تمنع القوات الأمريكية، روسيا من الوصول لبعض المناطق الاستراتيجية في شرق الفرات بسوريا، الأمر الذي ترضخ له موسكو بصمت، دون أي رد فعل سياسي أو احتكاك عسكري.
مصادر محلية ذكرت لمراسل وطن اف ام، أنه لليوم الثاني على التوالي تنشر القوات الأمريكية دورياتها بشكل مكثف على الطريق الدولي الرابط بين بلدة تل تمر والقامشلي شمالي محافظة الحسكة وذلك بعد محاولات روسية، مؤخرا الوصول إلى الشريط الحدودي شرقا.
وحاولت قوات روسية الأسبوع الماضي المرور عبر مدينة القامشلي الغنية بالنفط، والتي تضم قواعد ونقاط أمريكية في محيطها، للوصول إلى معبر سيمالكا التجاري على الحدود مع العراق لكن القوات الأمريكية منعتها بشكل مباشر وفق ما أكدت المصادر.
الأرض الحرام
ولم تتردد قوات أمريكية عاملة في إطار التحالف الدولي ضد داعش في طرد قافلة عسكرية روسية حاولت الوصول إلى حقول رميلان لإنشاء قاعدة عسكرية الأسبوع الماضي.
ولا تكتف الدوريات العسكرية الأمريكية بعرقلة حركات الجنود الروس، بل بدأت تجوب الطريق الدولي لمنع مرور أي قوافل أخرى، وقد وصلت بعض الدوريات إلى محيط تل تمر التي توجد فيها قاعدة عسكرية روسية.
وعلى الرغم من إعلان واشنطن الانسحاب شرقي سوريا إلا أنها أبقت على وجودها في القواعد القريبة من الحقول النفطية، وأرسلت مئات الشاحنات تحمل تعزيزات عسكرية ولوجستية إلى تلك القواعد.
جعجعة روسية
وبينما يفعل الأمريكيون ما يرونه لصالحهم شرقي سوريا، يلتزم الروس بشكل كامل بالأمر الواقع الذي تفرضه القوات الأمريكية، ويكتفي مسؤولو الكرملين بإطلاق التصريحات التي لا تعدو عن كونها جعجعة بلا أي تأثير وفق ما يرى مراقبون.
وفي أحدث تلك التصريحات قال نائب وزير الخارجية الروسية، سيرغي ريابكوف، إن موسكو تأسف لعدم تغيير واشنطن موقفها تجاه الوجود الأمريكي الذي وصفته بالـ “غير القانوني” في سوريا.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية، في بيان سابق، واشنطن بممارسة “اللصوصية” على مستوى عالمي، بعد إعلان نيتها حماية حقول النفط شرقي سوريا.