أخبار سورية

تجار الأدوية السورية رائجة بغازي عنتاب التركية

مع موجات اللجوء المتلاحقة للسوريين نحو الأراضي التركية على مدار ثلاث سنوات، عمد اللاجئون إلى إطلاق مشاريعهم الصغيرة في المدن التركية الواقعة على الشريط الحدودي، لمواجهة الأوضاع المعيشية الصعبة، التي تزداد تأزما مع غلاء الأسعار بالمدن التركية.

ودفعت الحاجة بعض اللاجئين إلى البحث عن مصدر رزق بأي طريقة، وهو ما تسبب بظهور مشكلة جديدة تجسدت بالمحال العشوائية، التي أصبحت تتاجر بأكثر من سلعة، حتى وصلت إلى بيع الأدوية دون تراخيص مسبقة.

الممرض أحمد الحاج لاجئ من مدينة الرقة إلى غازي عنتاب التركية، بعد أن دُمّرت شقته بصاروخ من طيران النظام، دفعته ظروف حياته الجديدة للبحث عن فرصة عمل في حي “دوز دابه” الشعبي بالمدينة.

وقال إنه بدأ عمله في تركيا بفتح دكان لبيع المواد الغذائية السورية، وتابع “أثناء عملي كان بعض معارفي يستعينون بي أثناء حدوث حالة مرضية، فبدأت أساعدهم بإعطاء الحقن وتأمين الدواء السوري، خصوصا أن معظم السوريين يثقون بفعالية الأدوية السورية أكثر من التركية.

وأضاف “انطلقت من هذه النقطة، وبدأت أبيع الأدوية وأخرج لمعاينة الحالات المرضية الحرجة بالمنازل، لدرجة أنني تفرغت لهذا العمل مؤخرا”.

ويرى لاجئون سوريون أن توفر الدواء السوري شيء إيجابي، ويقول أبو يزن إنهم يثقون بفعاليّة الدواء السوري أكثر من التركي، “وسعره أرخص لكن نضطر لتأمين بدائل للأدوية المفقودة عن طريق تشابه التراكيب الدوائية”، موضحا أن “أغلب الأدوية التي تبيعها المحال السورية، هي مضادات الالتهاب والمسكنات، والحقن ومستلزمات ثانوية أخرى”.

وتتراوح أسعار الأدوية حسب جودة التراكيب واسم الشركة المنتجة له، لكنها تبقى رخيصة مقارنة بنظيرتها التركية، “رغم أنها تباع بأضعاف سعرها الحقيقي”.

وقدم أحمد فاضل أحد المطلعين على أسعار الأدوية توضيحا قال فيه “إن سعر ظرف السيتامول ليرة تركية واحدة (نحو 0.375 دولار) بينما سعره بسوريا 25 ليرة سورية (0.11 دولار) وأجرة الحقن المسكنة للآلام تصل إلى عشرين ليرة تركية (7.5 دولارات) بينما في سوريا لا تتجاوز 500 ليرة سورية (2.3 دولار)”.

وعن وضع المشافي الحكومية التركيّة يقول الفاضل إن اللاجئين يواجهون مشاكل في تعاملهم مع المشافي التركية، بسبب اختلاف اللغة والحاجة إلى مترجمين.

ودفع رواج الدواء السوري بعض المهربين إلى تهريبه لتركيا، طمعا في الربح الكبير وصغر حجم كميات الدواء، ويقول جمال مصرية أحد أبناء حي الحيدرية بحلب، إنه بدأ العمل بالتهريب لتغطية مصاريف أسرته.

ويقوم مع ابنه بتحضير الدواء وتجميعه عند مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، ويجهزه للتهريب عند ساعات الصباح الأولى، ويستقل مع ولده دراجة نارية كي لا توقفهم الحواجز العسكرية التابعة للمعارضة خوفا من مصادرة الدواء.

ويقول للجزيرة نت “إذا اكتشف أمر تجار الدواء لدى حواجز قوات المعارضة يقومون باحتجازها ويفرضون عليهم غرامة مالية بعد مصادرة الدواء، ولا تقتصر المخاطرة هنا فحسب بل التملص من رقابة حرس الحدود التركي معاناة أخرى”.

المصدر : الجزيرة نت

زر الذهاب إلى الأعلى