أخبار سورية

اعتقال وتعذيب عشرة أطفال ووالد أحدهم في دمشق على أيدي ميليشيات الدفاع الوطني

التقرب من العناصر المسلحة الموالية لبشار الأسد في سوريا هي من الأفعال التي تنتشر وتتكاثر في قلب العاصمة دمشق، والتي يسعى من خلالها بعض السوريين لتبيض ماء الوجه أمام عناصر ميليشيات الدفاع الوطني المقاتلة إلى جانب قوات النظام ، بهدف التقرب منهم لبناء علاقات شخصية مبنية على لمصالح، وفي حالات أخرى تهدف مثل هذه العلاقات إلى درء مخاطر الاعتقال عن أنفسهم، بسبب كثرة تجوالهم في المناطق التي تديرها تلك الميليشيات.

وفي حادثة لعلها بعيدة كل البعد عن القيم والمبادئ، انتقم مواطن يوم أمس، في منطقة نهر عيشة في دمشق، من عدة أطفال كانوا قد اقتربوا من شجرة التوت التي بداخل حديقته والملاصقة للجدار الخارجي من الحديقة، عندما قاموا بقطاف حبات من التوت الشامي وأكلها، ليفاجأوا بخروج صاحب المنزل من بيته، حيث قام بشتمهم وضربهم لاقترابهم من الشجرة، وقام بالصياح على أحد عناصر حواجز الدفاع الوطني القريب من منزله وكان على صداقة معه، ليقوم عنصر الدفاع الوطني بضرب الأطفال هو الآخر والصياح عليهم.

ويروي الناشط الإعلامي محمد القاسم تفاصيل الحادثة مشيراً أنه وعقب ضرب الأطفال الصغار الذين لم يبلغ الكبير فيهم سن الثانية عشرة من قبل عنصر الدفاع الوطني، قام هؤلاء الأطفال بشتم العنصر وهم يبكون لأنه قام بضربهم ضرباً مبرحاً.

وأضاف «وهنا عاد صاحب المنزل ثانية إلى عنصر الدفاع الوطني الذي تربطه به علاقة مصلحة، وأخبره افتراء ان الأطفال يهتفون حرية حرية رغم أنهم لم يهتفوا أبداً، إنما هدف الرجـل من هذه الحـركة هـو حفظ ماء وجهه أمام الجيران في الحي وأمام ذوي الأطفـال، ولكن ما حصل على الواقــــع كان شـــــيئا مختلفا، حيــث أن عنصر الدفاع الوطني أحضر دورية عسكرية من الحاجز، وداهم منازل الأطفال واعتقل الأطفال العشرة، وعند محاولة والد أحدهم التوسل إليه، قام باعتقاله مع بقية الأطفال أيضاً».

اعتقل الأطفال العشرة في سجن للدفاع الوطني مدة 24 ساعة ثم أطلق سراحهم بعدها، ولكن آثار التعذيب ظاهرة على وجوه الأطفال وأجسادهم، بسبب لكمهم بالأكف ورفسهم بالأرجل، إضافة إلى أنهم خسروا الامتحان الأخير في المدرسة، بينما ما زال والد أحدهم الذي اعتقل معهم يواجه مصيراً مجهولاً، وتواردت أنباء عن نقله إلى الأفرع الأمنية للتحقيق معه على خلفية الحادثة، بحسب ما أكده الناشط الإعلامي .

وبعد ما حصل في حي نهر عيشة وما أقدم عليه صاحب المنزل وشجرة التوت، قام بعض الشبان في الحي المقربين من الأطفال بتهديده بـالقتل، ليهرب من الحي في الليلة ذاتها برفقة زوجته تاركاً خلفه المنزل وشجرة التوت.

المصدر : القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى