يدفع اللاجئون بالولايات المتحدة الأميركية ضرائب تفوق قيمة المساعدات الحكومية التي يتلقونها بحوالي 21 ألف دولار. ويتعلق الأمر باللاجئين البالغين، الذين دخلوا البلاد بين سنة 2010 و2014، حسب دراسة حديثة للمكتب الوطني للبحوث الاقتصادية في الولايات المتحدة، نشرتها صحيفة Business Insider البريطانية.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الكثيرون مناقشة تكاليف إعادة توطين اللاجئين، عمد كل من وليام إيفانز ودانيال فيتزجيرالد، اللذين يشغلان منصب أساتذة اقتصاد في جامعة نوتردام، إلى تقييم المصاريف التي كرستها الحكومة الأميركية لكل لاجئ جديد.
وقال إيفانز لصحيفة واشنطن بوست، إن “العديد من الأشخاص دأبوا من خلال خطاباتهم على التنديد بالتكلفة الباهظة لاستقبال هؤلاء الأشخاص، لكننا نجهل في الحقيقة القيمة الفعلية لهذه التكلفة”.
وتقتضي تسوية وضعية لاجئ بمجرد وصوله، التي تشمل التحقق الأولي من خلفيته فضلاً عن توفير تدريب على العمل وتكوين في اللغة الإنكليزية، تخصيص مبلغ 15.000 دولار في المتوسط.
ونظراً لأن اللاجئين مؤهلون للحصول على الرعاية الاجتماعية والطبية، تنفق الحكومة قرابة 92.000 دولار في شكل مساعدات حكومية خلال السنوات العشرين الأولى من إقامة اللاجئ في الولايات المتحدة.
في المقابل، يقوم اللاجئون بدفع معدل 129.000 دولار في شكل ضرائب، أي أن مداخيل الحكومة المتأتية من الضرائب التي يدفعها اللاجئون تفوق مصاريفهم بحوالي 21.000 دولار.
من جانب آخر، بحثت الدراسة التي أجراها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية في برنامج الولايات المتحدة لقبول اللاجئين، الذي حاول الرئيس دونالد ترامب إيقافه عن طريق الحظر المؤقت للسفر الذي فنده القضاء.
وكان ترامب قد صرح في 2016 بأحد خطاباته، أن “المال الذي تود هيلاري كلينتون أن تنفقه على اللاجئين، يمكّننا من بناء مدينة داخل كل مدينة في أميركا”، وهو الأمر الذي نفته الدراسة.
وفي ظل الأزمة الإنسانية العالمية التي تصاعدت وتيرتها مؤخرا، نزح أكثر من 65 مليون شخص من بلدانهم الأصلية نحو دول أخرى سنة 2016.
ومن جهتها، استقبلت الولايات المتحدة الأميركية 85.000 لاجئ فقط خلال السنة الماضية.
وتناولت الدراسة نمط عيش اللاجئين بعد استقرارهم في الولايات المتحدة الأميركية مقارنة بالأميركيين الذين ولدوا هناك. وفي هذا الإطار، توصلت الدراسة إلى أن اللاجئين الذين يصلون إلى الولايات المتحدة قبل سن 14، عادة ما يواصلون دراساتهم العليا تماماً مثل أقرانهم الذين نشأوا على الأراضي الأميركية.
في المقابل، يواجه المراهقون الأكبر سناً صعوبات عديدة مقارنة بغيرهم، في حين تتراجع معدلات تخرج اللاجئين في صفوفهم. وذلك بسبب عدم إتقانهم لمهارات اللغة الإنكليزية وابتعادهم عن ذويهم.
أما بالنسبة للاجئين البالغين الذين قدموا للولايات المتحدة، فعادة ما يجدون صعوبة بسبب انخفاض معدلات العمالة مما يدفعهم للاعتماد على المساعدات الحكومية.
وخلال ست سنوات من استقرارهم في موطنهم الجديد، تفوق اللاجئون على المواطنين الأميركيين فيما يتعلق بالعمل والاعتماد على الرعاية الاجتماعية.
ووفقاً لهذه الدراسة، لا يمكن اعتبار اللاجئين استنزافاً للمجتمع مثلما يروج له بعض المشرعين.
وطن اف ام / وكالات