تحدث العقيد المظلي مروان الحمد القائد السابق لـ ” المجلس العسكري الثوري ” في محافظة السويداء، عن التطورات الأخيرة التي تشهدها المحافظة، بعد إطلاق كتائب الثوار معركة تحرير مطار الثعلة العسكري غرب المدينة، وأشار إلى الفتنة التي يسعى إليها نظام الاسد بين محافظتي درعا والسويداء، لتكون منقذا له، في وجه الخسائر العسكرية التي يتلقاها ما تبقى من قواته والميليشيات الداعمة له، والصيغة التي يمكن أن تكون الحل للتوتر الحالي.
وقال العقيد حمد ” شهدت محافظة السويداء منذ عدة أسابيع معركة في ريفها الشمالي الشرقي، بين الأهالي من جهة وتنظيم الدولة من جهة أخرى، عقب إطلاق أذناب النظام تهديدات للأهالي داخل المحافظة، لتغذية مخاوف الموحدين من ارهاب التنظيم، عله يكسب بذلك دعم الدروز في صفه، ثم سعى بعد ذلك إلى التجييش الطائفي، وسحب السلاح الثقيل من المحافظة، كما فعل في الرقة وتدمر، ليتركها تواجه مصيرها، فأبدى الجيش الحر في المنطقة الجنوبية استعداده للدفاع وحماية الأراضي من نظام بشار الأسد وتنظيم الدولة على حد سواء، وأصدر نداءات عدة بهذا الخصوص ” .
وأما عن معركة مطار الثعلة العسكري في ريف السويداء قال: بعد تحرير اللواء 52 وهزيمة قوات الأسد منه، استغلّ الجيش الحر انهيار معنويات الجنود المنسحبين، و بدأوا بتجميع قواتهم، وأعلنوا عن معركة سحق الطغاة التي كان هدفها إسكات النيران المنبعثة من مطار الثعلة العسكري، وهذا هدف عسكري بحت، وحق مشروع للجيش الحر لتأمين الظهر والمجنبات، لكن النظام زج بما تبقّى من الفرقة 15 في السويداء بشكل كامل، كما زج شبيحته ومرتزقته من المحافظة في المعركة، بالإضافة إلى عناصر الأمن، بينما تمكن الثوار من ضرب السرية الرابعة ضمن المطار، وتدمير نسبة كبيرة منها، وقتلوا رئيس قسم المخابرات الجوية في السويداء لؤي سالم ومعاونه، وغيرهما بالإضافة إلى مئات الجرحى. وأضاف العقيد حمد قائلا: ” هنا لا بد لنا أن نحيّي وعي الثوار في حوران على حرصهم بألا يصاب أي مدني بأذى خلال المعركة، فهذه أخلاق ليست غريبة على مهد الثورة ” .
وأشار العقيد المظلي إلى التوتر المذهبي والطائفي الذي يسعى إليه نظام الأسد لسلخ منطقة جبل العرب ذات الأغلبية من الطائفة الدرزية عن محيطها السني، فقال: ” بالطبع النظام سعى إلى الفتنة بين السوريين منذ بداية الثورة، ولا يزال يسعى لها، ولا يترك فرصة للتجييش الطائفي إلا و يستغلها، و قد حاول في الكثير من المرات إيقاد الفتنة بين السوريين في محافظتي درعا والسويداء، لكن ما يعيقه هو الوعي بين أهالي المحافظتين، وكل من يحاول تجييش الناس طائفيا يخدم النظام بقصد أو دون قصد “.
وعن الرؤية التي يرى أنها قابلة للتنفيذ لإنقاذ جبل العرب من ورطة يحاول النظام أن يجره إليها قال: ” نحن في ثورة ضد من دمر الحجر وقتل البشر، و إن كل مواطن في سوريا أمام خيارين إما أن يقف في صف نظام مجرم قاتل، أو أن ينحاز لحقوق الشعب السوري ومطالبه في الحرية والكرامة، وإن النظام ساقط لا محالة فكل من أجرم بحق شعبنا سيحاسب بناء على قوانين توضع من قبل مختصين قانونيين ” .
وتابع ” أمّا في وقتنا الراهن فإن معركة إسقاط النظام لا تزال قائمة والجيش الحر في المنطقة الجنوبية وكل سوريا يرى في أبناء كل المحافظات مواطنين سوريين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، وهو يقاتل من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ضد إرهاب بشار الأسد والتنظيم على حد سواء، والأمثلة كثيرة بدءا من حلب شمالا حتى المعركة الأخيرة بين الثوار وتنظيم الدولة في محافظة درعا منطقة اللجاة، التي حاول الأخير التوغل في المحافظة قبل طرده، لذلك فإنه لا يوجد لدى الأهل سوى الهويّة الوطنية هي التي تجمعنا وهي التي تحمينا من الفتن، فانتماؤنا لوطننا هو التاج الذي نفخر به و نموت فداء له “.
المصدر : القدس العربي