ماذا يجري في مقر القيادة المشتركة لتحالف تركيا والسعودية؟ هل ستكون حلب عاصمة «سوريا من دون الأسد»؟ هذا عنوان موقع «فردا نيوز» المقرب من المحافظين في مجلس النواب الإيراني الذي نشر مقالاً تحليلياً حول انتصارات المعارضة السورية الأخيرة في شمال سوريا، وكتب أن الانتصارات المفاجئة وغير المسبوقة للمعارضة السورية في عملية فتح إدلب وجسر الشغور، ضاعفت أمل إئتلاف تركيا والسعودية، وأن نتيجة ارتفاع الثقة بالنفس كانت بدء المرحلة التنفيذية لتشكيل حكومة انتقالية في شمال سوريا وتفكيكها.
وتحاول غرفة عمليات أنقرة والرياض المشتركة التي يحضرها كبار المسؤولين الأتراك والسعوديين وتتمتع بالدعم الكامل من قطر والأردن، استخدام نموذج إدلب لتحقيق الانتصارات العسكرية خلال المعارك القادمة. وفي هذه الخطة الجديدة تحظى محافظة حلب بأهمية كبرى في سياق طرد القوات الموالية لبشار الأسد بشكل كامل، للتمكن من استنساخ نمط «بنغازي – طرابلس» وتشكيل حكومة انتقالية في شمال سوريا، بحيث ينطبق مصير معمر القذافي على مصير الأسد.
ويعتبر التحالف التركي السعودي أن عدم تجانس فصائل المعارضة وهدر الطاقات المعارضة بسبب خلافاتها مع بعض والضعف في التنظيم والتخطيط هي أهم العوامل التي يجب حلها في مشروع اسقاط النظام. وقد تم اتخاذ قرار نقل قسم التخطيط والتنظيم إلى الحدود السورية التركية، ويتم التخطيط من قبل الأتراك بشكل مباشر.
وأثبت التحكم الكامل بمدينة إدلب الاستراتيجية نجاح الاستراتيجية الجديدة التركية، بمشاركة أكثر من 5 آلاف مقاتل من العديد من الفصائل المعارضة المتنوعة. وهذه الانتصارات دفعت تركيا بشكل كبير لتطبيق هذه الفكرة في باقي مناطق سوريا.
وخلال الأسبوع الماضي، تم الإعلان عن تشكيل «جيش فتح حلب» المكون من 21 كتيبة و22 ألف مقاتل، ولديه أكثر من 60 دبابة و70 عربة مصفحة و170 من أنواع الأسلحة الثقيلة، وأكثر من 1600 من أنواع الأسلحة المتوسطة والذخيرة الكافية. ولفهم تأثير هذا الحشد الكبير يكفي أن نعلم أن 5 آلاف مقاتل فقط استطاعوا السيطرة على إدلب خلال فترة زمنية قصيرة جداً، وأن 12 ألف مقاتل تمكنوا من كسر الخط الدفاعي المعزز للجيش السوري واحتلال جسر الشغور مع جميع قراها، وأن 30 ألفا من «الحشد الشعبي» العراقي حرروا محافظة صلاح الدين الاستراتيجية.
واكتفت وسائل الإعلام الإيرانية بنشر تصريحات بعض المقربين للنظام للمطالبة بوقف التدخل الخارجي في سوريا ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل في هذا الشأن، واعتبر المسؤولون الإيرانيون أن مخطط تفكيك دول المنطقة سينعكس بازياد وحدة الشعوب.
وطالب علي مقصود، وهو خبير استراتيجي حسب وكالة «فارس نيوز» التابعة للحرس الثوري، بتدخل المؤسسات الدولية لوقف دعم تركيا للجماعات الإرهابية في سوريا، حسب وصفه.
وأكد نائب رئيس مجلس النواب الإيراني، محمد حسن أبو ترابي فرد، في حديثه لوكالة «تسنيم نيوز»، أن مخطط أمريكا لتفكيك الدول الإسلامية «سيزيد من وحدة الشعوب، وسيثير ردة فعل سلبية لدى المجتمع الدولي وشعوب المنطقة، وأن هذا المخطط محكوم عليه بالفشل».
وقبل فترة وجيزة، نقلت بعض مواقع المعارضة الإيرانية أقوالا حول تباحث طهران وواشنطن في شأن الخروج التدريجي الإيراني من سوريا.
المصدر : القدس العربي