أخبار سورية

مجزرة مروعة في الأتارب بريف حلب .. ارتكبها الضامن الروسي

صعّد طيران الاحتلال الروسي وتيرة القصف الجوي على المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار خلال الثمانية والأربعين ساعة الماضية، بعد أن كانت تتركز على مناطق ريف حلب الجنوبي وريف حماة الشرقي والبادية.

مجزرة في مدينة الأتارب

فقد أكد الدفاع المدني بريف حلب لـ”وطن اف ام” ارتكاب طائرات يعتقد أنها روسية مساء اليوم الاثنين، مجزرة “مروعة” بحق المدنيين في مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، بعد استهداف المدينة “بثلاث غارات جوية” تركزت على مخفر شرطة مدينة الأتارب وسوق المدينة الشعبي، مخلفة عشرات الضحايا والجرحى من المدنيين ودمار واسع في الأبنية السكنية والمحال التجارية.

وقال مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني “إبراهيم الحاج”في تصريحه: أن الغارات الجوية الروسية استهدفت مخفر شرطة مدينة الأتارب بالإضافة إلى استهداف سوق المدينة الشعبي بغارتين جويتين في الوقت الذي يكون فيه السوق مكتظاً بالباعة والمدنيين، الأمر الذي أدى إلى ارتقاء “ثلاثة وأربعين مدنيا” وإصابة أكثر من خمسين آخرين بجراح متفاوتة وفق حصيلة شبه نهائية.

عمليات الإجلاء مستمرة

وأضاف الحاج: لاتزال فرق الدفاع المدني تعمل على إجلاء الضحايا والمصابين ومحاولة إخراج العائلات العالقة تحت أنقاض المنازل المدمرة، خاصة وأن أكثر من خمسة منازل تم تدميرها جراء الغارات الجوية، بالإضافة إلى محاولة فرق الدفاع المدني شق طرق لعربات الإسعاف التي تحاول الوصول إلى المناطق المستهدفة.

وأكد الحاج على أن فرق الدفاع المدني تحاول اخلاء المنطقة التي تم استهدافها ورفع أنقاض المحال المهدمة خشية وجود عالقين تحت ركام القصف، كما أنه لم يخف تخوفه من ارتفاع أعداد الضحايا خلال الساعات القادمة، نتيجة وجود اصابات خطيرة بين المدنيين الذين تم نقلهم إلى المشافي الميدانية.

لماذا  الأتارب؟

استهداف الطائرات الحربية التي يرجح أنها روسية لمدينة الأتارب في هذا التوقيت وضع علامات استفاهم كبيرة، خاصة بعد اعلان الفصائل المتنازعة بريف حلب الغربي عن توصلهما لاتفاق يقضي بوقف اطلاق النار بين حركة نور الدين زنكي وهيئة تحرير الشام، وذلك بعد اجتماع نظمته بعض المجالس الثورية والمدنية في مدينة الأتارب.

بالإضافة إلى أن مدينة الاتارب تعتبر من أكبر مدن ريف حلب الغربي وواحدة من المناطق التي قدمت مئات الشهداء خلال الثورة، وبالتالي فإنه لايخفى على أحد حجم الثقل الذي تمثله مدينة الاتارب في الصعيد الثوري، خاصة في ريف حلب الغربي، كما يرى الناشط الاعلامي “محمود الاتاربي”.

وأضاف الأتاربي: كعادته نظام الأسد وحليفته روسيا، فإن أي عمل ثوري يمثل خطراً بالنسبة لهم، وأي مدينة تحافظ على قرارها الثوري وتكون ملجأ وحكماً للقوى الثورية أو الفصائل المتنازعة تعتبر هي وسكانها هدفاً اساسياً بالنسبة إلى النظام وروسيا.

وتابع: هذا ما تؤكده مجزرة اليوم بعد قيام ثوار مدينة الأتارب بوضع حد للاشتباكات المستمرة منذ أيام بين حركة نور الدين زنكي وهيئة تحرير الشام، وتوصل الطرفان بعد الاجتماع الذي دعى إليه تشكيلات الثورة المدنية، إلى اتفاق مبدئي ينهي الخلاف، الأمر الذي دفع روسيا إلى قصف المدينة كرد على محاولة ثوارها انهاء حالة الاقتتال الدائرة في المنطقة، والتي لاتخدم سوى المصالح الروسية ونظام الأسد.

ودعم محمود الاتاربي حديثه بحالات قصف سابقة استهدفت المدينة خلال تنظيمها مظاهرات تطالب بخروج “جبهة النصرة” العام الماضي، ورفض سيطرة جبهة النصرة على المؤسسات المدنية والخدمية في المدينة، بالإضافة إلى استهداف الطائرات الروسية أيضاً مدينة معرة النعمان خلال المظاهرات المناوئة لفتح الشام “جبهة النصرة” سابقاً، حيث أكد الاتاربي على أن نظام الأسد وروسيا يعتبران كل مدينة تدافع عن طابعها الثوري عدو يجب القضاء عليه.

منصور حسين / وطن اف ام 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى