منذ فترة طويلة يعاني مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينين الذي يقع جنوب العاصمة دمشق من حصار خانق تفرضه عليه قوات النظام والمليشيات الأجنبية التي تساندها.
المخيم الذي يعتبر أكبر تجمع للفلسطينيين في سوريا كان خاضعا لسيطرة فصائل مسلحة وعلى رأسها فصيل أكناف بيت المقدس التابع لحركة حماس، ويتهم أهل المخيم هذه الفصائل باحتكار المواد الغذائية التي كانت تقدمها المنظمات الاغاثية وترك أهل المخيم يعانون من الجوع، حيث بلغ عدد الوفيات في المخيم نتيجة الجوع 154 شخصا حتى منتصف العام 2014 حسب بعض الاحصائيات الرسمية.
في شهر نيسان/أبريل الماضي اقتحم مقاتلوا تنظيم الدولة الإسلامية مخيم اليرموك وتمكنوا من السيطرة عليه بعد اشتباكات عنيفة انتهت بانسحاب أكناف بيت المقدس إلى خارج المخيم، وأثناء هجوم تنظيم الدولة على مخيم اليرموك وقفت جبهة النصرة وحركة أحرار الشام على الحياد، ولم تقاتلا ضد التنظيم حيث اتهمتهم أكناف بيت المقدس بالتواطؤ مع تنظيم الدولة على الرغم من العداء الكبير بين تنظيم الدولة وجبهة النصرة وأحرار الشام.
وحول أوضاع المخيم بعد سيطرة تنظيم الدولة عليه قال الناشط زياد التلي على الرغم من أن أغلب المنظمات الاغاثية توقفت عن دعم المخيم بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن التنظيم استطاع توفير المواد الغذائية وتمكن من إنهاء المجاعة في المخيم إلى حد كبير، حيث كانت الفصائل وعلى رأسها الأكناف تحتكر المساعدات المقدمة لعناصرها، أو تبيعها على الناس بمبالغ كبيرة.
وأضاف التلي بعض المنظمات الإغاثية ما زالت تقدم خدماتها في مخيم اليرموك بإشراف تنظيم الدولة لكن دون تدخل مباشر من التنظيم في عملها.
من جهته قال القائد الميداني في حركة أحرارالشام في مخيم اليرموك أبو محمد الدمشقي: أن وضع المخيم الذي كان سيئا جدا تحت سيطرة الأكناف واحتكارها للمساعدات الغذائية، وترك الناس يعانون من الجوع، بالإضافة إلى الحالة الجيدة التي كان يعيش فيها الناس في حي الحجر الاسود المجاور للمخيم والخاضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية رغم أنه يعاني من حصار مماثل، هو ما دفع أحرار الشام وجبهة النصرة إلى إلتزام الحياد، وأضاف: لأننا لا يمكن أن ندافع عن فصيل مشبوه مثل أكناف بيت المقدس، رغم أننا كنا غير مرحبين بـ الدولة الإسلامية في بداية الأمر، إلا أننا كنا على يقين بأن دخولها سيخفف الحصار عن أهل المخيم وهذا المهم بالنسبة لنا.
وتعليقا على إعلان قيادة أحرار الشام فصل مقاتلي الحركة في مخيم اليرموك وطردهم من الجماعة قال الدمشقي: نحن في أحرار الشام في مخيم اليرموك ومعنا جبهة النصرة نعتبر الدولة الإسلامية إخواننا، وقد جلسنا معهم ومع قادتهم وكل ما سمعناه عنهم من تكفير للآخرين واستباحة للدماء تبين أنه افتراءات لا أساس لها، وقد طالبتنا القيادة بقتال الدولة الإسلامية ونحن رفضنا ذلك، وكان هذا سبب إعلان قيادة الأحرار فصلنا، لكن هذا الأمر لم يعد يعني شيئا بالنسبة لنا خصوصا أن المخيم كان يعتبر ميتا ثم دبت فيها الحياة بعد دخول الدولة، ونحن لسنا مستعدين للمجازفة بذلك.
وفي معرض الحديث عن من يتولى الدفاع عن المخيم ومن يقف في خطوط الدفاع ضد قوات النظام والفصائل المتحالفة معها قال الدمشقي نحن الآن نقف في صف واحد مع جبهة النصرة والدولة الإسلامية في المخيم، وسنبقى متكاتفين للحفاظ على المخيم والضغط على النظام والفصائل التي تريد المصالحة معه والمافيات التي تنهب الناس باسم الثورة والجهاد.
ويختم القائد في إحرار الشام حديثه بالقول: الدولة الإسلامية لم تكن تحظى بشعبية كبيرة داخل المخيم قبل دخولها، لكن الآن تغير الوضع وبعد أن رأى الناس في المناطق المجاورة للمخيم والمتصالحة مع النظام حال المخيم بعد دخول الدولة الإسلامية بدأوا يطالبون فصائل المصالحة بترك مناطقهم وفسح المجال للدولة، خصوصا بعد أن نقض النظام معهم عهوده وعاد لسياسة القمع والترهيب كما يحدث في منطقة يلدا، على حد قوله.
المصدر : القدس العربي