توصلت “هيئة تحرير الشام” وحركة “نور الدين الزنكي” إلى اتفاق يقضي بوقف المواجهات العسكرية بينهما بريف حلب الغربي والتي استمرت لأكثر من أسبوع، سقط خلالها قتلى وجرحى بين الطرفين.
و ورد في بيان الاتفاق
“بوساطة الشيخين عبدالله المحيسني ومصلح العلياني، تم ترتيب جلسة مساء أمس الخميس بين الفصائل المتمثلة بـ”هيئة تحرير الشام وحركة نور الدين زنكي وحركة أحرار الشام وجيش الأحرار” حيث تم الاتفاق على مايلي:
– إيقاف إطلاق النار ورفع الحواجز وفتح الطرقات.
– إطلاق الأسرى بين الطرفين بشكل مباشر.
– تشكيل لجنة مشتركة بين الطرفين لحل الأمور العالقة والعمل على رد الأمور إلى ماكانت عليه قبل الاقتتال.
– التوقف عن كافة أشكال التحريض الإعلامي.
– السعي الجاد لتشكيل غرفة عمليات مشتركة ضد النظام المجرم وحلفائه.”
وبدأت المواجهات العسكرية بين الطرفين على خلفية قيام مجموعات تتبع لـ”الهيئة” في منطقة حيان وبيانون بريف حلب بالانضمام لصفوف “الزنكي”، مادفع بـ”الهيئة” بزج تعزيزات للمنطقة ومصادرة الأسلحة من تلك المجموعات.
“الزنكي” على أثر تلك الحادثة أصدرت بيانا اتهمت فيه الكتائب التابعة لـ”تحرير الشام” بالبغي على عناصرها في حيان والجبهات القريبة في المنطقة، ليبدأ بعده عمليات الاستنفار ونشر الحواجز بين الطرفين واستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة في الاشتباكات.
وتوزعت الاشتباكات على مساحة واسعة في قرى وبلدات ريف حلب الغربي، أبرزها تقاد والأبزمو وخان العسل وأورم الكبرى وكفرناها وعويجل والسحارة والسعدية وعرب فطومة ودارة عزة وتديل والفوج 111 بالشيخ سليمان وجمعية الكهرباء بريف حلب الغربي، وتحول القتال بين الطرفين لمعارك كر وفر، وهجمات متعاكسة بين “تحرير الشام” و “الزنكي”.
وكان وثق “المرصد السوري لحقوق الإنسان” خسائر جراء القصف المتبادل والاشتباكات بين الفصيلين، حيث استشهد 5 مواطنين بينهم امرأة وطفلان في، فيما ارتفع إلى 24 على الأقل عدد عناصر “تحرير الشام” الذين قضوا في الاقتتال ، بينهم قاضٍ من الجنسية المصرية، بينما قضى 9 على الأقل من مقاتلي “الزنكي”.
وأصدرت عدد من الفصائل بيانات بينها “أحرار الشام” و”جيش الأحرار” و”فيلق الشام” طالبوا خلالها بوقف الاقتتال وتحميل الهيئة المسؤولية.
وطالبت “أحرار الشام” الهيئة والتي سبق أن أبعدتها من عدة مناطق تسيطر عليها في محافظة إدلب بـ”الكف عن بغيها على حركة نور الدين الزنكي وإطلاق سراح المعتقلين ورد الحقوق إلى أصحابها”.
بيان “أحرار الشام” تبعه آخر لـ”جيش الأحرار” والذي سبق هو الآخر إعلان انشقاقه عن الهيئة، طالب خلاله الطرفين بوقف الاقتتال وتشكيل محكمة للبت في النزاعات بين الفصائل.
يذكر أن اشتباكات اندلعت بين “الهيئة” و”الزنكي” في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي على خلفية اتهام الأخيرة لـ”الهيئة” بمحاولة اغتيال أحد القياديين في “الزنكي” بريف إدلب الشمالي، ثم خطفه، كما اتهمت الزنكي الهيئة باغتيال القيادي سيد البرشة.
يشار أن “تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)” قضت في وقت سابق على عدد من فصائل الجيش السوري الحر وفصائل معارضة، أبرزها “حركة حزم” و”الفرقة 13″ إلى جانب “جبهة ثوار سوريا”، إلى جانب الاقتتال مع “أحرار الشام” مؤخرا، ويرى مراقبون أن “الهيئة” اتخذت من حجج واهية وسيلة لفرض سيطرتها على مناطق المعارضة شمال سوريا من خلال إنهاء الفصائل والسيطرة على سلاحها.