الرقةمقالات

حسين غول إرجيه – يريدون للحشد الشعبي دخول الموصل من أجل المجازر

عندما كان يتحدث الرئيس أردوغان عن عملية الموصل قبل قال “اتضح أن الحشد الشعبي يتقدم فإذا كان له مستقبل فسيكون له ما سيراه أيضاً “.

كان هذا نتيجة مجهود الدول التي تريد جر تركيا نحو الصراع السني-الشيعي في المنطقة وعلى رأسهم الولايات المتحدة وإيران.

الحشد الشعبي هي الميليشيات التي صنعتها إيران لتكون نفس هيكلة الحرس الثوري الإيراني ولكن في العراق وتدرب هذا الميليشيات على يد جنرالات إيرانية ويقدر عدهم بنحو 200 ألف مقاتل والآن يتم استبداله رسمياً عن الجيش العراقي في المعارك فيتم استخراج دولة جديدة من بعد إيران تحت سيطرة النظام الإيراني وتغتنم الايران الفرصة لكي تحكم تحت اسم القومية الفارسية في منطقتنا.

هناك لعبة كبيرة تلعب ضدنا، وحليفتنا منذ سنيين الولايات المتحدة والتي تظهر عدائها أيضاً منذ سنين ضد إيران تتحرك الآن جنباً إلى جنب مع إيران في عملية الموصل محاولةً تعطيل دورنا في السياسة الخارجية.

وفي شهر حزيران الماضي أوضح السفير الأميركي في بغداد “ستيوارت جون” أنهم على تماس مباشر مع ميليشيات الحشد الشعبي مع توجيه احتراماتهم للميلشيات بسبب مساهمتها بالحرب ضد تنظيم داعش وفي نفس الوقت تقوم الولايات المتحدة بالتحرك مع ميليشيات الحزب الديمقراطي الكردي ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا!

وساهمت ميليشيات الحشد الشعبي الذي تأسس عندما نادى المرجع الديني الشيعي آية الله علي السيستاني إلى الجهاد بجلب عناصر شيعية ذات عقيدة راديكالية إلى الساحة العراقية فيهاجمون السنة دون تمييز ويقتلون المدنيين ويحرقون كل ما يعود للسكان السنة من أشياء وبيوت حيث إن ميليشيات الحشد الشعبي جمعت تحت سقفها ما لا يقل عن 15 مجموعة مسلحة و43 من القبائل الشيعية عدا عن أنه يتواجد فيه مجموعات شيعية كردية وتصرف رواتب القياديين والمدراء في الحشد الشعب عن طريق حكومة بغداد المركزية.

ما قاله الرئيس أردوغان لم يكن عبثاً فقد صرحت ميليشيات الحشد الشعبي فيما يخص مسألة مخيم بعشيقة في العراق أن الميليشيات مستعدة من أجل مقاتلة القوات التركية المتواجدة في المخيم متحدية بذلك تركيا.

لماذا تصر كل من الولايات المتحدة وإنكلترا وفرنسا وإسرائيل وإيران على تعطيل دور تركيا في سياستها الخارجية؟ لماذا تفضل الدول الغربية العمل مع إيران عن العمل معنا؟

لأنهم يريدون تفجير صراع دموي طائفي بين السنة والشيعة في المنطقة من أجل تحقيق مشروع الشرق الأوسط الكبير عدا عن أنهم يحاولون منذ 150 عام تفجير صراع في تركيا بين السنة والعلوية في الأناضول وإشعال حرب أهلية بين الأتراك والأكراد.

يريدون إدخال ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية إلى مدينة الموصل التي تحوي على مليوني سني من عرب وتركمان لكي يفعلوا المجازر بها.

ولكن هذه الأمة تستطيع إفشال مخططاتهم كما أفشلوها في معركة “تشان أكلي” وفي محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز.

وإلى الآن هناك يخرج من يسأل ماذا لنا في الموصل كي نتدخل بها ألم يفهموا بعد أنهم ينصبون الفخاخ لتركيا من أجل القضاء على وحدتها ومستقبلها عن طريق إيصال الحرب الطائفية والمذهبية لأراضيها أيضاً.

فلو نجحت محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها تنظيم فتح الله غولن في 15 تموز لكان الآن حزب العمال الكردستاني يؤسس دولته في جنوب شرق تركيا مع إعلانه للحرب الأهلية فيها.

فنحن الآن في مواجهة حملة تهدف إلى احتلال الأناضول لذلك أم نسمح بإنشاء ممر كردي في شمال سوريا من شأنه أن يساعد حزب العمال الكردستاني في إنشائه دولته لا يمكننا المخاطرة في أمننا ولا يمكننا أن نقف نتفرج على المخطط الذي يهدف لإشعال حرب مذهبية في المنطقة مركزها مدينة الموصل حيث يراد من تركيا أن تكون بلد غير مؤثر في المنطقة ومغلق على نفسه.

فإذا قبلنا بعدم وجودنا في الموصل فإننا نكون تخلينا عن ادعائنا أن تركيا دولة كبيرة وقوية.

المصدر : صحيفة ستار ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى