قللت صحيفة روسية من أهمية التحرك الأمريكي الجديد في منقطة الشرق الأوسط، بعد الزيارة التي قام بها الرئيس دونالد ترامب ومشاركته في قمة عربية إسلامية أمريكية في العاصمة السعودية الرياض.
ونشرت صحيفة “إيزفيستيا” تقريرا للكاتب أندريه أونتيكوف شكك فيه بفكرة تشكيل ما يمكن تسميته “ناتو عربي”، ناقلا عن “مصدر في الدوائر الدبلوماسية الروسية” قولها، إن موسكو “لا تأخذ على محمل الجد فكرة تشكيل “ناتو عربي”، التي اقترحتها الولايات المتحدة”، مضيفا: “هي خطة طموحة، لكن أخذها على محمل الجد غير ممكن”.
وتضيف الصحيفة في التقرير الذي ترجمته “روسيا اليوم” أن خبراء روسا يعتقدون أن ثمة “صعوبة فائقة في توحيد البلدان العربية ضد إيران، لتعارض ذلك مع العامل الديني، إضافة لشكوك بشأن الفعالية العسكرية لهذا الحلف”.
حلف ديني
وتتابع الصحيفة نقلا عن المصدر الروسي قوله: “الحديث في الواقع لا يدور عن (ناتو عربي)، بل عن (ناتو سني)، إذ إن المشكلة في أن الشيعة والسنة يعيشون جنبا إلى جنب في غالبية البلدان العربية، وأي عملية عسكرية ضد إيران، التي تعد موئلا للشيعة، ستؤدي إلى توتر الأوضاع في العديد من البلدان، التي ستنضوي تحت مظلة هذا الحلف”.
كما تنقل الصحيفة عن كبير الباحثين في مركز شراكة الحضارات في معهد موسكو للعلاقات الدولية يوري زينين، قوله، إن “الأساس الديني للحلف، الذي تنوي واشنطن تشكيله، يجعله دون مستقبل”.
ويقول زينين: “سيكون حلفا سياسيا–عسكريا سنيا، ولذلك سيشكَّل ضده حلفٌ شيعي، وهذا سيؤدي إلى الانقسام والتناقضات، وتبدو الحالة وكأنها محاولة للعب على هذه التناقضات وزعزعة الاستقرار في المنطقة”.
وترى الصحيفة أنه “من السذاجة” توقع بقاء الشيعة في البلاد العربية “مكتوفي الأيدي إذا ما تمت مهاجمة إيران”، لا سيما في السعودية التي ستتزعم الحلف الجديد، والتي تقول الصحيفة إن ما نسبته 10-15 في المائة من سكانها هم من الشيعة.
لا مستقبل
بدوره يرى مدير المركز العربي للدراسات والتحليل في جنيف رياض الصيداوي في حديث للصحيفة، أن “الحلف الجديد هو فقط غطاء لتحقيق الأهداف الأمريكية”، مضيفا: “واشنطن تريد بيع الأسلحة والمحافظة على التوتر القائم بين السعودية وحلفائها وبين إيران، وقد نجحت في مسعاها بتخويف المملكة ودول الخليج بالخطر الإيراني؛ ما تمخض عنه توقيع أضخم صفقة لبيع الأسلحة”.
ويتفق الصيداوي مع فكرة أن الحلف لا مستقبل له بالقول: “يجب إدراك أن السعودية، التي ستقود الحلف، عاجزة عسكريا، حيث يكفي النظر إلى النزاع في اليمن، لنرى الخسائر الكبيرة التي تكبدتها المملكة”، مشيرا في هذا المجال إلى موقف مصر التي “رفضت إرسال قواتها للمشاركة في النزاع اليمني رغم الأموال التي تدفقت إليها من المملكة، وهذا دليل آخر يثبت ألّا مستقبل لهذا الحلف”.
وطن اف ام / صحف