الرقة

نيلغون غموش – أين أردوغان من الرقة بعد فوز الاستفتاء ؟! (مترجم)

 

من المتوقع أن يعود الملف السوري إلى المقدمة ضمن جدول الأعمال بعد الانتهاء من عملية الاستفتاء.

ففي الأيام التي كانت بها تركيا مشغولة بعملية الاستفتاء الشعبي قامت قوات سوريا الديمقراطية ” قسد” الذي يعد أهم عنصر فيها هو تنظيم “يي بي كي” الذي تعده أنقرة تنظيماً إرهابياً بتشكيل مجلس مدني لإدارة مدينة الرقة من بعد اخذها من تنظيم داعش الإرهابي.

وأتت بعد ذلك الأخبار من الجيش السوري الحر الذي كان قائماً على عملية درع الفرات أنه شكل درع الشرق من أجل إبعاد قوات نظام الأسد وتنظيم “بي كي كي” وتنظيم داعش من شرق سوريا.

كلمة سر البيت الأبيض في سوريا

في المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس ترامب من أجل تهنئة أردوغان كانت أحد المواضيع التي تم الحديث عنها هي محاربة تنظيم داعش وبالفعل أوضحت مساعدة المتحدث الرسمي في البيت الأبيض “سارة هوكابي سانديرس” عن سبب تهنئة الرئيس ترامب للرئيس أردوغان في الوقت الذي خلقت به نتائج الاستفتاء جدلاً واسعاً في الداخل التركي حيث قالت: “كان الهدف الأول من المكالمة هو التهنئة والهدف الثاني والأهم هو التحدث عن المصالح المشتركة مع الشريك التركي والحليف في حلف الشمال الأطلسي والشرق الأوسط هو منطقة جغرافية صعبة واحيانا يتوجب علينا ان نشترك جميعنا مع بعض للمساعدة على التغلب على الاستبداد كما هو الحال في سوريا”.

وعندما تم سؤال سانديرس عن إذا ما كان الرئيس يهتم بتقدم الديمقراطية في تركيا اجابت ” إن الرئيس يدعم الديمقراطية، إلا أن الأولوية رقم واحد لديه هي حماية الأمريكيين وضمان أمن أميركا”.

وأكدت التصريحات التي خرجت من أنقرة عن أن المكالمة التي دارت بين أردوغان وترامب قد تطرقت للملف السوري حيث قال وزير الخارجية جاويش أوغلو عن تذكيرهم لأهمية التحرك مع الجهات الصحيحة وبالأخص ضمن عملية الرقة.

قبل ثلاثة أيام من الاستفتاء الشعبي كان وزير الدفاع الوطني “فكر اشيك” في واشنطن وهنا أيضا كان الموضوع الرئيس عملية الرقة حيث تم الحديث عن أنه لو تم استبعاد قوات “بي يي دي” و “يي بي كي”.

حيث تقول تركيا أنه يجب تحرير مدينة الرقة ذات الأغلبية العربية من قبل الجيش السوري الحر والمعارضة المعتدلة التي يتم تدريبها من قبل الولايات المتحدة.

وفي بيان صحفي أجراه وزير الدفاع الأميركي الذي التقى مع الوزير “اشيك” أكد فيه تضامن الولايات المتحدة مع تركيا في حربها ضد تنظيم داعش وتنظيم “بي كي كي” الإرهابي ومع ذلك لم يكن هنالك تأكيد على “يي بي كي” و “بي يي دي”.

و الرئيس ترامب في نهاية شهر كانون الثاني عند استلامه لمهامه كرئيس للولايات المتحدة كان قد طلب من البنتاغون إعداد خطة خلال شهر واحد من أجل القضاء على تنظيم داعش ومع عرض البنتاغون للخطة التي أعدها لم تزل الولايات المتحدة غير قادرة على اتخاذ قرار نهائي تجاه معركة الرقة.

لم تزل قوات سوريا الديمقراطية محاصرة الرقة

لم تزل المعركة التي بدأها ” قسد” الذي يعد تنظيم “يي بي كي” الإرهابي أحد أهم عناصره مستمرة للسيطرة على مدينة الرقة بدعم من قوات التحالف وقوات الولايات المتحدة.

وفي الأسبوع الماضي صرحت قوات سوريا الديمقراطية عن اطلاقها للمرحلة الرابعة من أجل السيطرة على شمال الرقة وأقرب مكان يتواجد به “قسد” عن مدينة الرقة ذات العدد السكاني الذي يقدر ب 300 ألف نسمة في الشمال الشرقي يبعد عن المدينة 8 كم ، وهناك لدى قوات “قسد” ما يقارب 500 سيارة مدرعة وأسلحة جاءت من الولايات المتحدة وجنود تابعين لهم.

وبعض المسؤولين في وزارة الدفاع كانوا قد صرحوا عن إتمام هذه العملية مع قوات “قسد ” وتركيا التي بدأت بحركة درع الفرات من أجل منع قيام ممر كردي في الشمال السوري هي منزعجة من مشاركة قوات “قسد” في معركة الرقة ودخولهم إليها لأن المناطق التي ستسيطر عليها قوات “قسد” ستكون في معزل عن باقي أراضي الداخل السوري.

ومن ناحية أخرى صرحت قوات “قسد” عن تشكيلها لمجلس مدني في يوم الثلاثاء من أجل إدارة منطقة الرقة من بعد خروج تنظيم داعش منها ويقال انه حضر الاجتماع ممثلين عن القبائل العربية والتركمان والأكراد وبحسب الأخبار التي أوردتها مواقع الاخبار الكردية أنه تم وضع رئيسين مشتركين للمجلس أحدهما عربي والأخر كردي وبعض العشائر العربية الكبيرة لم تكن مشاركة في المجلس أما عن الرئيسة المشتركة للمجلس وهي كردية ليلى محمد تقول أنها ستدير المدينة وريفها في إطار التعايش والأخوة بين الشعوب.

زيارة الرئيس إلى واشنطن

من المحتمل أن يتم النقاش حول عملية الرقة في الرحلة المرتقبة للرئيس أردوغان إلى واشنطن في 15-16 أيار من أجل لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

والسؤال الذي يدور على نحو متزايد هل الرئيس الذي أطلق على نظام الأسد 59 صاروخ توماهوك ورمى على أفغانستان “أم القنابل” وجعل من حاملة الطائرات تقترب من كويا الشمالية لديه حقاً استراتيجيات للسياسة الخارجية.

من الواضح أن دونالد جون ترامب سيكون الرئيس الأميركي الذي لن يخجل من إظهار قوة أميركا وأهم أولوياته هي تسليط الضوء على السياسة الخارجية لأميركا ،والنقاش حول معركة الرقة سيكون من الجيد النظر إليه أولاً من النظارة الأميركية.

المصدر : صحيفة حريات ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى