أضافت أزمة المازوت التي تعصف بالمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة معاناة جديدة بدأت تظهر نتائجها تباعا، وكان أولها توقف الدفاع المدني السوري في الشمال السوري، وقد أصدر بيانا يؤكد ان العمل قد توقف بسبب ارتفاع أسعار الوقود إن وجد، بعد أن وصل سعر مادة المازوت للتر الواحد أكثر من 500 ليرة سورية، اي قرابة دولارين أمريكين، في حين أن سعر اللتر، وعلى مدار أربع سنوات لم يتجاوز عتبة النصف دولار.
أشرف تركماني مسؤول الدفاع المدني أكد أن القدرات المتاحة ضئيلة جدا أمام ارتفاع أسعار الوقود بهذه الطريقة، وأكد أن الدفاع المدني يحاول أن يبذل كل طاقاته على الرغم من كل الصعوبات في السابق، وحتى الآن.
من ناحية أخرى، أكد مصدر خاص أن هناك مفاوضـات خاصـة بين تنـظيم الدولة وجـهات عديدة مقربة منها تهدف إلى إيـجاد حـل سـريع، وأكد المصدر أن الوضع الراهن خطير للغاية، والعديد من الفصائل الإسلامية تفاوض مسؤولي التنـظيم لتسـهيل عملية التبـادل، حيث تسـمح المعـارضة السـورية بمـرور شاحنـات الخضـار والفـواكه، بالمـقابل يسـمح التـنظيم بمــرور حافــلات محــملة بالـنفــط الخــام.
العديد من الأفران مهدد بالتوقف عن العمل في ريف اللاذقية، حيث توجد ثلاثة أفران رئيسية في كل من قرية أوبين، وقرية ربيعة، وفرن مدينة سلمى والأخير مهدد وبشكل فعلي بالتوقف خلال الايام المقبلة، وأكد المسؤول عنه ان العمل سيتوقف وانتاج الخبز سيتوقف خلال يومين إذا ما لم يتوفر حل لهذه الأزمة.
أيضا بدأت معاناة النازحين تتفاقم مع ارتفاع أسعار الوقود، فمعظم المخيمات في ريف اللاذقية تعيش على خزانات المياه التي يتم تعبئتها يوميا عبر آليات مثل (الجرار)، نشر العديد من النشطاء صورا تظهر عودة مظاهر الحياة البدائية مثل عودة الخبز على الحطب، واستعمال الحيوانات للتـنقل بدلا من السـيارات.
لم تكن هذه الأزمة بحسبان أي من فصائل المعارضة فمعظم آبار النفط تقع تخت سيطرة التنظيم الذي يصنف على قائمة الإرهاب، وكافة فصائل المعارضة ومن ضمنها جبهة النصرة تعمل على قتال التنظيم ووقف تقدمه إلا ان هذه الأزمة أثبتت عجزالمعارضة السورية عن وضع استراتيجية لمواجهة مثل هذه الأزمات.
المصدر : القدس العربي