة.
وأوصى الاستطلاع بأن يتم البحث عن حل لمسألة الاستبعاد المالي للاجئين السوريين، وتسهيل فتح حسابات مصرفية لهم.
ورغم صعوبة الأوضاع التي يعيش فيها اللاجئون السوريون فقد قال 64 بالمئة من المستطلعة آراؤهم إنهم يأملون بمستقبل جيد.
وطن اف ام