دعا خبراء عسكريون الأردن، إلى الضغط على قوات التحالف الدولي لتوسيع عملياته العسكرية في سوريا إلى حدود دير الزور، وذلك لمنع إيران من تأسيس “كوردور” يمتد عبر الأراضي السورية إلى لبنان.
وبحسب ما جاء في تقرير إخباري لجريدة “الغد” الأردنية اليوم الجمعة، فقد علق خبراء عسكريون على التطورات العسكرية في الجنوب السوري بالقول، إن “الأردن يمتلك خيارات محدودة تجاه ما يحدث هناك، خصوصاً بعد محاولات تمدد المليشيات الشيعية، وإسقاط طائرة للنظام في الرقة من قبل طائرة أمريكية، فضلاً عن الرسالة التهديدية من إيران التي أطلقت 20 صاروخاً باليستيا كرسالة لأمريكا والأردن، بعدم اعتراض النفوذ والمد الإيرانيين”.
ورأى الخبراء، أن الإستراتيجية الأمريكية في الجنوب السوري “غير واضحة المعالم، أو غير مكتملة النضوج”، مشيرين إلى أن على الأردن أن “يتخذ حذره تجاه ذلك، ويؤمن حدوده، لأن النوايا الأمريكية على أرض الواقع غير واضحة”.
وأكدوا أن التخوف الحقيقي هو “من التمدد الشيعي، لا من سيطرة قوات النظام على المنطقة”.
وفي هذا الصدد، رأى اللواء المتقاعد الخبير بالشؤون العسكرية الدكتور فايز الدويري، أن “الخيارات محدودة جداً أمام الأردن، الذي يسعى لإنشاء منطقة آمنة في الجنوب السوري، استناداً إلى مناطق تخفيض التصعيد أو التوتر، وهذا هو مطلب الأردن الرئيسي، لكن التوتر في العلاقات الروسية الأمريكية بعد إسقاط طائرة النظام من قبل التحالف، انعكس سلباً على المنطقة الجنوبية، حيث توقفت الهدنة ولم يتم تجديدها، وتسعى قوات النظام المدعومة بالميليشيات الشيعية للوصول إلى الجمرك القديم (جمرك الرمثا)”.
وأوضح الدويري، أنه : “إذا تحقق ذلك فإنه يعني فصل ريف درعا عن ريف القنيطرة، كذلك فإن العمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام والمليشيات الشيعية الداعمة له، في شمال وشمال شرق السويداء، والسيطرة على بير القصب، تعتبر مؤشراً غير إيجابي وليس في مصلحة الأردن، لأن هذه المليشيات ستكون على مقربة من الحدود الأردنية، وكل ذلك جاء برعاية ومساندة روسية، التي تسعى من خلال ذلك لتثبيت خطوط تماس جديدة، ما يجعل الحديث عن منطقة آمنة في الجنوب السوري أمراً صعباً”.
وتابع: “بالتالي تبقى الخيارات الأردنية محدودة، وهي العمل من خلال التحالف الدولي، أو العمل المنفرد المحدود بتنفيذ ضربات جراحية انتقائية، على الأهداف التي تشكل خطراً على الأمن الوطني الأردني”.
وأشار الدويري، إلى أنه “يجب على الأردن أن يسعى ويضغط على التحالف، لتوسيع إطار عملياته خارج المنطقة الإدارية للتنف، لتشمل المنطقة الواقعة من حدود التنف الإدارية الشمالي إلى حدود دير الزور، لمنع إيران من تأسيس (كردور) يمتد عبر الأراضي السورية إلى لبنان”.
لكن خبير الاستراتيجيات الدفاعية اللواء الركن الطيار المتقاعد مأمون أبو نوار، يرى أنه “يجب على الأردن أن يقرأ الحقائق العسكرية على الأرض، وفي ضوء ذلك يتم اتخاذ القرار بما يضمن سلامة الأمن الوطني”.
كما شدد أبو نوار على ضرورة “عدم الاعتماد على التفاهمات الأمريكية الروسية، التي تساعد في تهدئة التوتر ليس أكثر”، منوهاً إلى أن “مناطق النفوذ الإيراني في البادية الوسطى السورية هي (دير الزور، تدمر، السخنة، والبوكمال)، وبالرغم من نشر صواريخ أمريكية في التنف إلا أنها لن تغير قواعد اللعبة”.
أما الخبير العسكري اللواء المتقاعد محمود ارديسات، فيرى أيضاً، أن “السيناريوهات محدودة أمام الأردن، الذي يعمل جاهداً لحماية حدوده، ومنع اقتراب ميليشيات طائفية أو قوات داعشية منها”.
وأضاف: “بالرغم من وجود تنسيق أردني مع أمريكا وقوات التحالف الدولي، لكننا الآن نتكلم عن حساسية الأردن من ميليشيات طائفية قرب حدوده، وحتى الآن الأمور عادية، فالولايات المتحدة تقوم بالرد على قوات النظام والقوات المساندة لها التي تسعى للوصول إلى بادية الشام تجاه الحدود العراقية، لكن لا نثق في أن أمريكا قادرة على مواجهة المخطط السوري والإيراني”.
وحول ضبابية الإستراتيجية الأمريكية، يقول “لا أعرف الإستراتيجية الأمريكية لمواجهة هذا الموقف والتمدد الإيراني في الجنوب السوري، ما عدا موقف التنف، ربما تكون هناك إستراتيجية لتنسيق مع قوة أخرى في المنطقة، فيجب على الأردن أن يكون حذراً ومتيقظاً لحماية المناطق الحدودية، لأننا لا نستطيع أن نعرف النوايا الأمريكية في المنطقة”.
وطن اف ام