حماةمقالات

أسامة إبراهيم – من هو الرئيس الذي زار ريف حماة؟

جولة بشار الأسد في قرى ريف حماة ، بتفاصيلها العفوية غصبا عنها ، تحمل عنوانا واضحا ، تقوله اللهجة الواحدة التي تكلم بها اصحاب البيوت التي دخلها والتي تؤكد أنهم من تصنيف واحد ، يقول بشار صراحة : هؤلاء من وقفوا معي سأكرمهم على طريقتي فهم وقفوا معي.

عندما شلح بشار حذاءه ودخل البيوت التي يدق الفقر فيها اسافينه الفاجرة ، قامت زوجته بمكرمة أخلاق لم يسبقها اليها أحد وهي أن أقامت حافظ ابنها عن الكرسي وأجلست المرأة الكبيرة بذريعة أن الجلوس للاكبر سنا ، هنا أسأل عن دور المعارضة في الداخل وكما تساءلت مرارا عن دورها في التواصل مع الانسان السوري ، فالمعارضة تقدم نفسها الى اليوم انها مغلوبة على امرها وعلى قول محمود درويش « لا إخوة لك يا أخي ، لا أصدقاء »، فانعدام الأصدقاء والداعمين يرفع عن هذه المعارضة اعباء كثيرة ويخلصها من المسؤولية الأخلاقية تجاه الإنسان السوري فهي اقل ما يقال لا تمتلك ناصية إسقاط النظام بلحظة عبر ريموت كونترول كما يتمنى كل سوري قضى هذا النظام على كل أمل وحلم لهذا السوري بأن يكون ذات يوم إنسانا ، ما يؤكده مشهد وصرخة شاب سوري.

وقف بجانب بشار وهو داخل سيارته ، وبكل الود سلم عليه وأردف « جبله كولا لسيادة الرئيس ». فمن هو هذا الرئيس الأكثر من شعبي و الذي هدم سوريا فوق رؤوس أهلها لست سنوات خلت ، هو من هتف له اللواء بديع وقطيع من ضباط الحرس الجمهوري معه « شبيحة للابد لأجل عيونك يا أسد « وذلك من داخل جامع بابا عمرو بعد انتهاء عملية اقتحام الحي وسيطرة جيش النظام مجددا عليه وبذلك أبدع هذا الرئيس مهمة جديدة للجيش السوري وهي أن يكون ميليشيا شبيحة يهتف بحياة شخص، أقل مهامه هي ابعد ما تكون عن مهامه التي حددها الدستور بقتل المدنيين وتهجيرهم .

هو الرئيس نفسه الذي ظهر في عدرا يقابل من بقي من سكانها بعد أن هجرهم ويقول لربة البيت منذ اربع سنوات : « سنؤمن لك الدواء لزوجك المقعد « وبذلك ينزل بمهام رئيس الجمهورية إلى مستوى تأمين علبة دواء لا أكثر. الرئيس نفسه الذي خلّفت قوات حليفه الروسي وطائراته مئات المعاقين ومشوهي الحرب غير المفقودين ومن قتلوا . 

يركب سيارته وينزل بين الناس الذين وقفوا معه فقط قائلا صراحة : من وقفوا معي سيكملون معي ، الرئيس نفسه يصالح الطرف الخاطىء ، الرئيس نفسه يكمل اعلان الحرب على شعبه من ريف حماة التي اختارها صباح العيد لتكون مسرحا يشق فيه السيد الرئيس صفحة الوطن علنا وهو يعتقد أن رسالته ستفهم على أنه مبدع جديد من مبدعي التواصل ببعد انساني مع اهل بلده .هو الرئيس نفسه الذي لم يقل لنا لماذا مثلا لم يختر قرى مثل صوران واللطامنة في ريف حماة وهي أيضا قرى هدمها طيرانه واحرقها عن بكرة ابيها، حتى أن جيش الدفاع الوطني سرق حديد أسقف بيوت أهلها . 

كان يكفي يا سيادة الرئيس أن تقوم بنفس الزيارة قبل 30/03/2011 لدرعا وتمر ببيوت الأطفال الذين اعتقلهم الأمن السياسي ونكّل بهم , وتشرب في بيوتهم المتة , تلك الساعة لكنت حكمت سوريا حسب شعارك « للأبد « . لكنك لم تفعل وقتها والآن يقول لك التاريخ : لقد تأخرت كثيراً يا سيادة الرئيس ولا ينفع معك ها هنا ولاةَ ساعة مندمٍ فأنت رئيس هؤلاء فقط من زرتهم صباح العيد ولست رئيس الجمهورية العربية السورية وشعبها الحر . 

المصدر : القدس العربي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى