أخبار سورية

الخوف يسرق فرحة العيد في سوريا (ريف اللاذقية) مثالاً

يستقبل ريف اللاذقية عيد الفطر الرابع بحفر الخنادق تحسبا لهجمات يشنها النظام على المناطق المحررة مدعوما بعناصر الحرس الثوري الإيراني وقوات حزب الله اللبناني.

تحضيرات ما قبل عيد الفطر المبارك في ريف اللاذقية تختلف عن المعتاد، فبدل صناعة الكعك والحلويات، يبادر المدنيون بحفر الخنادق خشية استهداف النظام لهم بالبراميل المتفجرة والمدافع والصواريخ في العيد.

الخوف بات مألوفا، لكنه يزداد في ظل أنباء تفيد بحشد النظام قوات يقول الثوار إنها الأضخم منذ وصول المئات من عناصر الحرس الثوري الإيراني إلى ناحية صلنفة قبل شهور.

ويتحسب سكان الريف وخاصة في جبل الأكراد من هجوم صاعق تشنه قوات النظام مدعومة بقوات حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني في أي لحظة، ويخشون أن يكون العيد توقيتا مناسبا في ظل انشغال محتمل لقوات المعارضة بتقاليد العيد.

الثوار يتوعدون

أبو خالد الفلاح ذو السبعين عاما قال “اعتدنا غدر النظام المجرم ولا نستغرب ارتكابه أفظع الجرائم، وهذا يجعلنا نخشى مباغتته لجبل الأكراد خلال العيد، فيسرق فرحة أطفالنا، ويحرم ثوارنا من ملاقاة أحبابهم، لكن خسئوا، فسبق أن جرب مرات عدة وهزمه رجالنا، ونحن واثقون بأنهم سيهزمونه كل مرة”.

وعن التحضيرات والاستعدادات لهجوم محتمل على ريف اللاذقية خلال فترة العيد، أكد أبو جميل -مقاتل من مدينة جبلة في الجيش الحر- أنهم نذروا أرواحهم فداء للحرية، وتعودوا الاستغناء عن الأفراح الصغيرة من أجل الفرحة الكبرى وهي هزيمة النظام واستعادة الكرامة المسلوبة.

وقال للجزيرة نت “كنتم معنا العيد الماضي تسجلون وتصورون ثباتنا ومرابطتنا على الجبهة تحسبا لغدر النظام، وسؤالنا: ألم نؤدِّ سويا صلاة العيد على محور الجلطة مقابل النبي يونس؟”.

وأشار إلى أن غرف عمليات الثوار تدارست تقاسم الحراسة والمناوبة في أيام العيد دون تخلي الآخرين عن الاستعداد لرد أي عدوان قد ينفذه النظام باتجاه المناطق المحررة في ريف اللاذقية.

وأكد قتيبة القيادي في الجيش السوري الحر أن الرشاشات المتوسطة ستنتشر في القرى وعلى قمم الجبال لإبعاد أي طائرة عن أجواء المنطقة، قائلا “نحاول بقدر ما نملك من قوة رسم الابتسامة على وجوه أطفالنا بدل الدماء التي عودهم عليها النظام الغادر”.

الأطفال والعيد

وبينما ينعم أطفال العالم الإسلامي باللعب والمرح في العيد يفتقد أطفال ريف اللاذقية ذلك، واستبدلوا به صناعة ألعاب خاصة بهم، حيث بادر معظمهم بصناعة الرشاشات الخشبية ووجهوها إلى السماء بهدف التصدي لطائرات النظام.

ورابط الأطفال خلف التحصينات التي بنوها بحجارة صغيرة ورابطوا خلفها حاملين بنادق خشبية وجهوها إلى عدوهم الافتراضي.

ولم تكن البنات بعيدات عن هذه الأجواء فقد صنعن صيدليات أدوية رمزية صغيرة وضعن فيها علبا كرتونية فارغة لتضميد جراح الثوار خلال المعارك.

إنه العيد كما يمكن لأطفال ريف اللاذقية أن يعيشوه، ولم يسرق الخوف من قصف النظام وافتقارهم إلى الألعاب ابتساماتهم البريئة.

وقالت الطفلة هلا (7 أعوام) للجزيرة نت وقد بدت أكبر من عمرها “بابا وماما وعداني بالاحتفال بعيد الفطر القادم في حدائق اللاذقية.. هما لا يكذبان”.

ويبدو الطفل شادي أكثر تفاؤلا من شقيقته، حيث بدا واثقا أن الاحتفال بعيد الأضحى سيكون على شاطئ البحر بمدينة اللاذقية التي نزح منها قبل ثلاث سنوات.

الافتقار للبهجة

وقالت أم أحمد من جبل الأكراد بريف اللاذقية “منذ ثلاث سنوات سرق النظام الفرحة من صدور أبنائنا بعد ثورتهم عليه فحوّل حياتهم إلى جحيم بالقصف المتواصل وقطع موارد رزقهم، وحرمانهم من الماء والكهرباء والاتصالات”.

وأكدت أن أيام العيد بالنسبة لسكان المنطقة لا تختلف عن غيرها، نظرا لعدم امتلاكهم ما يجعلها مختلفة، مشيرة إلى افتقادهم أبسط الاحتياجات.

وحمّلت أم أحمد الجمعيات والمنظمات المدنية ومؤسسات المعارضة مسؤولية التقصير في توفير متطلبات الحياة الكريمة “خاصة أنهم يعرفون أن النظام أحرق أغلب بساتين الفلاحين وقطع رواتب الموظفين، حتى بات الجميع بحاجة إلى الدعم والإغاثة”.

يذكر أن عيد الفطر الحالي هو العيد السابع الذي يعيشه سكان الجبل في ظل القصف والحصار، ويأتي هذا العام في ظل انقطاع شبه تام للدعم الذي كان يصل إلى المواطنين بين فترة وأخرى.

المصدر : الجزيرة

 

زر الذهاب إلى الأعلى