بعد الانتقادات الواسعة التي طالت العميد ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد، عن دوره في قمع الثورة السورية، بالحديد والنار، وممارسة كل أشكال العنف والقتل ضد المعارضة السورية، اختفى ماهر عن الأضواء ولم يعد يظهر إلا ليثبت أنه على قيد الحياة، بعد شائعات موته أو مقتله التي راجت بين فينة وأخرى.
إلا أن الجديد هو سماحه للمصورين بالتقاط صور ابنتيه بشرى التي سمّاها على اسم أخته الكبرى، وابنته الأخرى شام، في احتفال عيد الجيش الفائت.
ولفتت مصادر إلى أن آل الأسد يدفعون بأبنائهم الصغار إلى الواجهة، في كل مرة “يكون فيها وضعهم سيئا أو حرجاً”.
كما حصل مع بشار الأسد نفسه، عندما أمر بترويج صورة ابنه حافظ ليدعم الموالين له “بوريث يستعد” أو “حفيد جمهوري” كما يحب الظرفاء أن يعلقوا.
العائلة انتهت بانتظار “ترتيب” الرحمة!
إلا أن البعض شكك بحقيقة هذه النوايا، على اعتبار أن “آل الأسد انتهوا عملياً” ولم يعد لهم “أي حظ بالبقاء السياسي أو غير السياسي”، لما “ارتكبوه من جرائم بحق الشعب السوري”.
لكن بعض المعلقين رأوا في سماح ماهر الأسد، بنشر صور لابنتيه، وهما تمتطيان الخيول، كما لو أنه “تسوّل عاطفي لاكتساب رأفة السوريين بعد الحنق الهائل عليه بسبب ما فعلته يداه من قتل بحقهم”.
فهو يريد أن يبدو “كأب عطوف” يستحق “الرحمة” ولديه عائلة. إلا أن التعليقات لم تتوقف عن اعتباره “أباً دموياً” وأنه “لو كان فيه جنس الرحمة” لأحسّ “بالأمهات السوريات اللواتي تيتّم أبناؤهن أو قتلوا أو شردوا أو ضاعوا في أرض النزوح واللجوء”.
سماح ماهر الأسد لابنتيه بالظهور أمام الكاميرا، أثار كثيراً من علامات الاستفهام. فقد عرف في هذا المجال أنه أمر بمصوّر محترف لالتقاط الصور لابنتيه، ثم السماح بنشرها وترويجها إلى العلن للمرة الأولى.
امرأة ستحكم سوريا؟!
بعض “الظرفاء” قالوا متهكّمين “هل ستحكم سوريا امرأة؟” نظراً إلى أن الظاهر في الصور، صور لبناته.
البعض الآخر رأى نوعاً من المنافسة ما بينه وأخيه بشار، رئيس الدولة، حيث سمح الأخير لابنه حافظ بالتقاط الصور وتعميمها وترك التعليقات للموالين التي طالبت بحافظ الصغير “رئيساً لسوريا الأسد”.
إلا أن رأياً آخر يقول عكس ذلك، وهو أن ماهر الأسد يريد إيصال صورة للسوريين أنه “لم يعد ذلك الضابط عاقد الحاجبين” والذي اشتهر بالعنف في كل الاتجاهات حتى إنه أطلق النار على زوج أخته بشرى اللواء آصف شوكت، عندما عرف بنبأ زواجه منها.
حيث كان منح ابنته اسم أخته “بشرى” اعترافاً منه “بالذنب الذي ارتكبه بحقها عندما أطلق النار على زوجها”.
لكن هنا تساءل معارض سوري: “إن كان ماهر الأسد يعتذر من أخته عبر تسمية ابنته باسمها، لأنه أطلق النار على زوجها، فكم يا ترى على ماهر الأسد أن ينجب، كي يعتذر من السوريين الذين قتلهم أو هجّرهم أو شتّت شملهم؟”.
ماهر وبشار.. مصير مشترك!
إلا أن عارفين بالشأن الداخلي السوري، رجّحوا أن يكون سماح ماهر بتصوير عائلته ونشر الصور، هو “بمثابة مقدمة لشيء ما” قد يكون “خروجه الكامل من الصورة” بعد الترتيبات “التي يظن أنها على نار حامية منذ فترة”.
لأنه “انتهى كما انتهى أخوه” أي بشار الأسد . وقد يعد له “مخرج ما” ضمن “صفقة” عدد أفرادها “محدود للغاية”.
فكل المصادر تؤكد أن ماهر هو على رأس أي قائمة سيتم “تقديمها إلى المحاكم الدولية” ولن ينجو “إلا بمعجزة إقليمية ودولية”.
قد تكون صور ابنتيه “أول غيثها”. علماً أنه حتى الآن، لم تؤكد المصادر، ما إذا كان هناك “ترتيب” محدد لخروج رئيس النظام السوري من المشهد، فبشار هو “الآمر الناهي بكل عمليات قتل السوريين” في الأصل.
وبالتالي يؤكد مصدر سوري “فإن مصيرهما واحد”. ولذلك، يتابع المصدر، فـ”مصير ماهر” هو “مصير بشار” بالضبط، بالحرف والنقطة والفاصلة!
المصدر : العربية