أفاد ناشطون من منطقة حوض اليرموك، التي يسيطر عليها لواء شهداء اليرموك في الريف الغربي من درعا، إطلاق سراح اللواء قائد غرفة عمليات فتح الشام الأسير لديه كبادرة حسن نية على حد تعبيرهم، بينما تخضع منطقة حوض اليرموك لحصار من قبل جبهة النصرة وحركة أحرار الشام، وذلك وسط فشل لمبادرات التهدئة والصلح التي شارك بها وجهاء حوران، ودار العدل التي كانت تصطدم دائما بتعنت الفصائل دون النظر لحال المدنيين في منطـقة المواجهـات، بحسـب وصـف ناشطـين على الأرض.
وكانت آخر المبادرات لم تعمر طويلا لوقف الاقتتال عقدت بين لواء شهداء اليرموك المقرب من تنظيم الدولة الإسلامية من جهة، وبين جبهة النصرة وحركة أحرار الشام في الريف الغربي من درعا، ولكن بعد ساعات قليلة من دخول الهدنة حيز التنفيذ حدث تبادل إطلاق نار بين طرفي النزاع بالقرب من خطوط التماس بالقرب من حاجز العلان، دون معرفة من باشر بذلك، وسط تقدم وفد من وجهاء حوران لزيارة قيادة شهداء اليرموك.
وكانت دار العدل المحكمة الموحدة في درعا والقنيطرة، أصدرت بيان أوضحت فيها مبادرتها التي أتت بحسب تعبير البيان، لتحييد المدنيين النزاع الحاصل في المنطقة وحقنا للدماء واستجابة لمبادرة أهل حوران، وإفساحا للمجال أمام المطلوبين للمثول أمام المحكمة.
ونصت المبادرة على وقف إطلاق النار ليوم واحد، واجتماع لجنة التحكيم المؤلفة من قاض من دار العدل، وقاض عن شهداء اليرموك، وقاض عن جبهة النصرة وأحرار الشام معا، وأن يتم خلال وقف إطلاق النار تسليم المطلوبين للجنة التحكيم، وتتعهد الفصائل الضامنة بتطبيق قرارات لجنة التحكيم، كما يتم تسليم الأسرى من الطرفين للجنة التحكيم، بالإضافة إلى إخلاء الجرحى من خلال اللجنة.
من جهتها أصدرت حركة أحرار الشام بيانا اتهمت فيه لواء شهداء اليرموك بالغدر والخيانة، وبشنه هجوم شامل على نقاط رباط الحركة في منطقة سحم الجولان وحاجز العلان وسد سحم، قتل على إثرها اثنان من الحركة، وكذلك إطلاق النار على سيارات وجهاء حوران المشرفين على تطبيق الهدنة، وأضافت في بيانها فما كان منا إلا بدأنا دفاعنا عن أنفسنا وقمنا بصد الهجمة ومن الله علينا بتدمير دبابة وقتل عدد من العناصر المعتدية، ودعت أيضا وجهاء حوران ان يقفوا معهم ضد هذه العصابة المارقة، بحسب وصفها في البيان.
وقال أبو محمد الحوراني وهو ناشط إعلامي في درعا ،الهدنة هشة من البداية وذلك لعدم احترام الطرفين لها، وإطلاق النار على وفد وجهاء حوران، ومن جهة أخرى أكد قائد لواء شهداء اليرموك الملقب بـالخال ان دار العدل لا تمثله، وبالتالي هو ضمنا لا يعترف بالهدنة ولا بالمبادرة التي رعتها دار العدل، في حين أصدرت أحرار الشام بيانا عدائيا ضد شهداء اليرموك ووصفتهم بالغادرين، وجرت اشتباكات بين الفصائل المنضوية مع النصرة في التحالف ضد لواء شهداء اليرموك، وأدت الاشتباكات إلى مقتل اثنين وجرح آخرين من حركة أحرار الشام وبالتالي يعد هذا خرقا ونسفا لهدنة لم تبدأ أصلا.
وصرح أحد المقربين من لواء شهداء اليرموك ، لكنه فضل عدم ذكر اسمه قائلا انتهت المبادرة، وذلك وفقا لبيان أحرار الشام حيث اتهموا شهداء اليرموك باستئناف الهجوم على مواقعهم وقصفهم بالمدفعية الثقيلة، في حين كانت النصرة ومن معها مثل أحرار الشام وغيرهم يحشدون قواتهم تجهيزا لشن هجوم على مناطق سيطرة شهداء اليرموك، تزامنا مع وقت بداية الهدنة، لإيهام أهل حوران بأن اللواء هو من رفض المبادرة.
وأوضح المصدر ان لواء شهداء اليرموك يعتبر محكمة دار العدل طرفا في النزاع الحاصل وقد بات ذلك جليا للجميع، على حد قوله، وأضاف فمنذ اليوم الأول في الاقتتال بين الطرفين أصدرت دار العدل بيانا بإحضار قيادات لواء شهداء اليرموك دون الاطلاع على الأمر، والجدير ذكره أن لواء شهداء اليرموك هو صاحب أول مبادرة تهدف لحقن الدماء، ووقف الاقتتال حيث قابلها الطرف الآخر بالصمت، وبهجوم مفاجئ على مقرات لواء شهداء اليرموك، ولا تـزال المعـارك قائـمة حـتى هذا اليـوم.
ويبقى الخاسر الأكبر في هذه المعادلة، المدنيون في منطقة حوض اليرموك الذين إن سلموا من بعض القذائف والصواريخ نتيجة بعد قراهم عن قطعات النظام العسكرية، إلا ان قذائف الأطراف المتنازعة من المعارضة باتت تدب الذعر في قلوبهم وتحصد أرواح ابنائهم، متناسية ذاك الهدف الذي خرجت هذه الفصائل من اجله وهو حماية المدنيين والشعارات التي لطالما تغنى بها الطرفان كتطبيق شرع الله، الذي لا يــزال طـرفا النـزاع يدعيان الالـتزام فيــه.
المصدر : القدس العربي