بعد تطور الخلافات التي ظهرت تدريجا بين قوات النظام من جهة والفصائل الفلسطينية المساندة لها من جهة ثانية، وتوسع حدتها إلى أن شملت على عمليات التصفية والاغتيالات في صفوف القوات الفلسطينية التي تتململ من أوامر ضباط النظام، وتتردد في تنفيذها، وخاصـــة بعد رفض ضباط النظــــام التعاون مع هـــذه الميلشيات وتركها تواجه مصيرها أثناء معاركها ضد كتائب المعارضة، واكتفاء قـــوات النظام بالتغطية النارية من مسافات بعيدة تضــــمن سلامة المقاتلــــين، وفي المقابل إلزام ضباط بشار الأسد العناصر الفلسطينــــية بالقتال على مختلف الجبهات، وبعيدا عن مخيماتهم التي يرابطون على تخومها، بدأ النظام السوري يروج لاغتيال قادة الفصــــائل الفلسطينية الموالية له، ومسؤولي الصف الأول، والمشرفين على خطط المعارك وسيرها، دون سابق إنذار.
وبدأ النظام بـ«ياسر قشلق» رئيس حركة فلسطين حرة الموالية له، حيث أشاع تعرضه والوفد المرافق له إلى محاولة اغتيال بقذائف الهاون عن طريق استهدافه بشكل مباشر في محيط ساحة الريجة، في مخيم اليرموك بالمنطقة الواقعة جنوب العاصمة، أثناء جولة قشلق التفقدية للجناح العسكري للحركة، بحضور قادة مجموعات الجناح العسكري، حيث كانوا يقومون بإطلاع قشلق على مجريات المعارك وآخر التطورات.
وأثناء زيارة قشلق للأنفاق التي يشرف على تنفيذ حفرها، ويسيطر عليها مقاتلو الحركة والقيادة العامة، في مخــــيم اليرموك في شارعي الثلاثين وفلسطين، وصولاً إلى محيط ساحة الريجة، وثانــــوية اليرمــــوك للبنات، سقط العديد من قذائف الهاون في أماكن تجول الوفد والقادة العسكريين من الحركة الفلسطينية، وهي المنطقة التي ترابط على أرضها الميليشيات الفلسطينية، وتتكفل قوات النظام بالتغطية النارية والقذائف الصاروخية فقط، سارع النظام بالإعلان عن محاولة اغتيال قشلق بواسطة قذائف الهاون، واتهم المعارضة المسلحة المرابطة في مخيم اليرموك بذلك.
أجرت صحيفة القدس العربي عدة لقاءات مع قادة ميدانيين في كتائب المعارضة وبعض المقاتلين، فكان رد «أبو حمزة» وهو الاسم الحركي لقائد عسكري لإحدى أكبر كتائب المعارضة المقاتلة في جنوب دمشق، بالنفي القاطع بعلم فصائل المعارضة بزيارة قشلق إلى المنطقة، أو حتى استهداف موكب أو فد عسكري خلال اليومين الماضيين، وذلك لعدم شعورهم بحركة غريبة في الأجزاء الخارجة عن سيطرة الكتائب المقاتلة، وقال بطبيعة الحال يقوم النظام السوري بشكل يومي باستهداف «ساحة الريجة» بالقذائف والصواريخ، وهي المنطقة التي تسيطر عليها كل من جبهة النصرة، وحركة أحرار الشام الإسلامية.
وأردف: إن عمليات الاغتيال لا تتم عبر القصف بقذائف الهاون، التي تعتبر عسكريا من أنواع القصف العشوائي، وفي حال استهدفنا الوفد فإن ذلك سيكون مدعاة فخر لنا، ولن نخفي استهدافنا لأي شخصية تعتبر أحد أهدافنا فعلاً.
بينما أكد «نهاد» وهو ضابط عسكري وميداني في مخيم اليرموك، عدم استهداف محيط ساحة الريجة بقذائف الهاون، وهي التي تعتبر خط اشتباك، وعدم حصولهم على أي معلومات تفيد بزيارة وفد أو قادة عسكريين وضباط إلى المنطقة الخارجة عن سيطرتهم، وأشار إلى أن: كل ما يحاول النظام إشاعته من محاولة اغتيال قشلق، ربما لتبرير استهداف النظام نفسه لمكان زيارة «رئيس حركة فلسطين» وعدم تحقيق الأهداف المرجوة في محاولة قتله بقذائف الهاون، أو عدم التمكن من إصابته، مما دعاه إلى المسارعة في تلفيق إشاعات وإلصاقها بالشماعة الوحيدة لديه وهي كتائب المعارضة.
وكان النظام قد زج بالقوات الفلسطينية الموالية له من كل من عناصر الجبهة الشعبية الفلسطينية، وفتح الانتفاضة، وجبهة النضال والدفاع الوطني قطاع المخيم، وقطاع التضامن، مع عدد قليل من فرع المنطقة التابعين لعناصر الأمن العسكري الذين تطوعوا في صفوف الميليشيات الفلسطينية، زج بهم لاقتحام مخيم اليرموك، وعلى جميع الجبهات، وامتنع عن السماح لجنوده بالمشاركة في المعركة التي اعتبرها «فلسطينية فلسطينية» ولكن على الأرض السورية، وتعهد بالتمهيد المدفعي واشتراك الطيران المروحي والنفاث لدعم القوات التي ترغب بالتقدم على محوري اليرموك وفلسطين من المقاتلين الفلسطينيين فقط.
المصدر : القدس العربي
ياسر قشلق زو وجهين … ستعلمون عنة قريبا ..