سمح تنظيم الدولة الإسلامية لأهالي عشيرة الشعيطات من سكان حي الجدمة في بلدة أبو حمام بريف دير الزور بالعودة لبيوتهم دون سواهم من أهل القرية، وفي هذا الصدد يقول فيصل الشعيطي من سمح لهم التنظيم بالعودة لا يتجاوز عددهم %10 من أهالي أبو حمام، علما أن بلدة أبو حمام أكبر تجمع للشعيطات، مما يدلل أن المشكلة لما تنته بعد.
ويتابع فيصل مستذكرا الأحداث الدامية التي أدت لتهجيرهم بداية من البلدة بلدة أبو حمام شهدت أشرس المعارك، ومنها انطلقت الشرارة عندما اعتقل التنظيم ظلما ثلاثة من أبنائنا، فثارت حمية الشباب فحرروهم، وقتلوا حينها 11 من عناصر التنظيم بينهم قادة.
وينفي التنظيم نية الحقد تجاه البلدة، ويعزو التأخير بالعودة لأسباب أمنية، يقول عب السلام المقرب من التنظيم الدولة تقتص من المجرم، والشرع لا الهوى وحظ النفس من يرسم سياستها بدليل عودة أهالي بلدتي الكشكية، وغرانيج والآن بدأت عودة أهالي أبو حمام، والحياة الطبيعية تأخذ طريقها.
وتكشف عودة أهالي أبو حمام كثيرا من الخبايا والأسرار بل الحقائق، كما يسميها محمود حيث قال ” عودة الأهالي للقرية بعد شلالات الدماء كان خطا أحمر عند التنظيم، لكن استشعار بعض الشرفاء الخطيئة المرتكبة بحق الشعيطات، ناهيك عن الواسطات للشيوخ والوجهاء جعلت التنظيم يوافق على العـودة، ويجبر التنظيم الأهالي العائدين التوقيع على تعهدات بعدم مقاتلة التنظيم، ولم يفرض قطعة سلاح على كل شاب كما فعل مع شباب الكشكية وغرانيج ” .
وكانت المعارك السابقة بين التنظيم والشعيطات أدت لمقتل أكثر من ألف من أبناء الشعيطات بينهم أطفال، إذ تعرضت البلدات للقصف، وفي المقابل يفخر أهالي الشعيطات بما يسمونه المقاومة الأسطورية، يقول الجامعي حسن من الشعيطات ، لم نكن رقما سهلا فقد قتلنا من كتيبة «البتار» وحدها ما يقارب 150، وفرضنا سيطرتنا على المناطق المجاورة لقرانا، لكن نقص الذخيرة، وانعدام العتاد الثقيل، وتخلي العالم عنا مكن التنظيم من السيطرة. ويرجع الشعيطات قبولهم بهذه الشروط المجحفة لمرارة النزوح وقسوته، ويقول الشاب عمر وهو من أهالي الشعيطات نزح أهلنا إلى البحرة، وهجين، والشعفة، والسوسة، والبكعان، وسكنوا المدارس والمخيمات، والموسر استطاع استئجار بيت لكن الحالة طالت، ولا يمكن أن تبقى الأوضاع إلـى ما لا نهـاية.
وتجدر الإشارة هنا أن أهالي الجدمة لم يوقعوا على استتابة كما فعل أهالي الكشكية وغرانيج، ويتوقع أن يتم ذلك لاحقا عندما يعود كل أهالي أبو حمام، ويعتقد أهالي المنطقة من خلال خبرتهم بالشعيطات وتنظيم الدولة معا أن الأمور لم تنته بعودة الشعيطات لقراهم، يوضح أحد ناشطي دير الزور ” بعد الأحداث الدامية لحق الكثير من شباب الشعيطات ورجالها بقوى المعارضة السورية للانتقام، وهم يقاتلون التنظيم في درعا وريف حلب الشمالي، فالدم في عُرف العشـائر لا يغـسله إلا الـدم ” .
المصدر : القدس العربي