كشفت وكالة الأناضول التركية عن مواقع القواعد العسكرية للقوات الأمريكية والفرنسية في سوريا، والتي تتمركز في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية شمال سوريا، فيما أعربت واشنطن عن غضبها لما نشرته الوكالة.
وعلى موقعها الإلكتروني باللغتين التركية والإنكليزية، نشرت وكالة الأناضول، الإثنين الفائت، تقريراً مفصلاً لتواجد القوات الأمريكية في سوريا، وأشارت إلى أنه منذ العام 2015 وسعت أمريكا من وجودها العسكري في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الكردية.
قواعد أمريكا
وأوضحت الوكالة أن الولايات المتحدة أقامت قاعدتين جويتين، الأولى في منطقة رميلان بمحافظة الحسكة شمال غرب البلاد في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2015، والثانية في بلدة خراب عشق جنوب غربي مدينة كوباني (عين العرب) في محافظة حلب شمال البلاد.
وبحسب الوكالة فإن قاعدة رميلان كبيرة بقدر كاف لاستقبال طائرات شحن، فيما لا تستخدم القاعدة في خراب عشق إلا لهبوط المروحيات العسكرية. وأوضحت أيضاً أن قاعدة رميلان تعتبر نقطة مهمة تجري عبرها إيصال المساعدات العسكرية للميليشيات الكردية في سوريا، فيما يأتي جزؤها الآخر عبر الحدود السورية العراقية.
ولفتت إلى أن مثل هذه القواعد الميدانية يجري دائماً إخفاؤها بصورة جيدة لأسباب أمنية، مما يصعب تحديد مواقع وجودها.
كما تستخدم القوات الأمريكية المباني السكنية ومعسكرات ميليشيات قوات “سوريا الديمقراطية” والمصانع المتنقلة كمراكز للقيادة، وقالت “الأناضول” إن “القوات الأمريكية، وبغرض ضمان أمن هذه المواقع العسكرية، تعلن في محيطها ما يسمى بالأراضي المحظورة”.
وتحتضن هذه المواقع العسكرية، التي يبلغ عددها 8، حسب معلومات الوكالة، عسكريين معنيين بتنسيق عمليات القصف الجوي والمدفعي للقوات الأمريكية، وضباط مسؤولين عن تدريب الكوادر العسكرية الكردية، وضباط مختصين في تخطيط العمليات، وكذلك وحدات عسكرية للمشاركة في أعمال قتالية مكثفة، حسبما نقله موقع “روسيا اليوم” عن الوكالة.
أما المعدات العسكرية، التي تم نشرها في هذه المواقع، فتشمل بطاريات مدفعية ذات قدرات عالية على المناورة، ومنظومات لراجمات الصواريخ، والمعدات المتنقلة لتنفيذ عمليات الاستطلاع وعربات مصفحة مثل مدرعات “Stryker” للقيام بدوريات وضمان أمن هذه المراكز.
الحسكة
وفي محافظة الحسكة الواقعة شمال شرق سوريا، لدى الولايات المتحدة 4 قواعد عسكرية، والأحدث منها تقع في بلدة تل بيدر شمال المحافظة وتحتضن 100 من عناصر القوات الخاصة الأمريكية تم نشرهم في إطار محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
أما الموقع الثاني تم إنشاؤه في منطقة الشدادي جنوب الحسكة ويوجد فيه نحو 150 مقاتلاً من القوات الخاصة الأمريكية بهدف دعم عمليات قوات “سوريا الديمقراطية” ضد “تنظيم الدولة”.
أما الموقع الثالث فيقع في منطقة تل تامر الزراعية على الحدود السورية التركية ويعمل فيه عدد غير محدد لعسكريين من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
حماية “سوريا الديمقراطية”
كما أقامت الولايات المتحدة مركزين لقيادة العمليات في مدينة منبج عام 2016 بعد أن انتزعت “قوات سوريا الديمقراطية” السيطرة عليها من “تنظيم الدولة”.
ويقع الموقع الأول في بلدة عين “دادات” قرب المدينة، وقالت “الأناضول” إن هذا المركز قد يستخدم من قبل القوات الخاصة الأمريكية لمراقبة تحركات فصائل “الجيش السوري الحر”، التي تحظى بدعم من القوات التركية.
فيما يقع مركز القيادة الثاني في بلدة “أثرية” ويستخدم من قبل الولايات المتحدة لضمان أمن عناصر “قوات سوريا الديمقراطية” أمام “الجيش السوري الحر”.
الرقة
كما ذكرت “الأناضول” عن وجود موقعين عسكريين أمريكيين في أراضي محافظة الرقة الشمالية. الأولى تقع في “تل مشتنور” جنوبي عين العرب وتحتضن فضلا عن عناصر من القوات الخاصة الأمريكية، مقاتلين من نظيرتها الفرنسية.
ويوجد الموقع العسكري الثاني في مدينة عين عيسى شمالي الرقة، والتي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية”، ويعمل فيها، حسب الوكالة التركية الحكومية، 200 عسكري أمريكي و75 عنصرا من القوات الفرنسية.
صرين
كما أقامت القوات الأمريكية موقعاً عسكرياً كبيراً في مدينة صرين شمال غربي مدينة عين العرب في محافظة حلب، ويجري استخدامها لاستقبال طائرات الشحن العسكرية. وأشارت “الأناضول” إلى أن هذا الموقع تجري عبره عمليات توريد الأسلحة والمعدات العسكرية لمقاتلي “قوات سوريا الديمقراطية”.
كما تستخدم القوات الأمريكية هذا الموقع كمركز للتواصل بين قوات التحالف الدولي ضد “تنظيم الدولة” ولتخريب الاتصالات بين مسلحي التنظيم.
غضب أمريكي
وفي تعليقها على ما نشرته وكالة “الأناضول”، أعربت الولايات المتحدة عن غضبها، أمس الأربعاء، وادعت أن “هذه الخطوة تعرض سلامة الجنود للخطر”. واعتبر المتحدث باسم البنتاغون أدريان رانكين-غالواي أن الكشف عن هذه المعلومات السرية يعرّض قوات التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية لمخاطر لا لزوم لها”، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال: “سنشعر بقلق شديد إذا أقدم مسؤولون في بلد حليف عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي على وضع جنودنا في خطر بشكل متعمد من خلال نشر معلومات سرية”. وأضاف: “أبلغنا قلقنا إلى الحكومة التركية”، رافضا التعليق على مدى دقة المعلومات التي كشفتها “الأناضول”.
وتعتمد الولايات المتحدة بشكل رئيسي على ميليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردي وفصائل كردية أخرى لمحاربة “تنظيم الدولة”، وهذه الميليشيات هي امتداد لـ”حزب العمال” الكردستاني المصنف على لائحة الإرهاب في كل من أمريكا وتركيا.
وطن اف ام