أكدت مصادر موالية من مدينة اللاذقية الساحلية، سقوط تسعة قتلى بين أكبر العوائل نفوذا في محافظة اللاذقية، «عائلة الأسد، وعائلة إسماعيل» عقب اندلاع اشتباكات مسلحة أمس بين العائلتين، استخدم مسلحوها كافة أنواع الأسلحة، وفرضوا حظر تجوال غير معلن في حي «المشروع السابع»، بسبب خلافهم على عقارات، تطور إلى حرب ميليشيات في شوارع المدينة، دون جرأة قوات النظام من الحرس الجمهوري، والفرقة الرابعة المتمركزة داخل المدينة على التدخل.
وأكد مصدر إعلامي من أبناء الطائفة العلوية، أن الخلاف نشأ فرديا داخل مكتب عقاري قائم على أوتوستراد «المشروع السابع» معقل كبرى عائلات الشبيحة، وأصحاب النفوذ في مدينة اللاذقية من الطائفة العلوية، وتطور الخلاف إلى اشتباكات وحرب شوارع استمرت لحوالى سبع ساعات، انتشر خلالها أفراد العائلتين في المنطقة، وانتهى الاشتباك دون تدخل أي من القوى الأمنية أو العسكرية، رغم كثافتها وتطويقها للحي في الحالات الطبيعية.
وأسفرت حرب الشوارع أمس بحسب المصدر، عن مقتل تسعة أشخاص من عائلة الأسد وعائلة إسماعيل، حيث تعرف الأخيرة بتاريخ علاقتها السيئة مع آل الأسد في المدينة. وعلقت مصادر موالية على الحادثة، أن أغلب هذه الاشتباكات المسلحة هي نتيجة انتشار السلاح في أيدي الميليشيات المقربة من المسؤولين في حكومة النظام من أبناء الطائفة العلوية، وغالبا ما تكون خلافات بسبب فتيات على علاقة بطرفي النزاع. ووصف المصدر هذه الفئة بـ»شخصيات معروفة من حثالة ومجرمي اللاذقية، التي لا يجرؤ أحد على الوقوف في وجههم، ولهم أملاك وعقارات مخالفة، يخشى القانون المرور فيها».
وتشير معلومات مسربة أن هذه الاشتباكات تتكرر بشكل متقطع منذ أكثر من عامين، وتنتقل في معظم الأحيان من داخل المدينة إلى خارجها باتجاه قرية عين العروس التابعة لمدينة القرداحة التي يقطنها أبناء الطائفة العلوية حصرا.
ويعود تاريخ الخلاف المسلح بين آل إسماعيل والأسد على وجه الخصوص، إلى ما بعد اعتقال الدكتور عبد العزيز الخير، المعارض العلوي من هيئة التنسيق، والذي اختطفته المخابرات الجوية وقتلته تحت التعذيب، في نهاية شهر آب/اغسطس 2013، حيث حصل تحالف بين كل من عائلة الخير وإسماعيل، واشتبكتا مع عائلة الأسد وحلفائها.
وتعرف مدينة القرداحة بضمها لسوق حرة للسلاح، يوفر لسكان المدينة جميع أنواعه، حيث استخدمت أسلحته في حرب شهدتها أحياء اللاذقية نهاية أيلول /سبتمبر 2012، قتل خلالها شخصيات من عائلات الأسد ومخلوف وشاليش، والتي تعود بأسبابها إلى العثور على جثتي فتاتين لإحدى العوائل النافذة على الطريق بين اللاذقية وجبلة الساحليتين.
تشتهر عائلة اسماعيل بأنها عائلة إقطاعية ومن أثرياء المنطقة الساحلية، حتى قبل وصول عائلة الأسد إلى السلطة، ويتداول سكان محافظة اللاذقية روايات مفادها، أن عائلة الأسد كانت من فئة العمال بالأجرة تعمل لدى عائلة إسماعيل في فترة الإقطاعية قبل وصول عائلة الأسد للسلطة.
المصدر : القدس العربي