حدد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري أولويات الإدارة الأمريكية في محافظة إدلب، التي تتعرض لحملة عسكرية من قوات الأسد وروسيا أسفرت عن وقوع مئات الضحايا خلال أشهر.
وقال جيفري، السبت 11 كانون الثاني، في مؤتمر صحفي مصغر بمدينة اسطنبول حضره موفد وطن اف ام، إن الولايات المتحدة لديها مخاوف من التصعيد الحالي في محافظة إدلب.
وأضاف: “نحن متخوفون بخصوص التصعيد في إدلب، وهي مشكلة نواجهها الآن”.
المبعوث الأمريكي كشف عن سعي بلاده لتحقيق ثلاثة أشياء كأولوية للإدارة الأمريكية في إدلب، مشيرا بالقول: “نعمل على ثلاثة أشياء هناك، وهي ضمان عدم استخدام الأسلحة الكيماوية، والاستمرار في تقديم الدعم الإنساني للسوريين، والضغط اقتصاديا ودبلوماسيا على نظام الأسد وروسيا لكبح جماح تقدمهم هناك”.
وأقر جيفري بأن الاستراتيجية الأمريكية بطيئة في سوريا عموما وإدلب خاصة، معتبرا في الوقت نفسه أن نظام الأسد وروسيا “لم يربحا” كثيرا في إدلب بفضل تلك الاستراتيجية.
وفي هذا السياق نوه جيفري إلى أن بلاده وحلفاءها واجهوا بحزم روسيا ونظام الأسد في مجلس الأمن وأفشلوا مشروع وقف المساعدات إلى المناطق الخارجة عن سيطرته في الشمال السوري، وبالتالي تم تمديد آلية تقديم المساعدات لتلك المناطق ستة أشهر مقبلة.
هل أوقفتم دعم الائتلاف؟
وتجنّب المبعوث الأمريكي تأكيد أو نفي التقارير التي تحدثت عن قطع الإدارة الأمريكية، دعمها عن الائتلاف الوطني السوري بسبب موقف الائتلاف المؤيد للعملية العسكرية التركية شمال شرقي سوريا.
وردا على سؤال لموفد وطن عن حقيقة تعليق واشنطن دعمها عن الائتلاف السوري، تجاهل جيفري السؤال وركّز على دعم عناصر المعارضة في اللجنة الدستورية، مشيرا بالقول إن الإدارة الأمريكية تعمل بالقرب من الائتلاف السوري، وتركز على كل ما يجب لتطبيق القرار الأممي 2254.
وفي معرض رده على اجتماع الرياض 3 الذي أقامته الخارجية السعودية مؤخرا اعتبر جيفري أن “أي حدث يقوم به أي شخص ضمن المعارضة السورية أو من قبل الدول الداعمة يؤدي لتقسيم المعارضة السورية فذلك هدية لبشار الأسد”.
استراتيجية واشنطن في سوريا
وتحدث جيفري عن أساليب “تكتيكية جديدة” لتنفيذ استراتيجية بلاده في سوريا، معتبرا أن استراتيجية واشنطن ثابتة ولم تتغير.
وأوضح أن استراتيجية بلاده في سوريا تقوم على 3 أركان رئيسية؛ وهي إحداث تغيير سياسي عميق وكبير في بنية نظام الحكم في سوريا يعيد الأمن لها ولدول المنطقة، والركن الثاني هو انسحاب كامل لإيران والمليشيات التابعة لها كحزب الله من سوريا، وأما الثالث فهو التأكد من استمرارية هزيمة تنظيم “داعش” بالمنطقة.
والخميس الماضي، وصل المبعوث الأمريكي جيمس جيفري إلى تركيا في زيارة تخص الشأن السوري، والتقى بعدة مسؤولين أتراك بينهم وزير الدفاع خلوصي أكار، والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالن، ومن المقرر أن تكون العاصمة السعودية الرياض وجهته المقبلة للبحث في الملفين السوري والليبي.