حلبمقالات

هلال قابلان – هل فعلت تركيا ما بوسعها لحلب ؟ (مترجم)

يقولون عن الذين بقوا يحاربون في سورية “عصابات جهادية” ويقولون عن الذين التجأوا إلينا لكي يحموا شرف نسائهم وينقذوا حياة أطفالهم أنهم جبناء فروا من الدفاع عن وطنهم.

يحاصر الآن نظام الأسد في حلب شرقية 100 ألف مدني داخل مساحة تقدر ب 5 كيلو متر وليس لديهم ماء ولا كهرباء ولا خدمات صحية وتواصل قوات النظام قصفها المستمر عليهم ويدخل بيوت الناجين من القصف لإبادتهم في مدينة فارغة من علامات الحياة وتشارك صور وفيديوهات الضحايا في كل ساعة على وسائل التواصل الاجتماعي حيث تحوي جميعها على صرخات الضحايا للحصول على المساعدة نعم هنالك إبادة جماعية في القرن 21 تبث علناً ودول الجامعة العربية صامتة ودول منظمة التعاون الإسلامي صامتة أيضاً والأمم المتحدة كما هي العادة في غرفة الإنعاش.

تركيا هي البلد الإسلامي الوحيد الذي تعمل على فتح ممرات إنسانية إلى حلب ولم تزل ترفع صوتها لمناصرة الشعب السوري بالرغم من كل الضغوطات التي تتعرض لها وفي بيان صدر الأمس من وزارة الخارجية التركية يجرم به نظام الأسد والدول الداعمة له من جهة، ومن ناحية أخرى أخذ زمام مبادرة فتح ممرات إنسانية إلى حلب ومن بين المعلومات التي حصل عليها البارحة أجرى الرئيس أردوغان ثلاثة اتصالات بالرئيس الروسي بوتين.

في تلك الليلة المشؤومة التي تم تفجير قنبلة صوتية فيها على جسر شهداء 15 تموز واعتقدنا أنه تفجير إرهابي في إسطنبول أول ما بدر لذهننا أنه لدينا إخوة في سوريا يعيشون هذا الرعب في كل يوم وفي كل ساعة والآن نحن نفكر بهم أيضاً ومع مرور كل ثانية ندرك أنهم ذاهبين نحو نهاية وحشية غير إنسانية.

كتب على أحد الجدران في حلب “لم يعد الموت مخيفاً لنا فالحياة هنا مخيفة أكثر”

واحد أطفال حلب يدعى عمار يصرخ قائلاً “الطائرات منذ الصباح تضربنا لقد تفحمت جثث الأطفال”.

هنالك بعض الإسلاميين يتهمون الرئيس ومن دون خجل بما يحصل في حلب فلتضعوا يدكم على ضمائركم وقولوا أي منظمة من منظمات المجتمع المدني استطاعت خلق وعي شعبي تجاه القضية السورية كالذي صنعه أردوغان ؟

أهنالك عالم أو شيخ أو أستاذ استطاع أن يحشد شعبياً لمناصرة اللاجئين السوريين كما فعل أردوغان؟

لا بل عندما علت أصوات المؤيدين للأسد في الداخل التركي بخطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين لم يتفوه أحد منكم بكلمة ولم تواجههم.

وفي رأيي ليس هنالك داعٍ لأن تضعوا أيديكم على ضمائركم يكفي لأن تنظروا إلى المرآة فتفهموا. 

المصدر : صحيفة صباح التركية ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى