حلبمقالات

أونال تشيفكوز – كم سنة تحتاج سوريا لتتعافى؛ إن حصل السلام بداية 2017 ؟ (مترجم )

منذ انتهاء عام 2010 إلى الان تكون سوريا قد قضت ستة أعوام منذ أن دخلت في حيز الفوضى ومع سيطرة نظام الأسد على مدينة حلب تفتح الحرب السورية صفحة جديدة بها ولكن الكل يعلم أنها لن تكون الصفحة الأخيرة.

وفي الواقع، إن العامل الأكثر أهمية في تغيير اتجاه الصراع في سوريا كان مع تدخل روسيا بشكلٍ فعلي بالحرب السورية في سبتمبر من عام 2015 وكان قبل تلك الفترة قد استطاعت جميع فصائل المعارضة بما حوت من مجموعات معتدلة أو جهادية أو متشددة أن تحقق انتصارات على نظام الأسد نسبياً ولكن لم تكن تلك المجموعات تملك تنظيم فيما بينها أو قيادة موحدة.

وكان التقدم العام للمعارك يركز على الاستيلاء على المدن السورية الكبيرة التي تساهم باقتصاد البلاد حيث عمل النظام الذي يسيطر على دمشق وحمص اللاذقية على استهداف مدينة حلب التي كانت تسيطر قوات المعارضة على جزء كبير منها ومع التدخل الروسي الذي عمل على تغيير مسار الحرب مما سهل على النظام إتمام عمله والآن يسيطر النظام على أكبر مدن سوريا مدينة حلب.

وتعتبر روسيا المنطقة الموجودة بين منطقة حمص واللاذقية بالإضافة إلى طرطوس حامية لمصالحها الاستراتيجية ولن تتخلى عنها أبداً وهذه علامات على مستقبل الخريطة السورية في المستقبل.

ويحاول نظام الأسد بخلق جغرافية جديدة له في غرب سوريا في المدن الكبيرة مع وجود القوات المناهضة للنظام والمحاصرة في الوقت نفسه والتي لم تزل تقاومه.

ومن الواضح أنه في المرحلة الحالية من الخطأ انتظار النظام ليتحرك نحو وسط وشرق سوريا لذلك فإنه سيتخذ ادلب هدفاً له من بعد حلب.

ومن الواضح للجميع أن النظام لا يسيطر على القسم الأكبر من الأراضي السورية ولكن ستكون ادلب بالنسبة له كافية من أجل سوريا التي يحلم بها وهذا معناه أن المرحلة القادمة ستعيش ادلب ما عاشته حلب قبلها.

ولكن نستطيع أن نقول أن سقوط ادلب لن يكون بهذه البساطة عدا عن أن ادلب تحوي فصائل للمعارضة أكثر فعالية ومع توجه النظام نحو ادلب فستكون هناك مأساة ومجازر يرتكبها أكبر من تلك التي عاشتها حلب.

ومن المعلوم أن فصائل المعارضة التي لم تستطع أن تجتمع للتوحد تحت فصيل واحد بسبب الاختلاف بالأفكار فيما بينها استفادت كثيراً في الست سنوات الماضية من الحدود السورية التركية ويقال اليوم أن هذه الفصائل غاضبة جداً من تركيا وتتخذ موقفاً ضدها وسبب غضبهم هو اعتقادهم أن تركيا لم تقدم الدعم الكافي لهم وهذا يشير أيضاً إلى ثقتهم بتركيا عندما بدأت الثورة ضد نظام الأسد.

أما بالنسبة لتركيا فهي منذ أن بدأت الحرب في سوريا تصرح أنها ضد نظام الأسد ومن بعد دخول روسيا واجهت تركيا صعوبات بالمشاركة في الخطاب المناهض لنظام الأسد وقد أدى ذلك إلى انخفاض تدريجي في مواجهة المعارضة للنظام.

وقبل أن تبدأ تركيا بحركة درع الفرات كانت أكثر قوة بإعطاء توجيهات فاعلة ضد المشكلة في سوريا وكانت تلعب دوراً في توجيه المعادلة بالتعبير عن ردود فعل سلوك العناصر المسلحة المختلفة في المنطقة.

ومع بداية تركيا للعملية العسكرية وسيطرتها بنفسها على ديناميكيات الحرب في سوريا بدأ تأثيرها على الفصائل يخف تدريجياً ومن هنا أتى مصدر غضب وإحباط العناصر المسلحة من اعتمادهم على تركيا ليس من أجل قيام تركيا بعملية درع الفرات بل من أجل قيادتها للعملية بنفسها.

وهناك قسم كبير من الشعب السوري الذي هجر من بلده وذهب إلى جميع أنحاء العالم بما فيهم الثلاث مليون سوري الموجودون في تركيا يؤمنون أن تركيا ستنهي الفوضى في سوريا بيوم وليلة وسيعودون إلى بلادهم وحتى أنهم يعتقدون عند قدوم ذلك اليوم أن تركيا ستلعب الدور الأكبر في إعادة الإعمار والمساهمة بمبادرة التنمية في سوريا.

فلنفرض أنه تم إحلال السلام بسوريا نهاية عام 2016 وحلت جميع المشاكل فيها واضطرت تركيا بقبول وجود نظام الأسد في المرحلة الانتقالية ولنفرض أنها قبلت بالاتفاق معه على مشاريع التنمية وإعادة الإعمار فسنكون أمام مرحلة مخيفة جداً.

وفقاً للحسابات بالسعر المحدد عام 2010 تحتاج سورية إلى استثمار بقيمة 200 مليار دولار للعودة إلى الوضع الاقتصادي التي كانت عليه عام 2010

وإذا ما افترضنا أنه تم تحقيق هكذا استثمار فإن البلاد تحتاج لعشر سنوات من العمل كي يتم العودة إلى الاقتصاد التي كانت عليه عام 2010 أي كي تصبح سوريا في عام 2027 كما كانت اقتصاديا عام 2010 نحتاج إلى 20 مليار دولار

والذي يفهم من المرحلة التي وصفتها فوق أنه إذا ما تم إحلال السلام اليوم في سوريا فسوف نستمر بكوننا جيران لنظام ظالم لا يعلم ما معنى المساواة في العيش لمدة عشر سنوات.

المصدر : حريات ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى