قالت صحيفة صباح التركية، إن تركيا أجرت مؤخراً حركة دبلوماسية مكثفة مع روسيا وإيران، حيث بعد زيارة بوتين مباشرة، يتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى طهران غداً للاجتماع مع روحاني وخامنئي لمناقشة كيفية إدارة خط أنقرة وطهران وبغداد بعد استفتاء برزاني في شمال العراق.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته وطن اف ام، إن هذه الحركة الدبلوماسية المكثفة تعتزم نقل العلاقات الثنائية إلى إطار تعاون جديد فإن عملية أستانا تأخذ العلاقات بين تركيا وروسيا إلى تعاون ملموس حول إدلب وعفرين في سوريا.
وأضافت أنه بالمثل حيث استفتاء برزاني في العراق يسحب العلاقات الإيرانية إلى مستوى جديد من التقارب حتى بالرغم من الوصول إلى نقطة مشتركة في مسألة حزب العمال الكردستاني “ب ك ك”، فإن التقارب القائم على استفتاء شمال العراق لديه القدرة على تسريع البحث عن التعاون في الملف السوري، على الرغم من كل التناقضات.
وأشارت إلى أن اتجاه تركيا للتعاون مع روسيا وإيران في القضايا السياسية الملموسة يضع سؤالا عندما ينظر إليه جنباً إلى جنب مع التوترات الهيكلية الحاصلة بين تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مفاده “هل تنزلق تركيا نحو محور أوراسيا؟”.
وأشارت إلى أن سياسة حزب العدالة والتنمية الصارمة لمكافحة الإرهاب واستخدامه للخطابات الوطنية الأصلية أي التي تدعو للانجراف إلى موقف يميني وقومي أتاتوركي وهذا يعتبر “حزام أيديولوجي” للإعداد السياسي الداخلي أو التكيف للانضمام إلى محور أوراسيا.
مؤكدة أنه منذ البداية اعتبر خطاب كسر المحور الغربي أو الانتقال إلى محور أوراسيا إشكالية بحد ذاتها.
وتابع الصحيفة القول في تقريرها، إنه أولاً وقبل كل شيء فإن الحجة القائلة بأن تركيا لا يمكن أن يكون لها سوى الأفضلية على قائمة أوراسيا في ظل عدم القدرة على تنفيذ سياسة خارجية مفهرسة للولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي اليوم.
إلى جانب أنه من المستحيل التوفيق بين جميع مجالات المنافسة مع روسيا وإيران والعلاقات المرتبطة بهم، حيث إنه من الأفضل لتركيا تحقيق مصالحها الوطنية، تقول الصحيفة.
وتلفت إلى أن أساس الموضوع، يعود إلى الخلاف الجاد مع الحلفاء الغربيين الذي يتعارض مع المصالح الوطنية لتركيا، والذي قلب الخلاف هو مستقبل سوريا والعراق.
وتعتبر أن حقيقة الأمر هي أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا يمكن لهما أن يشكلا إطارا للتعاون مع تركيا فيما يتعلق بمصير هذين البلدين وذلك هو المصدر الرئيسي للمشكلة بالإضافة إلى سياستهم المتبعة حول ميليشيا حزب العمال وتنظيم فتح الله غولن المصنف على لائحة الإرهاب بتركيا.
كما تنوه أن سياسة الولايات المتحدة في سوريا، تسببت بتوسيع نفوذ روسيا وإيران وحولت ذراع ميليشيا حزب العمال الكردستاني في سوريا (الوحدات الكردية) إلى جيش، وفي حين أزالت المعارضين المعتدلين وبشكل فعال.
مشددة أنه إذا لم تكن هناك نقطة مشتركة بين أنقرة وواشنطن من أجل استفتاء البرزاني في العراق، سيكون هناك حقل توتر جديد، حيث إنه من الممكن أن يتحول عدم التفاهم إلى نزاع هيكلي إذا كانت مشكلة التعاون مع إيران موضع شك وقلق تجعل من تركيا تفكر بها من أجل عدم السماح بتفكك العراق.
وتلفت إلى أنه من الضروري بالنسبة للحلفاء الغربيين الذين يتجاهلون المصالح الحيوية لتركيا، أن يروا تدافع أنقرة للعمل مع موسكو وطهران، خاتمة صحيفة صباح تقريرها، بالتنويه إلى أن المسألة ليست البحث عن النفوذ، بل هي مسألة النزاهة الداخلية على المدى الطويل، والقلق الوجودي.
وطن اف ام