دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم الإثنين، قادة الكتل السياسية ببلاده إلى الكف عن الصراع من أجل السلطة والنفوذ، والالتفات إلى مصالح البلاد.
وأعرب الصدر، في بيان له عن “استيائه” من تردّي الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد.
واعتبر أن العراق بات “في خطر”، على خلفية تصاعد وتيرة الجدل بشأن الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ونشوب حريق في مخازن صناديق الاقتراع بالعاصمة بغداد.
وأمس الأحد، نشب حريق ضخم في مخازن بالعاصمة بغداد، كانت مخصصة لحفظ صناديق أوراق اقتراع الانتخابات البرلمانية، المقامة في 12 مايو/ أيار الماضي، وذلك قبل البدء في عملية إعادة فرز وعدّ الأصوات يدويا، التي كان من المتوقع أن تبدأ نهاية هذا الأسبوع.
وتابع الصدر: “عراقكم مليء بالفقراء والمظلومين واليتامى والجرحى والثكالى والأرامل والمسنين والمعوزين والمعاقين”.
وأضاف: “عراقكم بلا ماء ولا كهرباء ولا زراعة ولا صناعة ولا مال ولا بنى تحتية ولا خدمات ولا بيئة صالحة ولا حدود أمينة، والأعداء تتكالب عليه من كل حدب وصوب”.
وأردف: “عراقكم لا زالت بصمات البعث وظلمه ودكتاتوريته واضحة عليه، فكفاكم صراعا من أجل المقاعد والمناصب والمكاسب والنفوذ والسلطة والحكم”، قبل أن يضيف: “العراق في خطر”.
وطرح الصدر، جملة من التساؤلات قائلا: “أما آن الآوان لإيقاف الاحتلال والنفوذ الخارجي، والمفخخات والتفجير والإرهاب، والصراعات والاغتيالات؟”.
ومضى يقول: “أما آن الآوان لأن يجمعنا العراق بشرف وعفة وأخوة وسلام؟ أما آن الآوان لأن نقف صفا من أجل البناء والإعمار، بدل أن نحرق صناديق الاقتراع أو نعيد الانتخابات من (أجل) مقعد أو اثنين؟”.
وتابع تساؤلاته قائلا: “أما آن الآوان لأن ننزع السلاح ونسلمه بيد الدولة بدل أن نخزنه في المساجد والحسينيات فينفجر ويحصد أرواح الأبرياء؟ أما آن الأوان لأن نحرص على أموالنا وحقوقنا، ونقوم بواجباتنا إزاء الوطن وحب الوطن من الإيمان؟”
وختم الصدر بيانه متسائلا أيضا: “إلى متى يبقى البعض خاضعا ذليلا أمام إرادة الأجنبي ومن هم خلف الحدود؟”
وتصدر التحالف المدعوم من الصدر “سائرون”، نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، بفوزه بـ54 مقعدا من أصل 329.
لكن البرلمان أقرّ، الأسبوع الماضي، قانونا بإجراء عملية عدّ وفرز يدوي للأصوات، بعد أن قالت الحكومة وكتل سياسية إن “خروقات جسيمة” رافقت الاقتراع.
وفي حين كانت الاستعدادت تجري للبدء بعملية الفرز والعد اليدوي، نشب حريق في مستودعات لتخزين صناديق وأجهزة الاقتراع في بغداد أمس.
وفاقم هذا التطور من حدة الجدل الدائر في البلاد، ودفع رئيس البرلمان سليم الجبوري، إلى الدعوة، أمس، لإعادة الانتخابات، معتبرا أن الحريق “متعمدا” ويراد منه “طمس الحقائق بشأن وقوع تلاعب وتزوير”.
وطن اف ام / وكالات