يشير تقرير صدر مؤخرا عن منظمتي اليونيسيف وأنقذوا الأطفال إلى أن الحرب في سوريا الذي تجاوز الأربع سنوات وتفاقم الأزمة الإنسانية قد أديا إلى الدفع بأعداد متزايدة من الأطفال ليقعوا فريسة الاستغلال في سوق العمل. ودعا التقرير إلى العمل للحد من هذه الظاهرة.
وقالت جوليت توما المتحدثة باسم اليونيسيف إن التقرير يظهر تصاعد ظاهرة عمالة الأطفال السوريين سواء داخل سوريا أو في دول الجوار. وأضافت هدفنا من هذا التقرير هو تسليط الضوء على هذه الظاهرة وإبراز النقاط التي أثارت القلق لدينا، ومنها أن عددا كبيرا من الأطفال أصبح يعمل مضطرا، ويحدث ذلك تحت ظروف صعبة للغاية، وهناك حاجة للتصدي لهذه الظاهرة وطرح أمور بديلة للحد منها ومن تفاقمها.
ويؤكد التقرير إلى أن الأطفال داخل سوريا يساهمون في دخل أكثر من ثلاثة أرباع الأسر التي شملها الإحصاء الذي أظهر أن نصف أطفال اللاجئين السوريين في الأردن يعتبرون المعيل الرئيسي للأسرة. ويكشف التقرير أن أطفالا يبلغون من العمر ست سنوات فقط يعملون في بعض المناطق في لبنان.
ويقول بيتر سلامة المدير الإقليمي لليونيسيف إن العمل في سن مبكرة يوقف نمو الطفل وتطوره، خاصة أن أولئك الأطفال غالبا ما يعملون في ظروف تكون في غاية الخطورة أو في بيئة غير صحية.
ودعت اليونيسيف ومنظمة أنقذوا الأطفال إلى اتخاذ إجراءات جادة للتصدي لقضية عمالة الأطفال في سوريا والدول المتأثرة بالأزمة الإنسانية. ومن التدابير المقترحة تحسين القدرة على الحصول على سبل العيش من خلال توفير مزيد من التمويل للمبادرات المدرة للدخل، وتوفير التعليم الجيد والآمن لجميع الأطفال المتأثرين بالأزمة .
كما أوصت المنظمتان بإعطاء الأولوية للقضاء على أسوأ أشكال عمالة الأطفال، بالإضافة إلى الاستثمار في تعزيز الأنظمة والخدمات الوطنية والمجتمعية لحماية الطفل.
ويبلغ عدد الأطفال السوريين الذين بحاجة إلى مساعدات إنسانية 7.5 مليون داخل سوريا وفي دول الجوار. كما أن 2.5 مليون طفل سوريا قد انقطعوا عن الدراسة ويعيش نحو مليوني طفل سوري في مخيمات للاجئين في دول الجوار، وقد تمكنت منظمة اليونسيف من تحصين 22 مليون طفل في دول المنطقة ضد مرض شلل الأطفال الذي عاد وانتشر في مناطق الصراع بعد أن اختفى تماما. كما تساعد اليونسيف 16 مليون طفل في مناطق الصراع بتقديم المياه الصالحة للشرب والتعليم والملابس الشتوية أثناء فصل الشتاء.
المصدر : القدس العربي