الرقةمقالات

برييل ديدي أوغلو – انعدام الثقة الروسية التركية في سوريا ! (مترجم)

في العديد من دول العالم تواجه سياستها مشاكل تحدثها المؤسسات العسكرية او المخابراتية ففي العام الماضي وحسب وثائق باناما تم تنفيذ محاولة انقلاب ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيث زعم أنه كان سينفذ انقلاب في القصر من قبل قلة تابعة للمخابرات الأميركية المركزية والجدير بالذكر أنه لوحظ محاولة لمحاكمة بوتين ودائرته بسبب قضايا مالية وحصل أمر مشابه لترامب أيضاً ولكن المحاولات التي كانت متعلقة به جلبت له المزيد من السلطة ولم يختلف أسلوب الإدارة لدى الرئيسين فكلاهما قام بتغييرات جذرية في وحدات الأمن والاستخبارات ومع ذلك ليس من الواضح كم من الممكن أن يثق كل من بوتين وترامب بمؤسسات بلاده العسكرية.

الجزء المتعلق بعمل ترامب ليس واضحاً بعد ولكن العديد من السياسيين يشعرون بالحاجة إلى ترك الباب مفتوحاً على إمكانية الفشل في استكمال مدة ولاية الرئيس ولربما يكون ترامب على علم بالذين يحاولون إجباره على الفشل بالعمل ويشجعونه على فعل الأخطاء ويعلم ما الذي يريدون فعله.

وضعية الانتظار الخطرة

أما الجزء المتعلق ببوتين فهو أكثر تعقيداً لأن المؤسسات التي لا يثق بها الرئيس في الولايات المتحدة لا تقوم بصنع القرارات والوسائل العسكرية أما في روسيا فهنالك العديد من المؤسسات التي تمتلك أسلحة مما يجعل بوتين محق بعدم ثقته بها عدا عن أن الرئاسة في روسيا لديها تحركات متعلقة بدول وأماكن أخرى بحسب النظام العالمي وهذه الأماكن ولو كانت تابعة للدول الغربية يمكن أن تُعرف على أنها أوراسية.

وبالنسبة لبوتين فإن الدول الغربية أو الأوروبية لديها نظرات سلبية تجاه هذه المنطقة ولا نعلم بعد إذا ما كانت الولايات المتحدة ضمن هذه الدول الغربية ولربما هنالك بعض المؤسسات في الدولة قد اعتقدت أنه حان الوقت لإجبار بوتين على اتخاذ إجراءات تجاه هذا الأمر.

ومن المعلوم أن كل القوات المسلحة التي تحارب تنظيم داعش قد اجتمعت في نفس المنطقة منتظرين أوامر الهجوم وإذا سألنا ما الذي ينتظرونه فسيكون الرد هو ما الذي سوف تتفق عليه الولايات المتحدة مع روسيا وعلى هذا الأساس سوف يظهر كل من إيران ونظام الأسد والأحزاب الكردية والجيش السوري الحر وحتى تركيا موقفهم.

إذاً هذا هو وضع الانتظار وهذا الوضع هو الوقت الملائم للاستفزاز.

ضربت روسيا الجيش التركي عن طريق الخطأ وحيث قامت السلطة السياسة والعسكرية بتقييم الحالة أولاً وهو ليس بالأمر الذي لا يحصل فبحالات القتال يحدث الكثير مثل هذه الأخطاء ولكن إذا ما تم بناء شبهة على حدث مثل هذا فهو لم يعد بالأمر الخطأ بل يحوي على معانٍ سياسية.

وكان بعد البيان الأول بوقتٍ قصير زعمت روسيا بعدم إمداد تركيا لها بالمعلومات الضرورية لكن القوات المسلحة التركية أصرت على أنها قد أرسلت لروسيا المعلومات التي تريدها قبل أيام عدا عن أن الحادثة وقعت بالتزامن مع زيارة رئيس المخابرات الأميركية إلى تركيا مما جعل الادعاءات الروسية تحيطها الشبهة بسهولة أكبر ومن غير المعلوم إذا ما كان للحادثين ارتباط ببعضهما.

ولو كان كلا الطرفين يتحدثان عن مشكلة غير السوء في التنسيق لما اعتقد أن أحدهما يقول غير الحقيقة والمعنى الذي يستنتج من ذلك أنه عندما تريد تركيا أن تقوم بعمل وحدها فهذا معناه أنه ستصبح خارج التحالف الروسي.

ولذلك فإن هذه الحادثة تدل على زعزعة وعدم الثقة في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ومع عدم إعطاء قرار من السياسيين على ماذا سيتم بناء السياسة المشتركة من الممكن العودة إلى نقطة أزمة إسقاط الطائرة وهذا يدل على خطر أكبر من الخطر السابق.

المصدر : صحيفة ستار التركية / ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى