مؤتمر ” القاهرة 2 ” الذي ينعقد في العاصمة المصرية القاهرة مطلع الأسبوع المقبل هو الحدث الأبرز سياسياً في الساحة السورية خصوصاً وأن خارطة الطريق التي سيتم طرحها خلال الإجتماع لم تتحدث صراحة عن رحيل الأسد .
وطن اف ام أجرت حوار مطولاً حول لقاء القاهرة مع قاسم الخطيب ” عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر وعضو الإئتلاف الوطني ” .
نص المقابلة كاملة :
أستاذ قاسم .. ماهي الملامح العامة لـ مؤتمر ” القاهرة 2″ في ظل شائعات كثيرة وشح بالمعلومات الدقيقة ؟
– أولاً مؤتمر القاهرة هو فكرة قديمة جديدة لشخصيات وطنية إعتبارية في سوريا وجدت وتجد في مصر المكان الأنسب لطرح الحلول السياسية الآنية والمستقبلية للوضع السوري ، ثانياً من الناحية العملية سيكون هناك ميثاق وطني وخارطة طريق يصدرهما المؤتمر ، وبنفس الوقت سنسمي لجنة سياسية تكون مهمة من فيها متابعة الخارطة والميثاق والذهاب بهما إلى مختلف المحافل الدولية وعواصم القرار للخروج من النفق السوري المظلم بسبب استبداد السلطة الحاكمة والجماعات الإرهابية المرتبطة بها ، وبودي أن أؤكد على عدم تبني المؤتمر لإنتاج أي جسم سياسي جديد يقصي أو يلغي أحداً في الساحة الوطنية .
كيف تقيمون الدور المصري حيال الملف السوري وعلى أي أسس تستندون ؟
الدور المصري دورٌ نزيهٌ وشفافٌ حيال الثورة السورية منذ أيامها الأولى ، في مصر على سبيل المثال لم تشيد خيمة للسوريين ، والسوريون يعيشون حياة شبه طبيعية من حيث التعليم ويوميات المعيشة ، ولم تتلوث يد الإخوة المصريين بالدم السوري أو ساهموا بضخ المال السياسي داخل سوريا لدعم طرف بعينه ، كما أن المصريين هم أول الداعين لإيجاد حل سياسي شامل في سوريا ، بصراحة متناهية مصر اليوم تعافت وعادت لتأخذ دورها عربياً وإقليمياً بل وحتى دولياً ، كلنا أمل أن الدور المصري – الذي نعول عليه كثيراً – هو الدور الأنسب لحل تعقيدات المشهد السوري ، كما يجدر بي الإشارة هنا إلى أنني شخصياً استند إلى قوة مصر من خلال تطابق مواقفها حيال سوريا مع دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمة هذا الدول السعودية والإمارات ، كما لا يفوتني التذكير بالدور الإيجابي لجامعة الدول العربية في القاهرة من خلال تمسكها بعدم تقبل وجود نظام الأسد على مقعد سوريا طيلة الأعوام الأربع الماضية .
من هي أبرز الشخصيات التي تم دعوتها وهل هناك تخوف من قبلكم لعدم إكتمال نصاب المشهد السوري بسبب عدم دعوة ” إخوان سوريا ” إلى هذا الاجتماع ؟
دعني أوضح مسألة مهمة تتعلق بعدم دعوة إخوان سوريا ، فالدولة المصرية دولة مؤسسات وهناك أحكام قضائية صدرت بحق جماعة الإخوان المسلمين في مصر وعدم الدعوة أو قبول الجانب المصري حضور الشخصيات الإخوانية السورية هو شأن مصري داخلي بحت ، ولقد عملت جماعة الإخوان المسلمين داخل الإئتلاف الوطني على إفشال جهودنا حول ” موتمر القاهرة 2 ” منذ تعالت الأصوات مؤخراً بالحديث عنه ، وللتوضيح أكثر لابد من الإشارة إلى أن ما يقارب ثلث أعضاء الإئتلاف الوطني حاضرين في المؤتمر ، وأما سؤالك عن الشخصيات البارزة التي تشارك في اللقاء فهي شخصيات من كل ألوان الطيف السياسي السوري كـ السيد أحمد الجربا وحسن عبدالعظيم وعارف دليلة وهيثم مناع وحسين العودات وعبدالمجيد منجونة وأيضاً وجوه عسكرية كـ العميد مناف طلاس والعميد أسعد الزعبي ومن الكرد عبدالحميد درويش ، وهناك شخصيات مدنية ذات بعد اقتصادي من رجال أعمال وفنانين كـ جمال سليمان ومي سكاف وخالد محاميد ، والقائمة تطول فنحن تلقينا ما يقارب ٤٠٠ طلب للحضور وتم الإتفاق على ٢٥٠ شخصية في نهاية المطاف .
