أفادت مصادر إعلامية باعتقال مخابرات الأسد عدة شبان من أبناء مدينة التل في ريف دمشق، بتهمة إجراء اتصالات هاتفية مع أقاربهم في الشمال السوري الخاضع لفصائل المعارضة.
وذكر موقع “صوت العاصمة”، أن دوريات تتبع للأمن السياسي، نفذت خلال الأسبوع الفائت، حملة اعتقالات طالت 5 شبّان من أبناء “التل”، بعد مراقبة خطوط الخليوي الخاصة بهم، ورصد اتصالات لهم مع أقاربهم في الشمال السوري.
وبحسب ما نقل الموقع عن مصادر مطلعة، فإن المعتقلين جرى تحويلهم مُباشرة إلى الفرع 251 المعروف باسم فرع الخطيب، المسؤول عن ملف ما يسمى بـ “مطلوبي الاتصالات” إلى خارج مناطق سيطرة نظام الأسد.
وتزامنت حملة الأمن السياسي ضد “مطلوبي الاتصالات”، مع تكثيف الحواجز المؤقتة داخل المدينة، بعد غياب دام أكثر من شهر، وذلك بعد صدور قوائم جديدة تضم أسماء مطلوبين للفروع الأمنية، بينهم أشخاص عادوا مؤخراً إلى التل من الشمال السوري ودول الاغتراب، وفق صوت العاصمة.
وتعتبر مخابرات الأسد التواصل مع الشمال السوري تهمة تستوجب الاعتقال، وتشهد مناطق دمشق وريفها، عشرات الاعتقالات شهرياً، بعد رصد اتصالات مع أشخاص في الشمال السوري، عبر تنسيق بين فرع الاتصالات في مساكن برزة، وفرع الخطيب.
وسبق للأمن السياسي أن نفذ اعتقالات طالت العديد من النساء في محيط التل، بعد تعميم أسمائهن على الحواجز العسكرية، نتيجة اتصالهن بأبنائهن في مدينة إدلب.
ويرفض فرع “الخطيب”، إجراء التسوية لمئات المطلوبين في التل وغيرها من المدن، والذين جرى تعميم اسماؤهم جراء اتصالات مشبوهة إلى الشمال وخارج سوريا.
وزودت روسيا خلال السنوات السابقة النظام السوري بأجهزة تنصت حديثة، بعد تدخلها العسكري المُباشر في سوريا، زادت على إثرها الاعتقالات على خلفية مكالمات مشبوهة، تزامناً مع تطور ملحوظ لدى النظام في تحديد مكان الجهاز الخليوي الذي جرى منه الاتصال.
ولا تقتصر اعتقالات مراقبة الاتصالات على المُتصلين بالشمال السوري فقط، بل تخضع الاتصالات الخلوية في دمشق إلى فلترة للكلمات الدالة على الحوالات المالية في السوق السوداء، وقد جرت عشرات الاعتقالات بحق أشخاص ساهموا بتحويل الأموال من وإلى سوريا، بعد مراقبة هواتفهم.
وبحسب ناشطين، تشهد شوارع دمشق ومناطق التسويات وجود سيارات مخصصة للتنصت، تعرف باسم “الراشدة” والتي تستطيع رصد أي اتصال عبر شكات الهاتف الأرضي أو الخلوي داخل سوريا.
وينصح خبراء تقنيون باستخدام وسائل التواصل عبر الإنترنت لإجراء اتصالات آمنة تجنباً للتنصت والملاحقة الأمنية.