يسعى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إلى التوافق بشأن اختيار رئيس جديد له من خلال الوصول إلى حالة من الإجماع على اسم الرئيس بين مختلف الكتل المكونة له، درءًا لأي حالة استقطاب سابقة كانت ترافق عمليات الانتخاب.
وحسب معلومات المكتب الإعلامي للائتلاف، فإن الكتل الكبيرة عقدت بعد ظهر أمس اجتماعات موسعة من أجل التوافق على اسم رئيس الائتلاف الجديد، وأن هناك مرشحان يجري النقاش للتوافق على أحدهما بين كبرى المكونات في الائتلاف.
وأضافت مصادر المعارضة أن المرشحين اللذين يجري التوافق بشأنهما هما الأمين العام الحالي “نصر الحريري”، وسفير الائتلاف في تركيا الدكتور “خالد خوجا”، وأن فرص الاثنين متساوية من أجل التوافق، وإن كان كل طرف يرجح ارتفاع حظوظ مرشحه.
من ناحية أخرى تسعى الكتل المكونة للائتلاف للتوافق أيضا على اسم الأمين العام الجديد للائتلاف، ومنصب نواب الرئيس، حيث طرحت مجموعة من الأسماء يسعى أعضاء الائتلاف للتوافق عليها قبل طرحها لجلسة التصويت المقررة اليوم، وهو اليوم الأخير في الاجتماعات، إلا إذا لم يحدث توافق وتم تمديد الاجتماعات لأيام إضافية كما جرت العادة من قبل.
كذلك يناقش الائتلاف اليوم الأحد، ملف المبادرة الروسية والحوار المزمع إجراؤه في آخر أيام الشهر الحالي، حيث تجتمع الهيئة العامة مع الأعضاء الخمسة الذين وجهت لهم موسكو دعوات لحضور الحوار بين النظام والمعارضة في العاصمة الروسية.
وكانت الهيئة العامة للائتلاف قد واصلت أمس السبت، اجتماعات الدورة 18 في مدينة إسطنبول التركية، بمناقشة الأوضاع الميدانية في عموم سوريا، حيث قدم وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة “سليم إدريس” تقريره للهيئة العامة، وتم تشكيل 18 لجنة مختلفة لمتابعة أمور الائتلاف والحكومة المؤقتة.
وحسب المعلومات المتوفرة لكون الاجتماعات مغلقة أمام الصحفيين، فإنه نوقشت مبادرة المبعوث الأممي “ستيفان دي ميستورا” حول المناطق المجمدة، واجتماع القاهرة الموسع لأطياف المعارضة والمرتقب في الشهر الحالي، والمبادرة الروسية، من أجل إجراء حوار بين النظام والمعارضة.
وانطلقت الاجتماعات يوم الجمعة الماضي ومن المقرر استمرارها 3 أيام، ويتضمن جدول الأعمال مناقشة آخر التطورات الميدانية والسياسية على الساحة السورية، ولا سيما المبادرة الروسية، وخطة المبعوث الدولي “ستيفان دي ميستورا”، بالإضافة لمناقشة نتائج الزيارات الأخيرة لقيادة الائتلاف إلى كل من القاهرة والرياض.
وتوقع “نصر الحريري” الأمين العام للائتلاف، الجمعة الماضي أيضًا، أن تستضيف العاصمة المصرية القاهرة، اجتماعًا موسعًا يضم أطياف المعارضة السورية المختلفة، في النصف الثاني من شهر يناير/ كانون الثاني الجاري، بهدف التوصل إلى رؤية سياسية موحدة ووضع خارطة طريق للمرحلة الانتقالية في سوريا.
ويوم الخميس قبل الماضي، اقترح “ميخائيل بوغدانوف”، نائب وزير الخارجية الروسي، أن يلتقي ممثلون عن مختلف أوساط المعارضة السورية الداخلية والخارجية في موسكو نهاية يناير/كانون الثاني الجاري، قبل لقائهم المحتمل مع ممثلين عن النظام السوري، موضحًا أن الاقتراح يتضمن “استضافة اجتماع 20 أو 25 ممثلًا عن مختلف أوساط المعارضة السورية الداخلية والخارجية على حد سواء”.
وتعد روسيا من أبرز الداعمين لنظام بشار الأسد، عسكريًا وماديًا، كما استخدمت حق النقض (الفيتو) أربع مرات بمجلس الأمن لمنع صدور أي قرار يتضمن عقوبات أو إدانة للنظام السوري على “الجرائم والمجازر” التي تتهمه المعارضة وعواصم عربية وغربية بارتكابها خلال محاولة قمع انتفاضة شعبية اندلعت قبل نحو 4 أعوام.
وطن اف ام – الاناضول