قالت منظمة العفو الدولية يوم السبت إن التفسير السعودي لوفاة الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول يبدو تسترا على ”عملية اغتيال مروعة“ وحثت الأمم المتحدة على إجراء تحقيق مستقل في القضية، بحسب رويترز.
وأوضحت سماح حديد مديرة حملات منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط في بيان للمنظمة، أمس السبت، أن ”نتائج التحقيق التي أصدرتها السلطات السعودية وتزعم أن خاشقجي توفي إثر ’مشاجرة‘ داخل القنصلية ليست جديرة بالثقة وتشكل تدهورا جديدا لسجل حقوق الإنسان في السعودية“.
وفي سياق متصل، انضم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الزعماء الأوروبيين في حث السعودية على تقديم مزيد من الإجابات بشأن قضية الصحفي جمال خاشقجي بعد أن غيرت الرياض روايتها واعترفت بوفاته خلال الأسبوعين الماضيين في قنصليتها في اسطنبول”، بحسب رويترز.
من جانبه، قال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، في حديث للتلفزيون الألماني، أمس السبت إنه “يجب ألا توافق بلاده على بيع أسلحة للسعودية لحين اكتمال التحقيقات في ملابسات وفاة الصحفي جمال خاشقجي”، مشيراً إلى أنه “ما دامت التحقيقات جارية وما دمنا لا نعرف ما الذي حدث هناك، فلا يوجد ما يدعو لاتخاذ قرارات إيجابية بشأن صادرات الأسلحة للسعودية”.
من جهتها، أكدت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أمس السبت إن “ملابسات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي مزعجة للغاية، ودعت إلى إجراء تحقيق واف وشفاف ويتسم بالمصداقية، ويضمن محاسبة تامة لجميع المسؤولين عن ذلك”.
وكانت السعودية، اعترفت يوم الجمعة الماضي، بوفاة الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في اسطنبول، بعد حوالي أسبوعين من التحقيق في وفاته، بحسب رويترز.
وأوضح بيان نُشر على وسائل الإعلام السعودية الرسمية إن “الملك سلمان أمر بإقالة سعود القحطاني المستشار في الديوان الملكي، والذي يعد المساعد الرئيسي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأحمد العسيري نائب رئيس جهاز المخابرات “.
وقال النائب العام السعودي في بيان منفصل أمس الجمعة إن “شجاراً وقع بين خاشقجي وأشخاص قابلوه في القنصلية مما أدى إلى وفاته”.
وأضاف إن ”التحقيقات مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية، والبالغ عددهم حتى الآن 18 شخصاً جميعهم من الجنسية السعودية“.
وسبق أن أعلنت خطيبة خاشقجي، فور اختطافه، حملة تضامن عالمية، وأوضحت خديجة جنكيز عبر حسابها على «تويتر»، أن “حملة تدوين عالمية بدأت، لمطالبة السلطات السعودية بالكشف عن مكان خاشقجي، إذ تتهم الرياض بأنها احتجزته في قنصليتها، ويرجح أنها قامت بنقله منها بوقت لاحق”.
الجدير بالذكر أن جمال خاشقجي ولد في المدينة المنورة عام 1958، وعرف بانتقاداته الحادة للحكومة السعودية، خاصة بعد أن أصبح محمد بن سلمان ولياً للعهد، ووعد بإدخال إصلاحات جديدة إلى البلاد، الأمر الذي تزامن مع موجة من الاعتقالات والقمع.