هل هناك تباين شديد في مقاربة خارطة الطريق المقترحة للمؤتمر بين أعضاء اللجنة التحضيرية ، وما هي أشد نقاط الخلاف إن وجدت ؟
لا يوجد أي مشكلة في هذا الصدد والتوافق شبه تام والنقطة الخلافية الوحيدة هي ” حول مصير الأسد ” لكن خارطة الطريق التي ستعرض على المؤتمرين تتحدث عن هيئة حكم إنتقالي ومن المستحيل أن يكون بشار الأسد جزءً منها وهناك مسألة هامة أودّ الإشارة إليها “حتى مؤيدوا الأسد أنفسهم لم يعودوا مقتنعين به في الحكم ” فهو قد فشل في حمايتهم فضلا عن بقائه في مرحلة إنتقالية ، الحرس الشخصي لـ بشار الأسد اليوم هو من الإيرانيين وحزب الله وكتائب أبوالفضل العباس وغيرهم ، بالمحصلة أقول لك : لايوجد سوري عاقل يؤمن ببقاء الأسد في الحكم أكثر من ذلك ..
ماهي توقعاتكم لهذا المؤتمر في ظل زحمة ” أجندة لقاءات ” سبقته كـ ” أستانا 1 ” ومشاورات ديمستورا وورشات حوار أوسلو – ستوكهلم ” ؟
شخصياً وبقناعة كبيرة دعني أخبرك #مؤتمر_القاهرة_٢ مختلف تماماً عن كل تلك الإجتماعات ، احترم كل الجهود المبذولة في تلك الدول التي ذكرتها وفي نفس الوقت ننظر بواقعية إلى تعاطي السيد ديمستورا مع الوضع السوري كـ موظف أممي فاشل ليس قادراً على تقديم أي حل أو وساطة مقنعة ، وبحسب معطيات توفرت لنا ربما يغادر هذه الوظيفة في وقت قريب .
هل ما سيجري في ” القاهرة 2 ” يأتي في نفس السياق المقرر والموضوع لـ مؤتمر الرياض المزمع عقده ، أم أَن الأمور مختلفة ؟
هناك تطابق إلى حدٍ كبير بين الرياض و القاهرة ولكن ومن وجهة نظري الشخصية ، ” الطرح في الرياض حتى الآن ضبابي وغامض بالنسبة لنا ” لكن بنفس الوقت نعول كثيراً على شخص العاهل السعودي الجديد الملك سلمان في إنجاح كل الجهود الرامية لتغيير سوريا نحو الأفضل والخلاص من حقبة الإستبداد والقمع الراهنة ، ولا يخفى على القيادة السعودية وكذلك غالبية دول مجلس الخليجي التي تحدثت عن هذا المؤتمر المزمع عقده أن سوريا بدون بشار الأسد وزمرته ستكون أفضل وأكثر استقراراً في المنطقة العالم ، ولعل إنشغال المملكة بالوضع اليمني هو السبب الرئيس في عدم بلورة تصور واضح لدينا حول مؤتمرالرياض ، وانتهز هذه الفرصة لأقدم أحر التعازي للسعودية ملكاً وحكومة وشعباً بضحايا التفجيرات الإرهابية التي طالت المواطنين.
أخيراً .. هل سنشهد تحالفاً واضح المعالم بين فريق الجربا السياسي – الذي يعد قاسم الخطيب أهم أركانه – مع المسار الذي يمثله المعارض هيثم مناع ؟
التحالف من حيث المبدأ قائم مع كل الشخصيات الوطنية السورية وكذلك التيارات والأحزاب الواضحة في موقفها حيال النظام السوري الحالي وضرورة رحيل رأسه وزمرته المتورطة عن الحكم ، والسيد هيثم مناع هو شخص قريب جداً من فريقنا السياسي ولكنه ليس الوحيد فنحن نتعاطى بإيجابية مطلقة وتواصل دائم مع مختلف المعارضين المقاطعين في موقفهم حيال الثورة السورية والمرحلة التي ترأس فيها السيد أحمد الجربا الإئتلاف كانت خير شاهد ودليل على كلامي هذا .
حاوره : عبدالجليل السعيد – وطن اف ام